لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 245 - الجزء 8

  لا أَفعل ذلك حتى ينام ظالِعُ الكلاب، قال: والظالع من الكلاب الصَّارِفُ؛ يقال صَرَفَتِ الكلبةُ وظَلَعَتْ وأَجْعَلَتْ واسْتَجْعَلَتْ واسْتَطارَت إِذا اشتهت الفحل.

  قال: والظالع من الكلاب لا ينام فيضرب مثلاً للمُهْتَمِّ بأَمره الذي لا ينام عنه ولا يُهْمِلُه؛ وأَنشد خالد بن زيد قول الحطيئة يُخاطِبُ خَيالَ امرأَةٍ طَرَقَه:

  تَسَدَّيْتَنا من بعدِ ما نامَ ظالِعُ الكِلابِ ... وأخْبى نارَه كلُّ مُوقِدِ

  ويروى: وأَخْفى.

  وقال بعضهم: ظالع الكلاب الكلبة الصارِفُ.

  يقال: ظَلَعَت الكلبةُ وصَرَفَت لأَن الذكور يَتْبَعْنها ولا يَدَعْنَها تنام.

  والظَّالِعُ: المُتَّهَمُ؛ ومنه قوله: ظالِمُ الرَّبِّ ظالِعُ، هذا بالظاء لا غير؛ وقوله:

  وما ذاكَ مِنْ جُرْمٍ أَتَيْتُهُمُ به ... ولا حَسَدٍ مِنِّي لَهُمْ يتَظَلَّعُ

  قال ابن سيده: عندي أَن معناه يقوم في أَوْهامِهم ويَسْبِقُ إِلى أَفهامهم.

  وظَلَعَ يَظْلَعُ ظَلْعاً: مال؛ قال النابغة:

  أَتُوعِدُ عَبْداً لم يَخُنْكَ أَمانةً ... وتَتْرُكُ عَبْداً ظالِماً، وهو ظالِعُ؟

  وظَلَعَتِ المرأَةُ عينَها: كسَرَتْها وأَمالَتْها؛ وقول رؤبة:

  فإِنْ تَخالَجْنَ العُيُونَ الظُّلَّعا

  إِنما أَراد المَظْلُوعة فأَخرجه على النسب.

  وظَلَعَتِ الأَرضُ بأَهلها تَظْلَعُ أَي ضاقتْ بهم من كثرتهم والظُّلَعُ: جبل لِسُلَيْم.

  وفي الحديث: الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الذي لا يَنْقَطِعُ إِظْهارُ البِدَعِ؛ المُضْلِعُ المُثْقِلُ، وقد تقدم في موضعه؛ قال ابن الأَثير: ولو روي بالظاء من الظُّلْع العَرَجِ والغَمْزِ⁣(⁣١) لكان وجهاً.

فصل العين المهملة

  عفرجع: الأَزهري: رجل عَفَرْجَعٌ سَيِّءُ الخُلُق.

  عكنكع: الأَزهري: العَكَنْكَعُ الذكر من الغِيلانِ، وقال غيره: ويقال له الكَعَنْكَعُ.

  الفراء: الشيطان هو الكَعَنْكَعُ والعَكَنْكَعُ والقانُ.

  قال الأَزهري: العَكَنْكَعُ الخَبِيثُ من السَّعالي.

  عوع: الأَزهريّ: قال الأَصمعي سمعت عَوْعاةَ القوم وغَوْغاتَهم إِذا سمعت لهم لجَبَةً وصوتاً.

  عيع: الأَزهري: يقال عَيَّعَ القومُ تَعْييعاً إِذا عَيُوا عن أمرٍ قَصَدُوه؛ وأَنشد:

  حَطَطْتُ على شِقِّ الشِّمالِ وعَيَّعُوا ... حُطُوطَ رَباعٍ مُحْصِفِ الشَّدِّ قارِب

  وقال: الحَطَّ الاعتمادُ على السَّيْرِ.

فصل الفاء

  فجع: الفجيعة: الرَّزِيّةُ المُوجِعةُ بما يَكْرُمُ فَجَعَه يَفْجَعُه فَجْعاً، فهو مَفْجُوعٌ وفَجِيعٌ، وفَجَّعَه، وهي الفَجِيعةُ، وكذلك التفْجِيعُ.

  وفَجَعَتْه المُصِيبةُ أَي أَوْجَعَتْه.

  والفَواجِعُ: المَصائِبُ المُؤْلِمَةُ التي تَفْجَعُ الإِنسان بما يَعِزُّ عليه من مال أَو حَمِيم، الواحدة فاجِعةٌ؛ وفي التهذيب: ودَهْرٌ فاجعٌ له حَمِيمٌ⁣(⁣٢)؛ قال لبيد:


(١) قوله [من الظلع العرج والغمز] تقدم في مادة ضلع ضبط الظلع بتحريك اللام تبعاً لضبط نسخة النهاية.

(٢) كذا بالأَصل.