[فصل الثاء المثلثة]
  كَمْ دَونَ لَيْلى مِنْ تَنُوفِيَّةٍ ... لَمَّاعةٍ، تُنْذَرُ فيها النُّذُرْ
  وتَنُوفى: موضعٌ؛ قال امرؤ القيس:
  كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بِلَبُونِه ... عُقابُ تَنُوفى، لا عُقابُ القَواعِلِ
  وهو من المُثُل التي لم يَذْكُرْها سيبويه.
  قال ابن جني: قلت مرّة لأَبي علي يجوز أَن تكون تَنُوفى مقصورة من تَنوفاء بمنزلة بَرُوكاء، فسمع ذلك وتَقَبَّلَه؛ قال ابن سيده: وقد يجوز أَن يكون أَلف تَنُوفى إشباعاً للفتحة لا سيما وقد رويناه مفتوحاً وتكون هذه الأَلف ملحَقةً مع الإِشباع لإِقامة الوزن؛ أَلا تراها مقابلة لياء مفاعيلن كما أَن الأَلف في قوله:
  يَنْباعُ من ذِفْرى غَضُوبٍ جَسْرةٍ
  إنما هي إشْباعٌ للفتحة طلَباً لإِقامة الوزن، أَلا ترى أَنه لو قال يَنْبَعُ من ذفرى لصح الوزن إلا أَن فيه زِحافاً، وهو الخَزْلُ، كما أَنه لو قال تَنُوفَ لكان الجزء مَقْبوضاً فالإِشْباعُ إذاً في الموضعين إنما هو مخافةَ الزِّحاف الذي هو جائز.
  توف: ما في أَمرهم تَوِيفةٌ أَي تَوانٍ.
  وفي نوادر الأَعراب: ما فيه تُوفةٌ ولا تافةٌ أَي ما فيه عَيْبٌ.
  أَبو تراب: سمعت عَراماً يقول تاه بصر الرجل وتافَ إذا نظر إلى الشيء في دوام؛ وأَنشد:
  فما أَنْسَ مِ الأَشْياءِ لا أَنْسَ نَظْرتي ... بمكةَ أَنِّي تائفُ النَّظَراتِ
  وتافَ عني بصَرُكَ وتاه إذا تَخَطَّى.
فصل الثاء المثلثة
  ثطف: أَهملها الليث واستعمل ابن الأَعرابي الثَّطَفَ قال: هو النَّعْمةُ في المَطْعَمِ والمَشْرَبِ والمَنامِ.
  وقال شمر: الثَّطَفُ النَّعْمةُ.
  ثقف: ثَقِفَ الشيءَ ثَقْفاً وثِقافاً وثُقُوفةً: حَذَقَه.
  ورجل ثَقْفٌ(١) وثَقِفٌ وثَقُفٌ: حاذِقٌ فَهِم، وأَتبعوه فقالوا ثَقْفٌ لَقْفٌ.
  وقال أَبو زيادٍ: رجل ثَقْفٌ لَقفٌ رامٍ راوٍ.
  اللحياني: رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ وثَقِفٌ لَقِفٌ وثَقِيفٌ لَقِيف بَيِّنُ الثَّقافةِ واللَّقافة.
  ابن السكيت: رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ إذا كان ضابِطاً لما يَحْوِيه قائماً به.
  ويقال: ثَقِفَ الشيءَ وهو سُرعةُ التعلم.
  ابن دريد: ثَقِفْتُ الشيءَ حَذَقْتُه، وثَقِفْتُه إذا ظَفِرْتَ به.
  قال اللَّه تعالى: فإِمَّا تَثْقَفَنَّهم في الحرب.
  وثَقُفَ الرجلُ ثَقافةً أي صار حاذِقاً خفيفاً مثل ضَخُم، فهو ضَخْمٌ، ومنه المُثاقَفةُ.
  وثَقِفَ أَيضاً ثَقَفاً مثل تَعِبَ تَعَباً أَي صار حاذِقاً فَطِناً، فهو ثَقِفٌ وثَقُفٌ مثل حَذِرٍ وحَذُرٍ ونَدِسٍ ونَدُسٍ؛ ففي حديث الهِجْرةِ: وهو غلام لَقِنٌ ثَقِفٌ أَي ذو فِطْنةٍ وذَكاء، والمراد أَنه ثابت المعرفة بما يُحتاجُ إليه.
  وفي حديث أُم حَكِيم بنت عبد المطلب: إني حَصانٌ فما أُكَلَّم، وثَقافٌ فما أُعَلَّم.
  وثَقُفَ الخَلُّ ثَقافةً وثَقِفَ، فهو ثَقِيفٌ وثِقِّيفٌ، بالتشديد، الأَخيرة على النسب: حَذَقَ وحَمُضَ جِدًّا مثل بَصَلٍ حِرِّيفِ، قال: وليس بحَسَنٍ.
  وثَقِف الرجلَ: ظَفِرَ به.
  وثَقِفْتُه ثَقْفاً مِثالُ بلِعْتُه بَلْعاً أَي صادَفْتُه؛ وقال:
(١) قوله [رجل ثقف] كضخم كما في الصحاح، وضبط في القاموس بالكسر كحبر.