لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 99 - الجزء 1

  دائرةُ السُّوءِ، يعني الهزِيمةَ والشرَّ، ومَن فَتَح، فهو من المَساءَة.

  وقوله ø: كذلك لِنَصْرِفَ عنه السُّوءَ والفَحْشاءَ؛ قال الزجاج: السُّوءُ: خِيانةُ صاحِبه، والفَحْشاءُ: رُكُوبُ الفاحشة.

  وإن الليل طويلٌ ولا يَسوءُ باله أَي يَسُوءُنِي بالُه، عن اللحياني.

  قال: ومعناه الدُّعاءُ.

  والسُّوءُ: اسم جامع للآفات والداءِ.

  وقوله ø: وما مَسَّنِي السُّوءُ، قيل معناه: ما بِي من جُنون، لأَنهم نَسَبوا النبيَّ، ، إِلى الجُنون.

  وقوله ø: أُولئك لهم سُوءُ الحِسابِ؛ قال الزجاج: سُوءُ الحِسابِ أَن لا يُقْبَلَ منهم جسنةٌ، ولا يُتجاوَز عن سيئة، لأَنَّ كُفرَهم أَحْبَط أَعْمالَهم، كما قال تعالى: الذين كَفَرُوا وصدُّوا عن سبيل اللَّه أَضلَّ أَعمالهم.

  وقيل: سُوءُ الحساب: أَن يُسْتَقصَى عليه حِسابُه، ولا يُتَجاوَز له عن شيءٍ من سَيّئاته، وكلاهما فيه.

  أَ لا تَراهم قالوا⁣(⁣١): مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ.

  وقولهم: لا أُّنْكِرُك من سُوءٍ، وما أُنْكِرُك من سُوءٍ أَي لم يكن إِنْكارِي إِيَّاكَ من سُوءٍ رأَيتُه بك، إِنما هو لقلَّةِ المعرفة.

  ويقال: إِن السُّوءَ البَرَصُ.

  ومنه قوله تعالى: تَخرُج بَيْضاءَ من غير سوءٍ، أَي من غير بَرَصٍ.

  وقال الليث: أَمَّا السوءُ، فما ذكر بسَيِّءٍ، فهو السُّوءُ.

  قال: ويكنى بالسُّوءِ عن اسم البرَص، ويقال: لا خير في قول السُّوءِ، فإذا فتَحتَ السين، فهو على ما وصَفْنا، وإِذا ضممت السين، فمعناه لا تقل سُوءًا.

  وبنو سُوءَةً: حَيٌّ من قَيْسِ بن عَلي.

  سيأ: السَّيْءُ والسِّيءُ: اللبَنُ قبل نزول الدِّرَّة يكون في طَرَفِ الأَخْلافِ.

  وروي قول زهير:

  كما اسْتَغاثَ، بسَيْءٍ، فَزُّ غَيْطَلةٍ ... خافَ العُيونَ، ولم يُنْظَرْ به الحَشَكُ

  بالوجهين جميعاً بسَيْءٍ وبِسِيءٍ.

  وقد سَيَّأَتِ الناقةُ وتَسَيَّأَها الرجلُ: احْتَلَب سَيْئَها، عن الهجري.

  وقال الفرّاءُ: تَسَيَّأَتِ الناقةُ إذا أَرسَلَت لَبنها من غير حَلَبٍ، وهو السَّيْءُ.

  وقد انْسَيأَ اللبنُ.

  ويقال: إَنَّ فلاناً لَيَتَسَيَّأُني بسَيْءٍ قليل؛ وأَصله من السَّيْءِ اللبنِ قبل نزول الدِّرَّة.

  وفي الحديث: لا تُسَلِّم ابنك سَيَّاءً.

  قال ابن الأَثير: جاءَ تفسيره في الحديث أَنه الذي يَبِيعُ الأَكفانَ ويَتَمنَّى مَوتَ الناسِ، ولعله من السُّوءِ والمَساءَةِ، أو من السَّيْءِ، بالفتح، وهو اللبن الذي يكون في مُقَدَّم الضَّرع، ويحتمل أَن يكون فعَّالاً من سَيَّأْتُها إذا حَلَبْتها.

  والسِّيءُ، بالكسر مهموز: اسم أَرض.

فصل الشين المعجمة

  شأشأ: أَبو عمرو، الشَّأْشاءُ: زَجْرُ الحِمارِ، وكذلك السَّأْساءُ.

  شُؤْشُؤْ وشَأْشَأْ: دُعاءُ الحِمار إلى الماءِ، عن ابن الأَعرابي.

  وشَأْشَأْ بالحُمُر والغَنَم: زَجرها للمضيِّ، فقال: شَأْشَأْ وتَشُؤْتَشُؤْ.

  وقال رجل من بني الحِرْمازِ: تَشَأْتَشَأْ، وفتح الشين.

  أَبو زيد: شَأْشَأْتُ الحِمارَ إذا دَعَوْته تَشَأْتَشَأْ وتَشُؤْتَشُؤْ.

  وفي الحديث: أَنَّ رجلاً قال لبَعيره شَأْ لعَنَكَ اللَّه، فنهاه النبي عن لَعْنِه.

  قال أَبو منصور: شَأْزجر، وبعض العرب يقول: جَأَ، بالجيم، وهما لغتان.

  والشَّأْشاءُ: الشِّيصُ.

  والشَّأْشاءُ: النَّخْل الطِّوالُ.

  وتَشَأْشَأَ القومُ: تفرَّقوا، واللَّه أَعلم.

  شسأ: أَبو منصور في قوله: مكان شِئسٌ، وهو الخَشِنُ من الحجارة، قال: وقد يخفف، فيقال للمكان الغليظ: شَأْسٌ وشَأْزٌ، ويقال مقلوباً: مكانٌ شاسِئٌ وجاسِئٌ غليظ.


(١) قوله [قالوا من الخ] كذا في النسخ بواو الجمع والمعروف قال أي النبي خطاباً للسيدة عائشة كما في صحيح البخاري.