لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 457 - الجزء 7

  يقول: يكفيني القَيْظَ والصَّيفَ والشتاءَ، وقاظَ بالمكان وتَقَيَّظَ به إِذا أَقام به في الصيف؛ قال الأَعشى:

  يا رَخَماً قاظَ على مَطْلوبِ ... يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئ المُطِيبِ

  وفي الحديث: سِرنا مع رسول اللَّه، ، في يوم قائظ أَي شدِيدِ الحرّ.

  وفي حديث أَشراط الساعة: أَن يكون الولد غَيْظاً والمطر قَيْظاً، لأَن المطر إَنما يُراد للنبات وبَرْدِ الهواء والقيظُ ضدّ ذلك.

  وفي الحديث ذكر قَيْظ، بفتح القاف، موضع بقُرب مكة على أَربعة أَميال من نخلة.

  والمَقِيظةُ: نبات يبقى أَخْضَرَ إِلى القيظ يكون عُلْقةً للإِبل إِذا يَبِس ما سواه.

  والمَقِيظةُ من النبات: الذي تدُوم خُضرته إِلى آخِرِ القَيْظ، وإِن هاجت الأَرض وجَفَّ البَقل.

فصل الكاف

  كظظ: الكِظَّةُ: البِطْنة.

  كظَّه الطعامُ والشرابُ يَكُظُّه كَظَّاً إِذا ملأَه حتى لا يُطِيقَ على النَّفَسِ، وقد اكتَظَّ.

  الليث: يقال كظَّه يكُظَّه كظَّة، معناه غَمَّه من كثرة الأَكل.

  قال الحسن: فإِذا علَتْه البِطْنةُ وأَخذته الكِظَّةُ فقال هاتِ هاضُوماً.

  وفي حديث ابن عمر: أَهْدَى له إِنسانٌ جُوارشْن، قال: فإِذا كَظَّك الطعامُ أَخذت منه أَي إِذا امتلأْتَ منه وأَثقلك، ومنه حديث الحسن: قال له إِنسان: إِن شَبِعْتُ كَظَّني وإِن جُعْتُ أَضْعَفَني.

  وفي حديث النخعي: الأَكِظَّةُ على الأَكِظَّةِ مَسْمَنةٌ مَكْسَلةٌ مَسْقَمةٌ؛ الأَكِظَّةُ: جمع الكِظَّةِ وهو ما يعتري المُمْتَلِئَ من الطعام أَي أَنها تُسْمِن وتُكْسِلُ وتُسْقِمُ.

  والكِظَّة: غَمٌّ وغِلْظةٌ يجدها في بطنه وامتلاء.

  الجوهري: الكِظَّة، بالكسر، شيء يعتري الإِنسان عند الامتلاء من الطعام؛ وأَما قول الشاعر:

  وحُسَّدٍ أَوْشَلْتُ من حِظاظِها ... على أَحاسِي الغَيْظِ، واكتِظاظِها

  قال ابن سيده: إِنما أَراد اكتِظاظي عنها فحذف وأَوْصَل، وتعليل الأَحاسِي مذكور في موضعه.

  والكَظِيظُ: المُغْتاظُ أَشدّ الغيظ؛ ومنه قول الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِر:

  عَدُوُّكَ مَسْرُورٌ، وذُو الوُدِّ، بالذي ... يرَى منك من غَيْظٍ، عليك كَظِيظُ

  والكَظْكَظةُ: امتلاء السِّقاءِ، وقيل: امتدادُ السقاء إِذا امتلأَ، وقد تَكَظْكَظَ، وكظَظتُ السقاءَ إِذا ملأَته، وسِقاءٌ مكْظُوظ وكظيظ.

  ويقال: كَظظْتُ خَصْمِي أَكُظُّه كَظَّاً إِذا أَخَذتَ بكَظَمِه وأَلْجَمْتَه حتى لا يَجِدَ مَخْرَجاً يخرج إِليه.

  وفي حديث الحسن: أَنه ذكر الموت فقال: غَنْظ ليس كالغَنْظ وكَظٍّ ليس كالكَظِّ أَي هَمٌّ يملأُ الجَوف ليس كالكظَّ أَي كسائر الهُموم ولكنه أَشدّ.

  وكَظَّه الشرابُ أَي ملأَه.

  وكظَّ الغيظُ صدرَه أَي ملأَه، فهو كظيظ.

  وكظني الأَمر كَظَّاً وكَظاظة أَي ملأَني همه.

  واكتظ الموضعُ بالماء أَي امتلأَ.

  وكظه الأَمرُ يكُظُّه كَظَّاً: بهَظَه وكرَبَه وجهَدَه.

  ورجل كَظٍّ: تَبْهَظُه الأُمور وتغلبه حتى يَعْجِزَ عنها.

  ورجل لَظٍّ كَظٍّ أَي عَسِرٌ متشدّد.