لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الظاء المعجمة]

صفحة 568 - الجزء 1

  الأَثير: هو نوعٌ من تمر المدينة، منسوبٌ إِلى ابن طابٍ، رجلٍ من أَهلها.

  وفي حديث جابر: وفي يده عُرْجُونُ ابنِ طابٍ.

  والطِّيَابُ: نخلة بالبصرة إِذا أَرْطَبَتْ، فَتُؤخّر عن اخْتِرافِها، تَساقَطَ عن نَواه فبَقِيتِ الكِباسَةُ ليس فيها إِلا نَوًى مُعَلَّقٌ بالتَّفاريق، وهو مع ذلك كِبارٌ.

  قال: وكذلك إِذا اخْتُرِفَتْ وهي مُنْسَبتَة لم تَتْبَعِ النَّواةُ اللِّحاءَ، واللَّه أَعلم.

فصل الظاء المعجمة

  ظأب: الظَّأْبُ: الزَّجَلُ.

  والظَّأْبُ والظَّأْمُ، مهموزان: السِّلْفُ.

  تقول: هو ظَأْبُه وظَأْمُه؛ وقد ظاءَبه وظَاءَمَه، وتَظاءَبا، وتَظاءَما إِذا تزوّجت أَنت امرأَة، وتزوّج هو أُختها.

  اللحياني: ظاءَبني فُلانٌ مُظاءَبةً، وظاءَمَني إِذا تزوّجت أَنت امرأَة وتزوّج هو أُختها.

  وفلانٌ ظَأْبُ فلانٍ أَي سلْفُه، وجمعه أَظْؤُبٌ.

  وحُكي عن أَبي الدُّقَيْشِ في جمعه ظُؤُوبٌ.

  والظَّأْبُ: الكلامُ والجَلَبةُ والصَّوْتُ.

  ابن الأَعرابي: ظَأَب إِذا جَلَّبَ، وظَأَب إِذا تزوّج، وظَأَب إِذا ظَلَم.

  والأَعْرَفُ أَن الظَّأْب السِّلْفُ، مهموز، وأَن الصوتَ والجَلَبة وصِياحَ التَّيْسِ، كل ذلك مهموز.

  الأَصمعي قال: سمعت ظَأْبَ تَيْسِ فلانٍ وظَأْمَ تيسِه، وهو صياحُه في هِياجِه؛ وأَنشد لأَوْس بن حَجَرٍ:

  يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ ... له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِيمُ

  قال: وليس أَوْسُ بنُ حَجَر هذا هو التيميّ، لأَن هذا لم يجئ في شعره.

  قال ابن بري: هذا البيت للمُعَلَّى بن جَمالٍ العَبْدي.

  يَصُوعُ أَي يَسُوقُ ويَجْمَعُ.

  وعُنُوق: جمع عَناقٍ، للأُنثى من وَلد المَعزِ.

  والأَحْوى: أَراد به تَيْساً أَسْوَدَ.

  والحُوَّةُ: سوادٌ يَضْرِبُ إِلى حُمْرةٍ.

  والزَّنيم: الذي له زَنَمتانِ في حَلْقه.

  ظبب: ابن الأَثير في حديث البراء: فَوَضَعْتُ ظَبِيبَ السَّيْفِ في بَطْنِه؛ قال: قال الحَرْبِيُّ هكذا رُوِي وإِنما هو ظُبَةُ السيف، وهو طَرَفُه، ويُجْمع على الظُّباةِ والظُّبِينَ.

  وأَما الضَّبِيبُ، بالضاد: فسيلانُ الدم من الفم وغيره.

  وقال أَبو موسى إِنما هو بالصاد المهملة، وقد تقدم في موضعه.

  ظبظب: التهذيب: أَما ظَبَّ فإِنه لم يُستعمل إِلَّا مكرَّراً.

  والظَّبْظَابُ: كلامُ المُوعِدِ بِشَرٍّ؛ قال الشاعر:

  مُواغِدٌ جاءَ له ظَبْظابُ

  قال: والمُواغِدُ، بالغين: المُبادِرُ المُتَهَدِّدُ.

  أَبو عمرو: ظَبْظَبَ إِذا صاح.

  وله ظَبْظابٌ أَي جَلَبةٌ؛ وأَنشد:

  جاءَتْ، معَ الصُّبْحِ، لها ظَبَاظِبُ ... فغَشِيَ الذَّارَةَ مِنها عَاكِبُ

  ابن سيده: يقال ما به ظَبْظابٌ أَي ما به قَلَبَةٌ.

  وقيل: ما به شيءٌ من الوَجَع؛ قال رؤبة:

  كأَنَّ بي سُلًّا، وما بي ظَبْظابْ

  قال ابن بري: صواب إِنشاده [وما مِنْ ظَبْظَابْ] وبعده:

  بي، والبِلى أَنْكَرُ تِيكَ الأَوْصابْ

  قال ابن بَري: وفي هذا البيت شاهد على صحة السِّلِّ، لأَنَّ الحريري ذكر في كتابه دُرَّة الغَوَّاص، أَنه من غلط العامة، وصوابُه عنده السُّلال.

  ولم يُصِبْ