لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء المثناة فوقها]

صفحة 405 - الجزء 10

  فيه القِدْح، وهو السهم، ليخرج منه الماء؛ ومنه يقال: باكَ الحمارَ الأَتان.

  وسميت غزوة تَبُوك لأَن النبي، ، رأَى قوماً من أَصحابه يَبوكون حسْيَ تَبُوك أَي يدخلون فيه القِدْح ويحركونه ليخرج الماء، فقال: ما زلتم تَبُوكونها بَوْكاً، فسميت تلك الغزوة غزوة تَبُوك، وهو تَفْعُل من البَوْك، والحِسْي: العين كالجَفْر.

فصل التاء المثناة فوقها

  تبك: تَبُوكُ: اسم أَرض، قال الأَزهري: فإِن كانت التاء في تَبُوك أَصلية فلا أَدري مِمَّ اشتقاق تَبُوكَ، وإِن كانت التاء تاءَ التأْنيث في المضارع فهي من باكَتْ تَبُوك، وقد مضى تفسيره.

  والتَّبُوكِيُّ: ضرب من عنب الطائف أَبيض قليل الماء عظام الحب نحو من عِظَمِ الأَقْماعِيّ، ينشق حبه علئ شجره، وقد يكون تَبُوك تَفْعُول.

  تبرك: تَبْركَ بالمكان: أَقام.

  وتِبْراك: موضع، مشتق منه.

  ترك: التَّرْكُ: وَدْعُك الشيء، تَركه يَتْرُكه تَرْكاً واتَّرَكه.

  وتَرَكْتُ الشيءَ تَرْكاً: خليته.

  وتارَكْتُه البيع مُتارَكَةً.

  وتَراكِ: بمعنى اتْرُك، وهو اسم لفعل الأَمر؛ قال طفيل بن يزيد الحارثي:

  تَراكِها من إِبل تَراكِها ... أَما تَرَى المَوْت لَدَى أَوْراكِها؟

  وقال فيه: فما اتَّرَكَ أَي ما تَرَكَ شيئاً، وهو افْتَعل.

  وفي الحديث: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاةُ، فمن تركها فقد كفر، قيل: هو لمن تركها مع الإِقرار بوجوبها أَو حتى يخرج وقتها، ولذلك ذهب أَحمد بن حنبل إِلى أَنه يكفر بذلك حملًا على الظاهر، وقال الشافعي: يقتل بتركها ويصلى عليه ويدفن مع المسلمين؛ وتَتَارَك الأَمرُ بينهم.

  والتَّرْكُ: الإِبقاء في قوله، ø: وتَرَكْنا عليه في الآخرين؛ أَي أَبقينا عليه.

  وتَرِكةُ الرجل الميتِ: ما يَتْرُكه من التُّرَاث المَتْروك.

  والتَّريكة: التي تُتْرَكُ فلا تتزوج، قال اللحياني: ولا يقال ذلك للذكر.

  ابن الأَعرابي: تَرِكَ الرجلُ إِذا تزوج بالتَّريكةِ وهي العانِسُ في بيت أَبويها؛ وأَنشد الجوهري للكميت:

  إِذ لا تَبِضُّ، إِلى التَّرَاثكِ ... والضَّرائِكِ، كفُّ جازِرْ

  والتَّرِيكةُ: الروضة التي يُغْفِلُها الناسُ فلا يرعونها، وقيل: التَّرِيكةُ المَرْتَعُ الذي كان الناس رعوه، إِما في فلاة وإِما في جبل، فأَكله المال حتى أَبقى منه بقايا من عُوَّذ.

  والتَّرْكُ: ضرب من البيض مستدير شبِّه بالتَّرْكةِ والتَّرِيكة وهي بيض النعام المنفرد؛ وأَنشد:

  ما هاجَ هذا القَلْبَ إِلا تَرْكة ... زَهراءُ، أَخْرَجَها خروج مُنْفج

  الجوهري: والتَّرِيكةُ بيضة النعامة التي يتركها؛ ومنه قول الأَعشى:

  ويَهْماء قَفْر تخرج العَيْنُ وسْطَها ... وتَلْقَى بها بَيْضَ النَّعامِ تَرائِكا

  قال ابن بري: ومثله للمخبل:

  كتَرِيكةِ الأُدْحِيِّ أَدْفَأَها ... قَرِدٌ، كأَنَّ جَناحه هدْمُ

  والهِدْمُ: كساء خَلَقٌ.

  ابن سيده: والتَّرِيكة البيضة بعدما يخرج منها الفرخ، وخصَّ بعضهم به بيض النعام التي تتركها بالفلاة بعد خلوها مما فيها، وقيل: