لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 42 - الجزء 5

  وغاراً وغِياراً؛ قال أَبو ذؤيب يصِف قُدوراً:

  لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّها ... ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ، تَفاحَشَ غارُها

  وقال الأَعشى:

  لاحَه الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفاقٌ ... على سَقْبَةٍ، كقَوْسِ الضَّالِ

  ورجل غَيْران، والجمع غَيارَى وغُيَارَى، وغَيُور، والجمع غُيُرٌ، صحَّت الياء لخفّتها عليهم وأَنهم لا يستثقلون الضمة عليها استثقالهم لها على الواو، ومن قال رُسْل قال غُيْرٌ، وامرأَة غَيْرَى وغَيُور، والجمع كالجمع؛ الجوهري: امرأَة غَيُور ونسوة غُيُرٌ وامرأَة غَيْرَى ونسوة غَيارَى؛ وفي حديث أُم سلمة، ^: إِنَّ لي بِنْتاً وأَنا غَيُور، هو فَعُول من الغَيْرة وهي الحَمِيّة والأَنَفَة.

  يقال: رجل غَيور وامرأَة غَيُور بلا هاء لأَنّ فَعُلولًا يشترِك فيه الذكر والأُنثى.

  وفي رواية: امرأَة غَيْرَى؛ هي فَعْلى من الغَيْرة.

  والمِغْيارُ: الشديد الغَيْرة؛ قال النابغة:

  شُمُسٌ موانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ

  ورجل مِغْيار أَيضاً وقوم مَغايِير.

  وفلان لا يَتَغَيَّر على أَهله أَي لا يَغار وأَغارَ أَهلَه: تزوّج عليها فغارت.

  والعرب تقول: أَغْيَرُ من الحُمَّى أَي أَنها تُلازِم المحموم مُلازَمَةَ الغَيُور لبعْلها.

  وغايَرَه مُغايَرة: عارضه بالبيع وبادَلَه.

  والغِيارُ: البِدالُ؛ قال الأَعشى:

  فلا تَحْسَبَنّي لكمْ كافِراً ... ولا تَحْسبَنّي أُرِيدُ الغِيارَا

  تقول للزَّوْج: فلا تحسَبَنّي كافراً لِنعْمتك ولا مِمَّن يريد بها تَغْيِيراً.

  وقولهم: نزل القوم يُغَيِّرون أَي يُصْلِحون الرحال.

  وبَنُو غِيَرة: حيّ.

فصل الفاء

  فأر: الفَأْرُ، مهموز: جمع فَأْرَةٍ.

  ابن سيده: الفَأْر معروف، وجمعه فِئْرانٌ وفِئَرَةٌ، والأُنثى فَأْرَةٌ، وقيل: الفَأْرُ للذكر والأُنثى كما قالوا للذكر والأُنثى من الحمام: حَمامة.

  ابن الأَعرابي: يقال لذكر الفَأْرِ الفُؤْرور⁣(⁣١).

  والعَضَل، ويقال للحمِ المَتْنِ فَأْرُ المَتْنِ ويَرابيعُ المَتْنِ؛ وقال الراجز يصف رجلًا:

  كأَنَّ جَحْمَ حَجَرٍ إِلى حَجَرْ ... نِيطَ بمَتْنَيْه من الفَأْرِ الفُؤَرْ

  وفي الحديث: خَمْس فَواسِق يُقْتَلْنَ في الحلّ والحَرَم، منها الفَأْرة، هي مهموزة وقد يترك همزها تخفيفاً.

  وأرضٌ فَئِرَةٌ، على فَعِلة، ومَفْأَرة: من الفِئْران، وجَرِذةٌ: من الجُرَذ.

  ولبن فَئِر: وقعت فيه الفَأْرةُ.

  وفَأَرَ الرجلُ: حفر حفرَ الفَأْرِ، وقيل: فَأَرَ حفر ودفن؛ أَنشد ثعلب:

  إِنّ صُبَيْحَ ابنَ الزِّنا قد فَأَرَا ... في الرَّضم، لا يَتْرُكُ منه حَجَرَا

  وربما سُمِّي المسك فَأْراً لأَنه من الفَأْرِ، يكونُ في.

  قول بعضهم.

  وفَأْرَةُ المِسْكِ: نافِجَتُه.

  قال عمرو ابن بحر: سأَلت رجلًا عَطَّاراً من المعتزلة عن فَأْرَةِ المسكِ، فقال: ليس بالفَأْرة وهو بالخِشْفِ أَشبه، ثم قال: فأْرة المسك تكون بناحية تُبَّت يصيدها الصياد فيعصب سُرَّتها بعصاب شديد وسرتها مُدَلَّاة فيجتمع فيها دمها ثم تذبح، فإِذا سكنت قَوَّر السرة


(١) قوله [الفؤرور] كذا هو بالأَصل والذي نقله شارح القاموس عن ابن الأَعرابي الفؤر كصرد واستشهد عليه بالبيت الآتي.