لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 565 - الجزء 12

  هو أَحْصَنُ من أن يُرامَ، وأعزُّ من أن يُضامَ، وأَكرمُ من أن يُشْتَم، وكذلك هو البَخِيلُ أن يُرْغَبَ إليه أي هو أَبْخلُ من أَن يُرْغَبَ إليه، وهو الشُّجاع أن يَثْبُتَ له قِرْنٌ.

  ويقال: هو صَدْقُ المُبْتَذَلِ أي صَدْقٌ عند الابتِذال، وهو فَطِنُ الغَفْلةِ فَظِعُ المُشاهدة.

  وقال ابن الأَنباري: العرب تُدْخِل الأَلف واللام على الفِعْل المستقبل على جهة الاختصاص والحكاية؛ وأنشد للفرزدق:

  ما أَنتَ بالحَكَمِ التُّرْضَى حْكُومَتُه ... ولا الأَصِيلِ، ولا ذِي الرَّأْي والجَدَلِ

  وأَنشد أَيضاً:

  أَخفِنَ اطِّنائي إن سكتُّ، وإنني ... لفي شغل عن ذحلها اليُتَتَبَّع

  فأَدخل الأَلف واللام على يُتتبّع، وهو فعلٌ مستقبل لِما وَصَفْنا، قال: ويدخلون الأَلف واللام على أَمْسِ وأُلى، قال: ودخولها على المَحْكِيّات لا يُقاس عليه؛ وأَنشد:

  وإنِّي جَلَسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ... بِبابِك، حتى كادت الشمسُ تَغْرُبُ

  فأَدخلهما على أَمْسِ وتركها على كسرها، وأَصل أَمْسِ أَمرٌ من الإِمْساء، وسمي الوقتُ بالأَمرِ ولم يُغيَّر لفظُه، والله أَعلم.

فصل الميم

  مرهم: الليث: هو أَلْيَنُ ما يكون من الدواء الذي يُضَمَّدُ به الجرحُ، يقال: مَرْهَمْتُ الجُرْحَ.

  ملهم: التهذيب في الرباعي: مَلْهَم قَرْية باليمامة؛ قال ابن بري: هي لبَني يَشْكُرَ وأَخلاطٍ من بَكْرِ وائل.

  والمِلْهَمُ: الكثيرُ الأَكْلِ.

  الجوهري في ترجمة لهم: ومَلْهَم، بالفتح، موضع وهي أرض كثيرة النخل؛ قال جرير وشبَّه ما على الهوادج من الرَّقْم بالبُسْر اليانِع لحمرته وصُفْرته:

  كأنَّ حُمولَ الحَيِّ زُلْنَ بِيانِعٍ ... من الوارِدِ البَطْحاءِ من نَخْلِ مَلْهَما

  ويومُ مَلْهم: حَرْبٌ لبني تميم وحنيفة.

  ابن سيده: ومَلْهم أَرض؛ قال طرفة:

  يَظَلُّ نِساءُ الحَيّ يَعْكُفْنَ حَوْله ... يَقُلْنَ عَسِيبٌ من سَرارَةِ مَلْهما

  ومَلْهم وقُرّانُ: قريتان من قُرَى اليمامة معروفتان.

  مهم: النهاية لابن الأَثير: وفي حديث سَطيح:

  أزْرَقُ مَهْمُ النابِ صَرّارُ الأَذُنُ

  قال أي حديد الناب؛ قال الأَزهري: هكذا روي، قال وأَظنه مَهْوُ الناب، بالواو.

  يقال: سَيْفٌ مَهْوٌ أي حديدٌ ماضٍ، قال: وأَورده الزمخشري أزْرَقُ مُمْهى النابِ، وقال: المُمْهى المُحَدَّدُ، من أَمْهَيْتُ الحَديدةَ إذا حَدَّدْتَها، شبَّه بَعيرَه بالنَّمِر لزُرْقة عينيه وسرعة سيره.

  وفي حديث زيد بن عَمْرو؛ مَهْما تُجَشِّمْني تَجَشَّمْتُ؛ قال ابن الأَثير: مهما حرف من حروف الشرط التي يُجازَى بها، تقول: مهما تَفَعَلْ أَفْعَلْ؛ قيل إن أَصلها مَامَا فقلبت الأَلف الأُولى هاء، وقد تكرر في الحديث.

  مهيم: في الحديث: أن النبي، ، رأَى على عبد الرحمن بن عَوف وضَراً من صُفْرةٍ فقال: مَهْيَمْ؟ قال: قد تَزَوَّجْتُ امرأَة من الأَنصار على نَواةٍ من ذهَبٍ، فقال: أَوْلِمْ ولو بشاةٍ؛ أبو عبيد: قوله مَهْيَمْ، كلمة يمانية معناها ما أَمْرُك وما هذا الذي أَرى بكَ ونحو هذا من الكلام؛ قال الأَزهري: