لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 694 - الجزء 1

  والقائبةُ والقابَةُ: البَيْضة.

  والقُوبُ، بالضم: الفَرْخُ.

  والقُوبِيُّ: المُولَعُ بأَكل الأَقْوابِ، وهي الفِراخُ؛ وأَنشد:

  لهُنَّ وللمَشِيبِ ومَنْ عَلاه ... من الأَمْثالِ، قائِبَةٌ وقُوبُ

  مَثَّلَ هَرَبَ النساءِ من الشيوخ بهَرَبِ القُوبِ، وهو الفَرْخُ، من القائبةِ، وهي البَيْضة، فيقول: لا تَرْجِعُ الحَسْناءُ إِلى الشيخ، كما لا يَرْجِعُ الفرخُ إِلى البيضة.

  وفي المثل: تَخَلَّصَتْ قائبةٌ من قُوبٍ، يُضْرَبُ مثلاً للرجل إِذا انْفَصَلَ من صاحبه.

  قال أَعرابي من بني أَسَدٍ لتاجرٍ اسْتَخْفَره: إِذا بَلَغْتُ بك مكان كذا، فَبَرِئَتْ قائِبةٌ من قُوبٍ أَي أَنا بريءٌ من خُفارَتِكَ.

  وتَقَوَّبَتِ البيضةُ إِذا تَفَلَّقَتْ عن فَرْخها.

  يقال: انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبِها، وانْقَضَى قُوبِيٌّ من قاوِبَةٍ؛ معناه: أَن الفَرْخ إِذا فارقَ بيضَتَه، لم يَعُدْ إِليها؛ وقال:

  فقائِبةٌ ما نَحْنُ يوماً، وأَنْتُمُ ... بَني مالكٍ، إِن لم تَفيئوا وقُوبُها

  يُعاتِبُهم على تَحَوُّلِهم بنسَبهم إِلى اليمن؛ يقول: إِن لم ترجعوا إِلى نسبكم، لم تعودوا إِليه أَبداً.

  فكانت ثلْبةَ ما بيننا وبينكم.

  وسُمِّيَ الفَرْخُ قُوباً لانقِيابِ البيضةِ عنه.

  شمر: قِيبَتِ البيضةُ، فهي مَقُوبة إِذا خَرَجَ فرْخُها.

  ويقال: قَابَةٌ وقُوبٌ، بمعنى قائبةٍ وقُوبٍ.

  وقال ابن هانئ: القُوَبُ قُشْوُرُ البيض؛ قال الكميت يصِف بيضَ النَّعامِ.

  على تَوائِم أَصْغَى من أَجِنَّتِها ... إِلى وَساوِس، عنها قابتِ القُوَبُ

  قال: القُوَبُ: قشور البيض.

  أَصْغَى من أَجنتها، يقول: لما تحرَّك الولد في البيض، تَسَمَّع إِلى وسْواس؛ جَعَلَ تلك الحركة وسوسةً.

  قال: وقابَتْ تَفَلَّقَت.

  والقُوبُ: البَيْضُ.

  وفي حديث عمر، ¥، أَنه نهى عن التَّمَتُّع بالعمرة إِلى الحج، وقال: إِنكم إِن اعتمرتم في أَشهر الحج، رأَيتموها مُجْزئةً من حجكم، فَفَرَغَ حَجكم، وكانت قائِبةً من قُوبٍ؛ ضرب هذا مثلاً لخَلاء مكة من المعتمرين سائر السنة.

  والمعنى: أَن الفرخ إِذا فارق بيضته لم يعد إِليها، وكذا إِذا اعْتَمروا في أَشهر الحج، لم يعودوا إِلى مكة.

  ويقال: قُبْتُ البَيْضة أَقُوبُها قَوْباً، فانْقابَتِ انقِياباً.

  قال الأَزهري: وقيل للبيضة قائِبةٌ، وهي مَقُوبة، أَراد أَنها ذاتُ فَرْخٍ؛ ويقال لها قاوِبةٌ إِذا خَرَجَ منها الفَرْخُ، والفرخُ الخارج يقال له: قُوبٌ وقُوبيّ؛ قال الكميت:

  وأَفْرَخَ منْ بيضِ الأَنوقِ مَقُوبُها

  ويقال: انْقابَ المكانُ، وتَقَوَّبَ إِذا جُرِّدَ فيه مواضعُ من الشجر والكلإِ.

  ورجل مَليءٌ قُوَبَةٌ، مثل هُمَزة: ثابتُ الدارِ مُقِيمٌ؛ يقال ذلك للذي لا يبرح من المنزل.

  وقَوِبَ من الغُبار أَي اغْبرَّ؛ عن ثعلب.

  والمُقَوَّبةُ من الأَرضين: التي يُصِيبُها المطرُ فيبقَى في أَماكِنَ منها شجرٌ كان بها قديماً؛ حكاه أَبو حنيفة.

  كأب: الكآبةُ: سُوءُ الحالِ، والانكِسارُ من الحُزن.

  كَئِبَ يَكْأَبُ كَأْباً وكأْبةً وكآبة، كنَشْأَةٍ ونشاءَة، ورَأْفَةٍ ورَآفة، واكْتَأَبَ اكتِئاباً: حَزِنَ واغْتَمَّ وانكسر، فهو كَئِبٌ وكَئِيبٌ.