لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد]

صفحة 522 - الجزء 2

  ينتظرون إِلَّا مثلَ صَيْحةِ الحُبْلى أَي شَرًّا سَيعاجِلُهم؛ قال الله ø: وأَخَذَ الذين ظَلَموا الصيحةُ؛ فذكر الفعل لأَن الصيحة مصدر أُريد به الصِّياحُ، ولو قيل: أَخذت الذين ظلموا الصيحةُ بالتأْنيث، كان جائزاً يذهب به إِلى لفظ الصَّيْحة؛ وقال امرؤ القيس:

  دَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِه ... ولكنْ حَديثاً، ما حديثُ الرَّواحِلِ؟

  ولقيته قبل كل صَيْح ونَفْرٍ؛ الصَّيْحُ: الصِّياحُ، والنفر: التفرق؛ وكذلك إِذا لقيته قبل طلوع الفجر.

  وغَضِبَ من غير صَيْحٍ ولا نَفْر أَي من غير شيء صِيحَ به؛ قال:

  كذوبٌ مَحولٌ، يجعلُ الله جُنَّةً ... لأَيْمانِه، من غير صَيْحٍ ولا نَفْرِ

  أَي من غير قليل ولا كثير.

  وصاحَ العُنقُودُ يَصِيح إِذا اسْتَتَمَّ خروجُه من أَكِمَّته وطال، وهو في ذلك غَضٌّ؛ وقول رؤبة:

  كالكَرْم إِذ نادَى من الكافُورِ

  إِنما أَراد صاحَ فيما زعم أَبو حنيفة فلم يستقم له، فإِن كان إِنما فرَّ إِلى نادَى من صاحَ لأَنه لو قال صاحَ من الكافور لكان الجُزْءُ مَطْوِيّاً، فأَراد رؤبة أَن يسلمه من الطَيِّ فقال نادَى، فتم الجزء.

  وتَصَيَّحَ البقلُ والخَشَبُ والشَّعَرُ ونحو ذلك: لغة في تَصَوَّحَ تَشَقَّق ويَبِسَ.

  وصَيَّحَتْه الريحُ والحرّ والشمس: مثل صَوَّحَته؛ وأَنشد أَعرابي لذي الرمة:

  ويوم من الجَوْزاءِ مُوتَقِدُ الحَصَى ... تَكادُ صَياحِي العينِ منه تَصَيَّحُ⁣(⁣١)

  وتَصَيَّحَ الشيءُ: تكسر وتشقق، وصَيَّحْتُه أَنا.

  وانْصاحَ الثوبُ: تشقق من قِبَلِ نفسه.

  وانْصاحَت الأَرض: تَغَطَّى بعضُها بالنبات وبقي بعضها فكانت كالثوب المُنْشَقِّ؛ قال عبيد:

  وأَمْسَتِ الأَرضُ والقِيعانُ مُثْرِيَةً ... من بَينِ مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ

  وقد تقجم هذا البيت في صوح أَيضاً.

  والصَّيْحانيُّ: ضَرْبٌ من تمر المدينة؛ قال الأَزهري: الصَّيْحانيُّ ضرب من التمر أَسود صُلْبُ المَمْضَغَة، وسمي صَيْحانِيّاً لأَن صَيْحانَ اسم كبش كان ربط إِلى نخلة بالمدينة، فأَثمرت تمراً صَيْحانِيّاً⁣(⁣٢) فَنُسِبَ إِلى صَيْحانَ.

فصل الضاد

  ضبح: ضَبَحَ العُودَ بالنار يَضْبَحُه ضَبْحاً: أَحرق شيئاً من أَعاليه، وكذلك اللحم وغيره؛ الأَزهري: وكذلك حجارةُ القَدَّاحةِ إِذا طلعت كأَنها مُتَحَرِّقةٌ مَضْبوحةٌ.

  وضَبَحَ القِدْحَ بالنار: لَوَّحَه.

  وقِدْحٌ ضَبِيحٌ ومَضْبوحٌ: مُلَوَّح؛ قال:

  وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه ... على النارِ، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ

  أَصفر: قِدْحٌ، وذلك أَن القِدْحَ إِذا كان فيه عَوَجٌ ثُقِّفَ بالنار حتى يستوي.

  والمَضْبوحةُ: حجارة القَدّاحَةِ التي كأَنها محترقة؛ قال رؤبة بن العجاج يصف أُتُناً وفَحْلَها:

  يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرضِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ ... والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ


(١) قوله [صياحي العين] هكذا في الأَصل.

(٢) قوله [فأثمرت تمراً صيحانياً] كذا بالأَصل ولفظ صيحانياً هنا لا حاجة إليه.