لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 379 - الجزء 8

  مَهْيَعٌ: واضِحٌ واسِعٌ بَيِّنٌ، وجَمْعُه مَهايِعُ؛ وأَنشد:

  بالغَوْر يهْدِيها طرِيقٌ مَهْيَعُ

  وأَنشد ابن بري:

  إِنَ الصَّنيعةَ لا تكونُ صَنِيعةً ... حتى يُصابَ بها طرِيقٌ مَهْيَع

  وبلَد مَهْيَعٌ: واسعٌ، شذَّ عن القياس فصَحَّ، وكان الحكم أَن يعْتل لأَنه مَفْعَل مما اعْتَلَّت عينُه.

  وتَهَيَّعَ السرابُ وانْهاعَ انْهِياعاً: انبَسَطَ على الأَرض.

  والهَيْعةُ: سيَلانُ الشيء المصْبوبِ على وجه الأَرض مثل المَيْعة، وقد هاع يَهِيعُ هَيْعاً، وماءٌ هائِعٌ.

  وهاعَ الشيءُ يهيعُ هَيْعاناً: ذابَ، وخَصَّ بعضُهم به ذَوَبان الرَّصاصِ، والرَّصاصُ يَهِيعُ في المَذْوَب.

  يقال: رَصاصٌ هائِعٌ في المَذْوَب.

  وهاعَتِ الإِبلُ إِلى الماءِ تَهِيعُ إِذا أَرادته، فهي هائعة.

  ومَهْيَعٌ ومَهْيَعةُ، كلاهما: موضع قريب من الجُحْفةِ، وقيل: المَهْيعة هي الجحفةُ.

  وذكر ابن الأَثير في ترجمة مهع: وفي الحديث: وانْقُل حُمَّاها إِلى مَهْيَعةَ؛ مهيعةُ: اسم الجُحْفة وهي ميقاتُ أَهلِ الشام، وبها غَدِيرُ خُمٍّ، وهي شديدة الوَخَم.

  قال الأَصمعي: لم يولد بغَدِيرِ خُمٍّ أَحد فعاش إِلى أَن يحتلم إِلَّا أَن يُحَوَّلَ منها، قال: وفي حديث عليّ، ¥: أتقول البِدَعَ والزَمُوا المَهْيع؛ هو الطريق الواسع المنبسط؛ قال: والميم زائدة، وهو مَفْعَل من التهيُّع وهو الانبساط، قال الأَزهري: ومن قال مَهْيَعٌ فَعْيَلٌ فقد أَخطَأَ لأَنه لا فَعْيل في كلامهم بفتح أَوله.

فصل الواو

  وبع: الوَبَّاعةُ: الاسْت؛ كذَبَت وَبَّاعَتُه أَي اسْتُه ووَبَّاغَتُه ونَبَّاعَتُه ونَبَّاغَتُه وعَفَّاقَتُه ومِخْذَفَتُه كلُّه أَي رَدَمَ.

  وأَنْبَقَ الرجُلُ إِذا خرَجَت وريحُه ضعيفةً، فإِن زاد عليها قيل: عَفَقَ بها ووبَّعَ بها، قال: ويقال لرَمَّاعةِ الصبيِّ الوَبَّاعةُ والغادِيةُ.

  ووَبِعانُ على مِثالِ ظَرِبان: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي مُزاحِمٍ السعْدِيِّ:

  إِنَّ بأَجْزاعِ البُرَيْراءِ فالحَشَى ... فَوَكْدٍ إِلى النَّقْعَيْنِ من وَبِعانِ

  وجع: الوَجَع: اسم جامِعٌ لكل مَرَضٍ مُؤْلِمٍ، والجمع أَوْجاعٌ، وقد وَجِعَ فلان يَوْجَعُ ويَيْجَعُ وياجَعُ، فهو وجِعٌ، من قوم وَجْعَى ووَجاعَى ووَجِعِينَ ووِجاعٍ وأَوجاعٍ، ونِسْوةٌ وَجاعى ووَجِعاتٌ؛ وبنو أَسَد يقولون يِيجَعُ، بكسر الياء، وهم لا يقولون يِعْلَمُ اسْتِثْقالاً للكسرة على الياء، فلما اجتمعت الياءَان قَوِيَتا واحْتَمَلَتْ ما لم تحتمله المفردة، وينشد لمتمم بن نويرة على هذه اللغة:

  قَعِيدَكِ أَن لا تُسْمِعِيني مَلامةً ... ولا تَنْكَئِي قَرْحَ الفُؤادِ فَيِيجَعا

  ومنهم من يقول: أَنا إِيجَعُ وأَنت تِيجَعُ، قال ابن بري: الأَصل في يِيجَعُ يَوْجَعُ، فلما أَرادوا قلب الواو ياء كسروا الياء التي هي حرف المضارعة لتنقلب الواو ياء قلباً صححياً، ومن قال يَيْجلُ ويَيْجَعُ فإِنه قلب الواو ياء قلباً ساذَجاً بخلاف القلب الأَول لأَنَّ الواو الساكنة إِنما تَقْلِبُها إِلى الياء الكسرةُ قبلها.

  قال الأَزهري: ولُغةٌ قبيحةٌ من يقول وَجِعَ يَجِعُ،