لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[د - حرف الدال المهملة]

صفحة 68 - الجزء 3

  د

حرف الدال المهملة

  د: الدال حرف من الحروف المجهورة ومن الحروف النِّطْعيَّة وهي والطاءُ والتاء في حيز واحد.

فصل الهمزة

  أبد: الأَبَدُ: الدهر، والجمع آباد وأُبود؛ وفي حديث الحج قال سراقة بن مالك: أَرأَيت مُتْعَتَنا هذه أَلِعامنا أَم للأَبد؟ فقال: بل هي للأَبد؛ وفي رواية: أَلعامنا هذا أَم لأَبَدٍ؟ فقال: بل لأَبَدِ أَبَدٍ؛ وفي أُخرى: بل لأَبَدِ الأَبَد أَي هي لآخر الدهر.

  وأَبَدٌ أَبيد: كقولهم دهر دَهير.

  ولا أَفعل ذلك أَبد الأَبيد وأَبَد الآباد وأَبَدَ الدَّهر وأَبيد وأَبعدَ الأَبَدِيَّة؛ وأَبدَ الأَبَدين ليس على النسب لأَنه لو كان كذلك لكانوا خلقاء أَن يقولوا الأَبديّينِ؛ قال ابن سيده: ولم نسمعه؛ قال: وعندي أَنه جمع الأَبد بالواو والنون، على التشنيع والتعظيم كما قالوا أَرضون، وقولهم لا أَفعله أَبدَ الآبدين كما تقول دهرَ الداهرين وعَوضَ العائضين، وقالوا في المثل: طال الأَبعدُ على لُبَد؛ يضرب ذلك لكل ما قدُمَ.

  والأَبَدُ: الدائم والتأْييد: التخليد.

  وأَبَدَ بالمكان يأْبِد، بالكسر، أُبوداً: أَقام به ولم يَبْرَحْه.

  وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبوداً؛ كذلك.

  وأَبَدَت البهيمةُ تأْبُد وتأْبِدُ أَي توحشت.

  وأَبَدَت الوحش تأْبُد وتأْبِدُ أُبوداً وتأْبَّدت تأَبُّداً: توحشت.

  والتأَبُّد: التوحش.

  وأَبِدَ الرجلُ، بالكسر: توحش، فهو أَبِدٌ؛ قال أَبو ذؤَيب:

  فافْتَنَّ، بعدَ تَمامِ الظِّمّءِ، ناجيةً ... مثل الهراوة ثِنْياً، بَكْرُها أَبِدُ

  أَي ولدها الأَوّل قد توحش معها.

  والأَوابد والأُبَّدُ: الوحش، الذكَر آبد والأُنثى آبدة، وقيل: سميت بذلك لبقائها على الأَبد؛ قال الأَصمعي: لم يمت وَحْشيّ حتف أَنفه قط إِنما موته عن آفة وكذلك الحية فيما زعموا؛ وقال عديّ بن زيد:

  وذي تَناويرَ مَمْعُونٍ، له صَبَحٌ ... يغذُو أَوابد قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا