لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 281 - الجزء 14

  قلت دِوَاءً كان جائِزاً.

  ويقال: دُووِيَ فلان يُداوى، فيُظْهِرُ الواوَيْنِ ولا يُدْغِم إِحداهما في الأُخرى لأَن الأُولى هي مَدّة الأَلف التي في داواه، فكَرِهوا أَن يُدْغِموا المدَّة في الواو فيلتبس فُوعِل بفُعِّل.

  الجوهري: الدَّواء، ممدودٌ، واحد الأَدْوِيَة، والدِّواءُ، بالكسرِ، لُغة فيه؛ وهذا البيت يُنْشَد على هذه اللغة: يقولون:

  مَخْمورٌ وهذا دِواؤُه ... عليَّ إِذاً مَشْيٌ، إِلى البيتِ، واجِبُ

  أَي قالوا إِنَّ الجَلْد والتَّعْزِيزَ دواؤُه، قال: وعلَيَّ حجةٌ ماشياً إِن كنتُ شَرِبْتُها.

  ويقال: الدِّواءُ إِنما هو مصدر داوَيْته مُداواةً ودِواءً.

  والدَّواءُ: الطعامُ وجمع الداء أَدْواءٌ، وجمع الدواءِ أَدْوِية، وجمع الدَّواةِ دُوِيُّ.

  والدَّوَى: جمعُ دواةٍ، مقصورٌ يكتب بالياء، والدَّوَى للدَّواءِ بالياء مقصور؛ وأَنشد:

  إِلا المُقِيمَ على الدَّوَى المُتَأَفِّن

  وداوَيتُ الفَرَس: صَنَّعْتُها.

  والدَّوَى: تَصْنيع الدابَّة وتسْمِينُه وصَقْله بسَقْي اللبن والمواظَبة على الإِحسان إِليه، وإِجرائِه مع ذلك البَرْدَينِ قدرَ ما يسيل عَرَقُه ويَشْتَدُّ لحْمه ويذهب رَهَله.

  ويقال: داوَى فلان فرسَه دِواءً، بكسر الدال، ومُداواةً إِذا سَمَّنه وعَلَفَه عَلْفاً ناجِعاً فيه؛ قال الشاعر:

  وداوَيْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً ... كأَنَّ عَليها سُنْدُساً وسُدُوسا

  والدَّوِيُّ: الصَّوْتُ، وخص بعضهم به صوتَ الرَّعْد، وقد دَوَّى.

  التهذيب: وقد دَوَّى الصوتُ يُدَوِّي تَدْوِيَةً.

  ودَوِيُّ الريحِ: حَفِيفُها، وكذلك دَوِيُّ النَّحْلِ.

  ويقال: دَوَّى الفَحْل تَدْوِيَةً، وذلك إِذا سمعت لهَدِيره دَوِيّاً.

  قال ابن بري: وقالوا في جَمع دَوِيِّ الصوتِ أَداوِيَّ؛ قال رؤبة:

  وللأَداوِيِّ بها تَحْذِيما

  وفي حديث الإِيمانِ: تَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِه ولا تَفْقَه ما يقول؛ الدَّوِيُّ: صوت ليس بالعالي كصوت النَّحْلِ ونحوه.

  الأَصمعي: خَلا بَطْني من الطعام حتى سَمِعْتُ دَوِيّاً لِمَسامِعي.

  وسَمِعْتُ دَوِيَّ المَطر والرَّعْدِ إِذا سمعتَ صَوْتَهما من بعيدٍ.

  والمُدَوِّي أَيضاً: السحاب ذو الرَّعْدِ المُرْتَجِس.

  الأَصمعي: دَوَّى الكَلْبُ في الأَرض كما يقال دَوَّمَ الطائِرُ في السماء إِذا دار في طَيَرانِه في ارتفاعه؛ قال: ولا يكون التَّدْويمُ في الأَرض ولا التَّدْويَة في السماء، وكان يعيب قول ذي الرمة:

  حتى إِذا دَوَّمَتْ في الأَرض راجَعَه ... كِبْرٌ، ولو شاءَ نجَّى نفْسَه الهَرَبُ

  قال الجوهري: وبعضهم يقول هما لغتان بمعنى، ومنه اشْتُقَّت دُوَّامة الصبيّ، وذلك لا يكون إِلا في الأَرض.

  أَبو خَيْرة: المُدَوِّيَةُ الأَرض التي قد اختَلَف نَبْتُها فدَوَّت كأَنها دُوايَةُ اللَّبَنِ، وقيل: المُدَوِّيَةُ الأَرضُ الوافِرة الكَلإِ التي لم يُؤْكَلْ منها شيءٌ.

  والدَّايَة: الظِّئْرُ؛ حكاه ابن جني قال: كلاهما عربي فصيح؛ وأَنشد للفرزدق:

  رَبِيبَة داياتٍ ثلاثٍ رَبَيْنَها ... يُلَقِّمْنَها من كلِّ سُخْن ومُبْرَدِ

  قال ابن سيده: وإِنما أَثبته هنا لأَن باب لَوَيْتُ أَكثرُ من باب قُوَّة وعييت.

فصل الذال المعجمة

  ذأي: الذَّأْوُ: سيرٌ عنيفٌ.

  ذأَى يَذْأَى ويَذْؤُو ذَأْواً: مَرَّ مَرّاً خفِيفاً سريعاً، وقال: سار سَيراً شديداً.