لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 521 - الجزء 13

فصل الغين المعجمة

  غره: غَرِه به: كغَرِيَ.

فصل الفاء

  فره: فَرُه الشيءُ، بالضم، يَفُرُه فَرَاهَةً وفَراهِيَةً وهو فارِه بيِّنُ الفَراهةِ والفُروهةِ؛ قال:

  ضَوْرِيَّةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها ... ناصِلَةُ الحَقْوَينِ من إزارِها

  يُطْرِقُ كلْبُ الحَيِّ من حِذارِها ... أَعْطَيْتُ فيها، طائِعاً أَوكارِها،

  حَدِيقَةً غَلْباءَ في جِدارِها ... وفَرَساً أُنْثى وعَبْداً فارِها

  الجوهري: فارِه نادر مثل حامض، وقياسه فَرِيه وحَمِيضٌ، مثل صَغُر فهو صَغِير ومَلُحَ فهو مَلِيح.

  ويقال للبِرْذَوْنِ والبغل والحمار: فارِه بيِّنُ الفُروهةِ والفَراهِيَة والفَراهَةِ؛ والجمع فُرْهة مثل صاحِبٍ وصُحْبة، وفُرْه أَيضاً مثل بازل وبُزْلٍ وحائل وحُولٍ.

  قال ابن سيده: وأَما فُرْهَة فاسم للجمع، عند سيبويه، وليس بجمع لأَن فاعلاً ليس مما يكسَّر على فُعْلة، قال: ولا يقال للفرس فارِه إنما يقال في البغل والحمار والكلب وغير ذلك.

  وفي التهذيب: يقال بِرْذَوْنٌ فارِه وحمار فارِه إذا كانا سَيُورَيْن، ولا يقال للفرس إلا جَوادٌ، ويقال له رائع.

  وفي حديث جريج: دابَّةٌ فارِهَة أَي نَشيطة حادَّة قَوِيَّة؛ فأَما قول عديِّ بن زيد في صفة فرس:

  فصافَ يُفَرِّي جُلَّه عَنْ سَراتِه ... يَبُذُّ الجِيادَ فارِهاً مُتَتايعا

  فزعم أَبو حاتم أَن عَدِيّاً لم يكن له بَصَرٌ بالخيل، وقد خُطِّئَ عَديٌّ في ذلك، والأُنثى فارِهَةٌ؛ قال الجوهري: كان الأَصمعي يُخَطِّئ عديّ بن زيد في قوله:

  فنَقَلْنا صَنْعَه، حتى شَتا ... فارِه البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ

  قال: لم يكن له عِلْمٌ بالخيل.

  قال ابن بري: بيتُ عديّ الذي كان الأَصمعي يُخَطِّئه فيه هو قوله:

  يَبُذُّ الجِيادَ فارهاً مُتَتايعا

  وقول النابغة:

  أَعْطى لفارِهةٍ حُلْوٍ توابِعُها ... مِنَ المَواهب لا تُعْطى على حَسَد

  قال ابن سيده: إنما يعني بالفارهة القَيْنة وما يَتْبعُها من المَواهب، والجمعُ فَوارِه وفُرُه؛ الأَخيرة نادرة لأَن فاعلة ليس مما يُكسَّر على فُعُلٍ.

  ويقال: أَفْرَهت فُلانةُ إذا جاءَت بأَوْلادٍ فُرَّهَةٍ أَي مِلاحٍ.

  وأَفْرَه الرجلُ إذا اتخذ غُلاماً فارِهاً، وقال: فارِه وفُرْه ميزانه نائبٌ ونُوب.

  قال الأَزهري: وسمعت غير واحد من العرب يقول: جاريةٌ فارِهةٌ إذا كانت حَسْناءَ مليحة.

  وغلامٌ فارِه: حَسَنُ الوجه، والجمع فُرْه.

  وقال الشافعي في باب نَفقة المَماليك والجواري: إذا كان لهنَّ فَراهةُ زِيدَ في كِسْوَتهنَّ ونفقتِهِنَّ؛ يريد بالفَراهة الحُسْنَ والمَلاحةَ.

  وأَفْرَهَت الناقةُ، فهي مُفْرِه ومُفْرهة إذا كانت تُنْتَج الفُرْه، ومُفَرِّهة أَيضاً؛ قال مالك بن جعدة الثعلبي:

  فإنَّكَ يومَ تَأْتيني حَريباً ... تَحِلُّ عَليَّ يَوْمَئِذٍ نُذورُ

  تَحِلُّ على مُفَرِّهَةٍ سِنادٍ ... على أَخفافِها عَلَقٌ يمُورُ

  ابن سيده: ناقة مُفْرِهة تَلِد الفُرْهَة؛ قال أَبو ذؤيب: