لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الزاي]

صفحة 192 - الجزء 3

  وريَدانة: لَيِّنَة الهبوب؛ قال:

  وهبَّت له ريحُ الجَنُوبِ، وأَنشرت ... له رَيْدَةٌ، يُحيي المُماتَ نَسِيمُها

  وأَنشد الليث:

  إِذا رَيدة من حيثما نَفَحَتْ له ... أَتاه بريَّاها خَليلٌ يُواصله

  وأَنشد الجوهري لهميان بن قحافة:

  جرت عليها كلُّ ريحٍ رَيْدَه ... هَوْجاءَ سَفْواءَ، نَوضوجِ العَوْدَه

  قال ابن بري: البيت لعلقمة التيمي وليس لهميان بن قحافة.

  وقيل: ريح رَيْدة كثيرة الهبوب، وريح رادة إِذا كانت هوجاء تجيء وتذهب.

  وريح رائدة: مثل رادة وكذلك رُواد.

  والتَّرييدُ في الحرب: رفع الأَعضاد بالمِجْنَب.

  التهذيب: والرَّيدة اسم يوضع موضع الارتياد والإِرادة.

  وفي الحديث ذِكْرُ رَيدان، بفتح الراءِ وسكون الياءِ، أُطُم من آطام المدينة لآل حارثة بن سهل.

فصل الزاي

  زأد: زأَده يزْأَدُه زَأْداً وزَأَداً وزُؤْداً؛ مخفف؛ عن اللحياني، وزُؤُوداً أَي أَفزعه، وقيل: استخفه.

  الكسائي: زُئِدَ الرجلُ زُؤُداً فهو مزْؤُود أَي مذعور إِذا فزع.

  وفي الحديث: فَزُئِدَ أَي فزع، وسُئِف الرجلُ سَأْفاً مثله، وهو الزُّؤْدُ؛ وأَنشد:

  يضحي إِذا العِبسُ أَدركْنا نكايَتها ... خرقاءَ يَعْتادُها الطوفانُ والزُّؤُدِ

  زبد: الزُّبْدُ: زُبْدُ السمنِ قبل أَن يُسْلأَ، والقطعة منه زُبْدَة وهو ما خلُص من اللبن إِذا مُخِضَ، وزَبَدُ اللبن: رغْوتَه.

  ابن سيده: الزُّبْدُ، بالضم، خلاصة اللبن، واحدته زُبْدَة يذهب بذلك إِلى الطائفة، والزُّبْدة أَخص من الزُّبْدِ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  فيها عجوزٌ لا تُساوي فَلْسا ... لا تأْكلُ الزُّبْدة إِلا نَهْسا

  يعني أَنه ليس في فمها سن فهي تَنْهَس الزبدة، والزبدة لا تُنهس لأَنها أَلين من ذلك، ولكن هذا تهويل وإِفراط، كقول الآخر:

  لو تَمْضَغُ البَيْضَ إِذاً لم يَنْفَلِقْ

  وقد زَبَّدَ اللبنَ وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَطعمه الزُّبْدَ.

  وأَزبَدَ القومُ: كثُرَ زُبْدُهم؛ قال اللحياني: وكذلك كل شيءٍ إِذا أَردت أَطعَمْتهم أَو وهَبْت لهم قلت فعلتهم بغير أَلف، وإِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفعَلوا.

  وقوم زابدون: ذَوُو زُبْد، وقال بعضهم: قوم زابدون كثر زُبدهم؛ قال ابن سيده: وليس بشيء.

  وتَزَبَّدَ الزّبْدَة: أَخذها.

  وكل ما أُخِذ خالصه، فقد تُزُبَّد.

  وإِذا أَخذ الرجل صَفْوَ الشيءِ قيل: تَزَبَّده.

  ومن أَمثالهم: قد صرّح المحْضُ عن الزَّبَد؛ يعنون بالزَّبَد رغوة اللبن.

  والصريح: اللبن الذي تحته المحْضُ؛ يضرب مثلاً للصدق يحصل بعد الخبر المظنون.

  ويقال: ارتَجَنَتِ الزُّبْدَة إِذا اختلطت باللبن فلم تَخْلُصْ منه؛ وإِذا خلصت الزبدة فقد ذهب الارتجان، يضرب هذا مثلاً للأَمر المشكل لا يُهتدي لإِصلاحه.

  وزَبَدَت المرأَة سقاءَها أَي مَخَضَته حتى يخرج زُبْدُه.

  وزُبَّاد اللبن، بالضم والتشديد: ما لا خير فيه.

  والزُّبَّادُ: الزُّبْدُ.

  وقالوا في موضع الشدَّة: اختَلَط الخاثرُ بالزُّبَّاد أَي اختلط الخير بالشر والجيد