لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 551 - الجزء 13

  رأْسها ثم صَرَخَتْ، وهامٌ نُوَّه؛ قال رؤبة:

  على إكامِ النائحاتِ النُّوَّه

  وإذا رفعتَ الصوتَ فدعوت إنساناً قلت: نَوَّهْتُ.

  وفي حديث عمر: أَنا أَولُ من نَوَّه بالعربِ.

  يقال: نَوَّه فلانٌ باسمه، ونَوَّه فلانٌ بفلان إذا رفعه وطَيَّرَ بِه وقَوَّاه؛ ومنه قول أَبي نُخَيْلَةَ لِمَسْلَمَةَ:

  ونَوَّهْتَ لِي ذِكْرِي، وما كان خامِلاً ... ولَكِنَّ بَعْضَ الذِّكْرِ أَنْبَه من بَعْضِ

  وفي حديث الزبير: أَنه نَوَّه به عليٌّ أَي شَهَرَه وعَرَّفَه.

  والنَّوَّاهةُ: النَّوَّاحةُ، إما أَن تكون من الإِشادةِ، وإما أَن تكون من قولهم ناهَتِ الهامةُ.

  ونَوَّه باسمه: دعاه.

  ونوَّه به: دعاه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  إذا دَعاها الرُّبَعُ المَلْهُوفُ ... نوَّه منها الزاجِلاتُ الجُوفُ

  فسره فقال: نوَّه منها أَي أَجَبْنَه بالحَنِين.

  والنَّوْهةُ: الأَكْلَةُ في اليوم والليلة، وهي كالوَجْبَةِ.

  وناهَتْ نفسي عن الشيء تَنُوه وتَناه نَوْهاً: انتهت، وقيل: نُهْتُ عن الشيء أَبَيْتُه وتركته.

  ومن كلامهم: إذا أَكلنا التمر وشربنا الماء ناهَتْ أَنفسُنا عن اللحم أَي أَبَتْه فتركته؛ رواه ابن الأَعرابي وقال: التمر واللبن تَنوه النفسُ عنهما أَي تقوى عليهما.

  وناهَتْ نفسي أَي قويت.

  الفراء: أَعطني ما يَنُوهُني أَي يَسُدُّ خَصاصَتي.

  وإنها لتأْكل ما لا يَنُوهُها أَي لا يَنْجَعُ فيها.

  ابن شميل: ناه البقلُ الدوابَّ يَنُوهُها أَي مَجَدَها، وهو دون الشبع، وليس النَّوْه إلا في أَول النبت، فأَما المَجْدُ ففي كل نبت؛ وقوله:

  يَنْهُونَ عن أَكْلٍ وعن شُرْبِ

  هو مثله، إنما أَراد يَنُوهُون فقلب، وإلا فلا يجوز.

  قال الأَزهري: كأَنه جعل ناهَتْ أَنفسُنا تَنُوه مقلوباً عن نَهَتْ.

  قال ابن الأَنباري: معنى يَنْهُون أَي يشربون فيَنْتَهُون ويَكْتَفُون؛ قال: وهو الصواب.

  والنُّوهةُ: قُوَّةُ البَدَن.

  نيه: نفس ناهَةٌ: مُنْتَهِيةٌ عن الشيء، مقلوب من نَهاةٍ.

فصل الهاء

  هده: في الحديث: حتى إذا كان بالهَدَةِ⁣(⁣١) بين عُسْفانَ ومكة؛ الهَدَةُ، بالتخفيف: اسم موضع بالحجاز، والنسبة إليه هَدَوِيٌّ على غير قياس، ومنهم من يشدد الدال.

  فأَما الهَدْأَةُ التي جاءت في ذكر قتل عاصم فقيل: إنها غير هذه، وقيل: هي هي.

  هوه: هَه: كلمة تَذَكُّرٍ وتكون بمعنى التحذير أَيضاً، ولا يُصَرَّفُ منه فعل لثقله على اللسان وقبحه في المنطق، إلا أَن يضطر شاعر.

  قال الليث: هَه تَذْكِرَةٌ في حال، وتحذيرٌ في حال، فإذا مدَدْتَها وقلتَ هاه كانت كانت وعيداً في حال، وحكاية لضحك الضاحك في حال، تقول: ضحك فلان فقال هاه هاه؛ قال: وتكون هاه في موضع آه من التَّوَجُّعِ من قوله:

  إذا ما قُمْتُ أَرْحَلُها بلَيْلٍ ... تأَوَّه آهَةَ الرجلِ الحَزينِ

  ويروى:

  تَهَوَّه هاهَةَ الرجلِ الحزين

  قال: وبيان القطع أَحسن.

  ابن السكيت: الآهةُ من


(١) قوله [في الحديث حتى إذا كان بالهدة] ذكره هنا تبعاً للنهاية، وقد ذكره صاحب القاموس في مادة هدد، وعبارة ياقوت: الهدة، بتخفيف الدال، من الهدى بزيادة هاء.