لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 282 - الجزء 2

  وارْتَجَّ البحر وغيره: اضطرب؛ وفي الحديث: من ركب البحر حين يَرْتَجُّ فقد برئت منه الذمة، يعني إِذا اضطربت أَمواجه؛ وهو افْتَعَلَ من الرَّجِّ، وهو الحركة الشديدة؛ ومنه: إِذا رُجَّتِ الأَرضُ رَجًّا.

  وروي أَرْتَجَ من الإِرتاج الإِغْلاق، فإِن كان محفوظاً، فمعناه أَغلق عن أَن يركب، وذلك عند كثرة أَمواجه؛ ومنه حديث النفخ في الصور: فَتَرْتَجُّ الأَرض بأَهلها أَي تضطرب؛ ومنه حديث ابن المسيب: لما قبض رسول الله، ، ارْتَجَّتْ مكةُ بِصَوْتٍ عالٍ.

  وفي ترجمة رخخ: رَخَّه شَدَخَه؛ قال ابن مقبل:

  فَلَبَّدَه مَسُّ القِطارِ، ورَخَّه ... نِعاجٌ رَوافٍ، قَبْلَ أَن يَتَشَدَّدا

  قال: ويروى ورَجَّه، بالجيم؛ ومنه حديث عليٍّ، #: وأَما شيطان الرَّدْهَةِ فقد لقِيتُه بِصعْقةٍ سمِعتُ لها وَجْبَةَ قَلْبِه ورَجَّةَ صدره؛ وحديث ابن الزبير: جاء فَرَجَّ البابَ رَجّاً شديداً أَي زعزعه وحركه.

  وقيل لابنةِ الخُسِّ: بمَ تعرفين لِقاحَ ناقتك؟ قالت: أَرى العَيْنَ هاجَ، والسَّنَامَ راجَ، وتَمْشي وتَفَاجَ.

  وقال ابن دريد: وأُراها تَفَاجُّ ولا تبول مكان قوله وتمشي وتَفاج؛ قالت: هاجَ فذكَّرَتِ العَيْنَ حملاً لها على الطرْف أَو العضو، وقد يجوز أَن تكون احتملت ذلك للسجع.

  والرَّجَجُ: الاضطراب.

  وناقة رَجَّاءُ: مضطربة السَّنامِ؛ وقيل: عظيمة السَّنامِ.

  وكَتِيبَةٌ رَجْراجَة: تَمَخَّضُ في سيرها ولا تكاد تسير لكثرتها؛ قال الأَعشى:

  ورَجْراجَةٍ، تَغْشَى النَّواظِرَ، فَخْمَةٍ ... وكُومٍ، على أَكْنَافِهِنَّ الرَّحائِلُ

  وامرأَة رَجْراجَةُ: مُرْتَجَّةُ الكَفَلِ يَتَرَجْرَجُ كفلها ولحمها.

  وتَرَجْرَجَ الشيءُ إِذا جاء وذهب.

  وثَرِيدَةٌ رِجْراجَةٌ: مُلَيَّنَةٌ مُكْتَنِزَةٌ.

  والرِّجْرِجُ: ما ارْتَجَّ من شيء.

  التهذيب: الارْتِجاجُ مطاوعة الرَّجِّ.

  والرِّجْرِجُ والرِّجْرِجَةُ، بالكسر: بقية الماء في الحوض؛ قال هِمْيانُ بنُ قُحافَةَ:

  فَأَسْأَرَتْ في الحَوْضِ حِضْجاً حاضِجَا ... قَدْ عادَ من أَنْفاسِها رَجَارِجَا

  الصحاح: والرِّجْرِجَةُ، بالكسر، بقيةُ الماء، في الحوض، الكَدِرَةُ المختلطةُ بالطين.

  وفي حديث ابن مسعود: لا تقوم الساعة إِلا على شِرارِ الناس كرِجْرِجَة الماء الخبيت؛ الرِّجرِجة، بكسر الراءين: بقية الماء الكدر في الحوض المختلطة بالطين ولا ينتفع بها؛ قال أَبو عبيد: الحديث يروى كرِجْراجَةٍ، والمعروف في الكلام رِجْرِجَة؛ والرَّجْراجَةُ: المرأَة التي يَتَرَجْرَجُ كفلها.

  وكَتِيبة رَجْراجَة: تموج من كثرتها؛ قال ابن الأَثير: فكأَنه، إِن صحت الرواية، قصد الرِّجْرِجة، فجاء بوصفها لأَنها طينة رقيقة تترجرج؛ وفي حديث عبد الله بن مسعود: لا تقوم الساعة إِلا على شرار الناس كرِجْراجَةِ الماء التي لا تُطْعِمُ⁣(⁣١)؛ قال ابن سيده: حكاه أَبو عبيد، وإِنما المعروف الرِّجْرِجَةُ؛ قال: ولم أَسمع بالرِّجْراجَةِ في هذا المعنى إِلَّا في هذا الحديث؛ وفي رواية: كرِجْرِجَةِ الماء الخبيث الذي لا يَطَّعِمُ.

  قال أَبو عبيد: أَما كلام العرب فرِجْرِجَةٌ، وهي بقية الماء في الحوض الكدرة المختلطة بالطين، لا يمكن


(١) قوله [التي لا تطعم] من أطعم أي لا طعم لها. وقوله [الذي لا يطعم] هو يفتعل من الطعم، كيطرد من الطرد أي لا يكون لها طعم، أَفاده في النهاية.