لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الزاي]

صفحة 293 - الجزء 2

  قوله تعالى: حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِياطِ؛ فقال: هو زوج الناقة؛ وجمع الزوج أَزواج وزِوَجَةٌ، قال الله تعالى: يا أَيها النبي قل لأَزواجك.

  وقد تَزَوَّج امرأَة وزَوَّجَه إِياها وبها، وأَبى بعضهم تعديتها بالباء.

  وفي التهذيب: وتقول العرب: زوَّجته امرأَة.

  وتزوّجت امرأَة.

  وليس من كلامهم: تزوَّجت بامرأَة، ولا زوَّجْتُ منه امرأَةً.

  قال: وقال الله تعالى: وزوَّجناهم بحور عين، أَي قرنَّاهم بهن، من قوله تعالى: احْشُرُوا الذين ظلموا وأَزواجَهم، أَي وقُرَناءهم.

  وقال الفراء: تَزوجت بامرأَة، لغة في أَزد شنوءة.

  وتَزَوَّجَ في بني فلان: نَكَحَ فيهم.

  وتَزَاوجَ القومُ وازْدَوَجُوا: تَزَوَّجَ بعضهم بعضاً؛ صحت في ازْدَوَجُوا لكونها في معنى تَزاوجُوا.

  وامرأَة مِزْوَاجٌ: كثيرة التزوّج والتزاوُج؛ قال: والمُزاوَجَةُ والازْدِواجُ، بمعنى.

  وازْدَوَجَ الكلامُ وتَزَاوَجَ: أَشبه بعضه بعضاً في السجع أَو الوزن، أَو كان لإِحدى القضيتين تعلق بالأُخرى.

  وزَوَّج الشيءَ بالشيء، وزَوَّجه إِليه: قَرَنَه.

  وفي التنزيل: وزوّجناهم بحور عين؛ أَي قرناهم؛ وأَنشد ثعلب:

  ولا يَلْبَثُ الفِتْيانُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا ... إِذا لم يُزَوَّجْ رُوحُ شَكْلٍ إِلى شَكْلِ

  وقال الزجاج في قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا وأَزواجهم؛ معناه: ونظراءهم وضرباءهم.

  تقول: عندي من هذا أَزواج أَي أَمْثال؛ وكذلك زوجان من الخفاف أَي كل واحد نظير صاحبه؛ وكذلك الزوج المرأَة، والزوج المرء، قد تناسبا بعقد النكاح.

  وقوله تعالى: أَو يُزَوِّجُهم ذُكْرَاناً وإِناثاً؛ أَي يَقْرُنُهم.

  وكل شيئين اقترن أَحدهما بالآخر: فهما زوجان.

  قال الفراء: يجعل بعضهم بنين وبعضهم بنات، فذلك التزويج.

  قال أَبو منصور: أَراد بالتزويج التصنيف؛ والزَّوْجُ: الصِّنْفُ.

  والذكر صنف، والأُنثى صنف.

  وكان الأَصمعي لا يجيز أَن يقال لفرخين من الحمام وغيره: زوج، ولا للنعلين زوج، ويقال في ذلك كله: زوجان لكل اثنين.

  التهذيب: وقول الشاعر:

  عَجِبْتُ مِنَ امْرَاةٍ حَصَانٍ رَأَيْتُها ... لَها ولَدٌ من زَوْجِها، وهْيَ عَاقِرُ

  فَقُلْتُ لَها: بُجْراً، فقَالتْ مُجِيبَتِي: ... أَتَعْجَبُ مِنْ هذا، ولي زَوْجٌ آخَرُ؟

  أَرادت من زوج حمام لها، وهي عاقر؛ يعني للمرأَة زوج حمام آخر.

  وقال أَبو حنيفة: هاج المُكَّاءُ للزَّواج؛ يَعني به السِّفادَ.

  والزَّوْجُ: الصنف من كل شيء.

  وفي التنزيل: وأَنبتتْ من كل زوج بهيج؛ قيل: من كل لون أَو ضرب حَسَنٍ من النبات.

  التهذيب: والزَّوْجُ اللَّوْنُ؛ قال الأَعشى:

  وكلُّ زَوْجٍ من الدِّيباجِ، يَلْبَسُه ... أَبو قُدَامَةَ، مَحْبُوًّا بذاكَ مَعَا

  وقوله تعالى: وآخَرُ من شَكْلِه أَزْوَاجٌ؛ قال: معناه أَلوان وأَنواع من العذاب، ووضفه بالأَزواج، لأَنه عنى به الأَنواع من العذاب والأَصناف منه.

  والزَّوْجُ: النَمَطُ، وقيل: الديباج.

  وقال لبيد:

  من كلِّ مَحْفُوفٍ، يُظِلُّ عِصِيَّه ... زَوْجٌ، عليه كِلَّةٌ وقِرامُها

  قال: وقال بعضهم: الزوج هنا النمط يطرح على الهودج؛ ويشبه أَن يكون سمِّي بذلك لاشتماله على ما تحته اشتمال الرجل على المرأَة، وهذا ليس بقوي.

  والزَّاجُ: معروف؛ الليث: الزاج، يقال له: الشَّبُّ اليماني، وهو من الأَدوية، وهو من أَخلاط الحِبْرِ،