لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 111 - الجزء 1

  أَو استَتَر بالخَمَر لِيَخْتِلَ الصَيْد.

  ومنه سُمِّي الرجلُ ضابِئاً، وهو ضابئُ بن الحَرَثِ البُرْجُمِيُّ.

  وقال الشاعر في الضابِئِ المُخْتَبِئِ الصَّيَّادِ:

  إِلَّا كُمَيْتاً، كالقَناةِ وضابِئاً ... بالفَرْجِ بَيْنَ لَبانِه ويَدِه⁣(⁣١)

  يَصِفُ الصَّيَّادَ أَنه ضَبَأَ في فُروج ما بين يدي فرسه لِيَخْتِلَ به الوَحْشَ، وكذلك الناقةُ تُعَلَّم ذلك، وأَنشد:

  لَمَّا تَفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِه ... آواه في ضِبْنِ مَضْبَإٍ به نَضَبُ

  قال: والمَضْبَأُ: الموضع الذي يكون فيه.

  يقال للناس: هذا مَضْبَؤُكم أَي مَوْضِعُكم، وجمعه مَضابِئُ.

  وضَبَأَ: لَصِقَ بالأَرضِ.

  وضَبَأْتُ به الأَرضَ، فهو مَضْبوءٌ به، إِذا أَلْزَقه بها.

  وضَبَأْتُ إليه: لَجأْت.

  وأَضْبَأَ على الشيءِ إِضْبَاءً: سَكَتَ عليه وكَتَمه، فهو مُضْبِئٌ عليه.

  ويقال: أَضْبَأَ فلان على داهيةٍ مثل أَضَبَّ.

  وأَضْبَأَ على ما في يَدَيْه: أَمْسَكَ.

  اللحياني: أَضْبَأَ على ما في يديه، وأَضْبَى، وأَضَبَّ إِذا أَمسك، وأَضْبَأَ القومُ على ما في أَنفُسهم إذا كتموه.

  وضَبَأَ: اسْتَخْفَى.

  وضَبَأَ منه: اسْتَحْيا.

  أَبو عبيد: اضْطَبَأْتُ منه أَي اسْتَحْيَيْتُ، رواه بالباءِ عن الأُموي.

  وقال أَبو الهيثم: إِنما هو اضْطَنَأْتُ، بالنون، وهو مذكور في موضعه.

  وقال الليث: الأَضْباءُ: وَعْوعة جَرْوِ الكلب إِذا وَحْوَحَ، وهو بالفارسية فحنحه⁣(⁣٢).

  قال أَبو منصور: هذا خطأٌ وتصحيف وصوابه: الأَصْياءُ، بالصاد، من صَأَى يَصْأَى، وهو الصَّئِيُّ.

  وروى المنذري بإسناده عن ابن السكيت عن العُكْليِّ: أَنَّ أَعرابيّاً أَنشده:

  فَهاؤُوا مُضابِئَةً، لَم يَؤُلَّ ... بادِئَها البَدْءُ، إِذ تَبْدَؤُه

  قال ابن السّكيت: المُضابِئةُ: الغِرارةُ المُثْقَلَةُ تُضْبِئُ من يحْمِلُها تحتها أَي تُخْفِيه.

  قال: وعنى بها هذه القصيدة المبتورة.

  وقوله: لم يَؤُلَّ أَي لم يُضْعِفْ.

  بادئها: قائِلَها الذي ابْتَدأَها.

  وهاؤُوا أَي هاتوا.

  وضَبَأَتِ المرأَةُ إذا كَثُرَ ولدها.

  قال أَبو منصور: هذا تصحيف والصواب ضَنَأَت المرأَة، بالنون والهمزة، إذا كثر ولدها.

  والضَّابِئُ: الرَّمادُ.

  ضنأ: ضَنَأَتِ المرأَةُ تَضْنَأُ ضَنْأً وضُنُوءًا وأَضْنَأَتْ: كثر ولدها، فهي ضانِئُ وضانِئة.

  وقيل: ضَنَأَتْ تَضْنَأُ ضَنْأً وضُنُوءًا إذا ولَدت.

  الكسائي: امْرأَةٌ ضانِئةٌ وماشِيةٌ معناهما أَن يكثر ولدها.

  وضَنَأَ المال: كَثُر، وكذلك الماشيةُ.

  وأَضْنَأَ القومُ إذا كَثُرت مَواشِيهم.

  والضَنْءُ: كثرة النَّسْل.

  وضَنَأَتِ الماشيةُ: كَثُر نِتاجُها.

  وضَنْءُ كلِّ شيءٍ: نَسْلُه.

  قال:

  أَكْرَم ضَنْءٍ وضِئْضِئٍ عنْ ... ساقَيِ الحَوْض ضِئْضِئها ومَضْنَؤُها⁣(⁣٣)

  والضَّنْءُ والضِّنْءُ، بالفتح والكسْر مهموز ساكن النون: الولد، لا يفرد له واحد، إِنما هو من باب نَفَرٍ


(١) قوله [ويده] كذا في النسخ والتهذيب بالإِفراد ووقع في شرح القاموس بالتثنية ويناسبه قوله في التفسير بعده ما بين يدي فرسه.

(٢) قوله [فحنحه] كذا رسم في بعض النسخ.

(٣) قوله [أكرم ضنء] كذا في النسخ.