لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 378 - الجزء 2

  الصبيِّ إِذا ضُرِبَ فلم يُخْرِجْ بكاءَه وردَّدَه في صدرِه، ولذلك قيل لِصَوت الحمار: نَشِيج.

  ابن الأَعرابي: النَّشِيجُ من الفَمِ، والخَنِينُ والنَّخِيرُ من الأَنْفِ.

  ونَشَجَ الباكي يَنْشِجُ نَشْجاً ونَشِيجاً إِذا غُصَّ بالبُكاءِ في حَلقِه من غير انْتِحابٍ؛ وفي التهذيب: وهو إِذا غَصَّ البُكاءَ في حَلْقِه عند الفَزْعة.

  وفي حديث وَفاةِ النبي، : فَنَشَجَ الناسُ يبكون؛ النَّشِيجُ: صوتٌ معه تَوَجُّعٌ وبُكاءٌ كما يُرَدِّدُ الصبيُّ بُكاءَه ونَحيبَه في صدرِه.

  والطَّعْنَة تَنْشِجُ عند خروج الدَّمِ: تَسْمَعُ لها صَوتاً في جَوفِها، والقِدْرُ تَنْشِجُ عند الغَلَيانِ.

  وعَبْرةٌ نُشُجٌ: لها نَشِيجٌ.

  والحِمار يَنْشِجُ نَشِيجاً عند الفَزَعِ؛ وقال أَبو عبيد: هو صَوتُ الحِمارِ، مِن غير أَن يَذكُرَ فزَعاً.

  ونَشَجَ الحمارُ بصوتِه نَشِيجاً: ردَّدَه في صَدرِه؛ وكذلك نَشَجَ الزِّقُّ والحُبُّ والقِدرُ إِذا غَلى ما فيه حتى يُسْمَع له صوتٌ.

  والضِّفْدَعُ يَنْشِجُ إِذا رَدَّد نَقْنَقَتَه؛ قال أَبو ذؤيب يَصِفُ ماءَ مَطَر:

  ضَفادِعُه غُرْقَى، رِواءٌ كأَنها ... قِيانُ شُروبٍ، رَجْعُهنَّ نَشِيج

  أَي رَجْعُ الضَّفادِع، وقد يَجوز أَن يكونَ رَجْعَ القِيانِ.

  ونَشَجَ المُطَرِّبُ يَنْشِجُ نَشِيجاً: جاشَتْ به⁣(⁣١)؛ قال أَبو ذؤيب يصف قُدوراً:

  لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ، كأَنها ... ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ، تَفاحَش غارُها

  والنَّشِيجُ: مَسِيلُ الماء⁣(⁣٢) والجمع أَنْشاج.

  أَبو عمرو: الأَنْشاجُ مَجاري الماءِ، واحدها نَشَجٌ، بالتحريك؛ وأَنشد شمر:

  تَأَبَّدَ لأْيٌ مِنهمُ فَعُتائِدُه ... فذو سَلَمٍ أَنْشاجُه، فسَواعِدُه

  والنَّشِيجُ: صَوتُ الماء يَنْشِجُ، ونُشُوجُه في الأَرض أَن يُسْمَعَ له صوتٌ؛ قال هميان:

  حتى إِذا ما قَضَتِ الحَوائِجا ... ومَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجا

  منها، وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا

  ثَمُّوا: أَصْلَحوا.

  والنُّوشَجانُ: قبيلة أَو بلدٌ؛ قال ابن سيده: وأُراه فارسيّاً.

  نضج: نَضِجَ اللحمُ قَدِيداً وشِواءً، والعِنبُ والتَّمْرُ والثَمَرُ يَنْضَجُ نُضْجاً ونَضْجاً أَي أَدرَكَ.

  والنُّضْجُ: الاسم.

  يقال: جادَ نُضْجُ هذا اللحمِ، وقد أَنْضَجَه الطاهِي وأَنْضَجَه إِبّانُه، فهو مُنْضَجٌ ونَضِيجٌ وناضِجٌ، وأَنْضَجْتُه أَنا، والجمع نِضاجٌ؛ قال النَّمِر يصف الدَّجاج:

  ولا يَنْفَعْنَني إِلَّا نِضاجا

  وفي حديث عمر، ¥: فترك صِبْيَةً صِغاراً ما يُنْضِجُون كُراعاً أَي ما يَطْبُخون كُراعاً لعَجْزهم وصِغَرِهم؛ يعني لا يَكْفُون أَنفُسَهم خدمةَ ما يأْكُلونه فكيف غيره؟ وفي رواية: ما تَسْتَنْضِجُ كُراعاً؛ والكُراع: يَدُ الشاةِ.

  ومنه حديث لقمان: قريبٌ من نَضِيج، بَعيدٌ من نِيءٍ؛ النضِيجُ: المَطْبُوخ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول، أَراد أَنه يأْخُذُ ما طُبخ لأِلْفِه المنزلَ وطُول مُكْثِه في الحيّ، وأَنه لا يأْكل النِّيء كما يأْكلُ مَن أَعْجَلَه الأَمرُ عن إِنضاج ما اتَّخذَ، وكما يأْكل مَن غزا واصطاد.


(١) قوله: جاشت به: هكذا في الأَصل. وفي سائر المعاجم: نشج المُطرِبُ فصَلَ بين الصوتين ومدّ؛ وقد يكون سقط شيء من كلام المؤلف.

(٢) قوله [والنشيج مسيل الماء] كذا بالأَصل.