لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 397 - الجزء 2

  وجج: الوَجُّ: عِيدانٌ يُتبخر بها، وفي التهذيب: يُتَداوَى بها؛ قال الأَزهري: ما أُراه عربيّاً محضاً؛ وقيل: الوَجُّ ضَرْب من الأَدوية، فارسي معرّب.

  والوَجُّ: خشبة الفَدَّانِ.

  ووَجٌّ: موضع بالبادية، وقيل: هي بلد بالطائف، وقيل: هي الطائف؛ قال أَبو الهِنْدِيِّ واسمه عبد المؤمن بن عبد القدّوس:

  فإِن تُسْقَ من أَعْنابِ وَجٍّ فإِننا ... لنا العَيْنُ تَجْرِي، من كَسِيسٍ ومن خَمْرِ

  الكَسِيسُ: نبيذ التمر؛ وقال:

  لَحاها الله صابِئَةً بِوَجٍّ ... بمكةَ أَو بأَطْرَافِ الحَجُونِ

  وأَنشد ابن دريد:

  صَبَحْتُ بها وَجّاً، فكانت صَبِيحَةً ... على أَهل وَجٍّ، مثلَ راغِيةِ البَكْرِ

  وفي الحديث: صَيْدُ وَجٍّ وعِضاهُه حرامٌ مُحَرَّمٌ؛ قال: هو موضع بناحية الطائف ويحتمل أَن يكون حَرّمه في وقت معلوم ثم نسخ.

  وفي حديث كعب: أَن وَجًّا مُقَدَّسٌ، منه عَرَجَ الربُّ إِلى السماء؛ وفي الحديث: إِن آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها الله بِوَجٍّ، قال: وَجٌّ هو الطائف، وأَراد بالوطأَة الغَزاةَ ههنا، وكانت غزوة الطائف آخر غزواته، .

  ابن الأَعرابي: الوَجُّ السُّرعة.

  والوُجُجُ: النعام السريعة العَدْوِ؛ وقال طرفة:

  وَرِثَتْ في قَيسَ مَلْقَى نُمْرُقٍ ... ومَشَتْ بين الحَشايَا مَشْيَ وَجّ

  وقيل: الوَجُّ القَطا.

  ودج: الوَدَجُ: عِرْقٌ متصل⁣(⁣١).

  الجوهري: الوَدَجُ والوِدَاجُ عِرْقٌ في العُنق، وهما وَدَجانِ، وفي المحكم: الوَدَجانِ عرقان متصلان من الرأْس إِلى السَّحْرِ، والجمع أَوْداج؛ غيره: وهي عروق تكتنف الحُلْقُوم فإِذا فُصِدَ وُدِّجَ، وقيل: الأَوداجُ ما أَحاط بالحلق من العروق، وقيل: هي عروق في أَصل الأُذنين يخرج منها الدم، وقيل: الوَدَجان عرقان غليظان عريضان عن يمين ثُغْرَةِ النحر ويسارها، والوَريدانِ بجنب الوَدَجَيْن، فالودجان من الجداول التي تجري فيها الدماء، والوريدان النَّبْضُ والنَّفَس.

  وفي حديث الشهداء: أَوْداجُهم تَشْخُبُ دماً، قيل: هي ما أَحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح؛ وفي الحديث: كل ما أَفْرَى الأَودَاجَ؛ والحديث الآخر: فانتفخت أَوْداجُه.

  والتَّوْدِيجُ في الدواب كالفصد في الناس.

  ويقال: دِجْ دابَّتَك أَي اقطع وَدَجَها، وهُوَ لَها كالفصد للإِنسان.

  ووَدَجَه وَدْجاً ووِدَاجاً ووَدَّجَه: قطع وَدَجَه؛ قال عبد الرحمن بن حسان:

  فأَمَّا قولُكَ: الخُلَفاءُ مِنَّا ... فهمْ مَنَعُوا وَرِيدَكَ مِن وِداجِ

  ووَدَجَ بين القوم وَدْجاً: أَصلح.

  وفلانٌ وَدَجِي إِلى فلان أَي وسيلتي وسببي.

  والوَدَجَانِ: الأَخَوان،


(١) قوله [الودج عرق متصل] عبارة المصباح الودج، بفتح الدال والكسر لغة: عرق الأَخدع الذي يقطعه الذابح فلا يبقى معه حياة. ويقال في الجسد عرق واحد حيثما قطع مات صاحبه، وله في كل عضو اسم، فهو في العنق الودج والوريد أيضاً، وفي الظهر النياط وهو عرق ممتد فيه، والأَبهر وهو عرق مستبطن الصلب والقلب متصل به، والوتين في البطن، والنسا في الفخذ، والأَبجل في الرجل، والأَكحل في اليد، والصافن في الساق.