لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 399 - الجزء 2

  والوَشِيجَةُ: لِيفٌ يُفْتَلُ ثم يُشْبَكُ بين خشبتين ينقل بهما البُرُّ المَحْصود، وكذلك ما أَشبهها من شبكة بين خشبتين، فهي وشيجة، مثل الكَسِيح ونحوه.

  النضر: وَشَجَ مَحْمِلَه إِذا شَبكه بِقِدٍّ أَو شَريط لئلا يسقط منه شيء.

  وفي حديث عليّ: وتمكنتْ من سُوَيْداءِ قُلُوبهم وَشِيجَةٌ خَيْفيَّة؛ الوشيجة: عرق الشجرة، وليف يفتل ثم يشدّ به ما يُحْمَلُ.

  ووَشِجَتِ العُرُوق والأَغصان: اشتبكت؛ ومنه حديث عليّ: ووَشَّجَ بينها وبين أَزواجها أَي خَلَطَ وأَلَّفَ، يقال وَشَّجَ الله بينهم تَوْشِيجاً.

  ورَحِمٌ واشِجةٌ ووَشِيجَةٌ: مشتبكة متصلة، الأَخيرة عن يعقوب؛ وأَنشد:

  تَمُتُّ بأَرْحامٍ، إِليكَ، وَشِيجَةٍ ... ولا قُرْبَ بالأَرْحامِ، ما لم تُقَرَّب

  وقد وَشَجَتْ بك قرابةُ فلان، والاسم الوَشِيجُ، وقد وَشَّجَها الله تَوْشِيجاً.

  والواشِجة: الرَّحِمُ المشتبكة المتصلة.

  وقال الكسائي: لهم وَشِيجةٌ في قومهم ووَلِيجَة أَي حَشْوٌ.

  وأَمر مُوَشَّجٌ: مُداخَلٌ بعضُه في بعض مشتبِكٌ؛ قال الشاعر:

  حالاً بحالٍ يَصْرِفُ المُوَشَّجا

  ولقد وَشَجَتْ في قلبه أُمورٌ وهُمُومٌ، وعليه أَوشاجُ غُزُولٍ أَي أَلوان داخلة بعضها في بعض، يعني البرود فيها أَلوان الغُزُول.

  والوَشيجُ: ضَرْبٌ من النبات، وهو من الجَنْبَةِ؛ قال رؤبة:

  وملَّ مَرْعاها الوَشِيجَ البَرْوَقا

  ولج: ابن سيده: الوُلُوجُ الدخولُ.

  وَلَجَ البيتَ وُلُوجاً ولِجَةً، فأَما سيبويه فذهب إِلى إِسقاط الوسط، وأَما محمد بن يزيد فذهب إِلى أَنه متعد بغير وسط؛ وقد أَولَجَه.

  والمَوْلَجُ: المَدْخَلُ.

  والوِلاجُ: الباب.

  والوِلاجُ: الغامض من الأَرض والوادي، والجمع وُلُجٌ ووُلُوجٌ، الأَخيرة نادرة لأَن فِعالاً لا يُكسَّر على فُعول، وهي الوَلَجَةُ، والجمع وَلَجٌ.

  ابن الأَعرابي: وِلاجُ الوادي⁣(⁣١) معاطفه، واحدتها وَلَجَةٌ، والجمع الوُلُجُ؛ وأَنشد لِطُرَيْحٍ يمدح الوليد بن عبد الملك:

  أَنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ، ولم ... تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ

  لو قلتَ للسَّيْلِ: دَعْ طَريقَكَ، والمَوْجُ ... عليه كالهَضْبِ يَعْتَلِجُ،

  لارْتَدَّ أَوْ ساخَ، أَو لكانَ له ... في سائرِ الأَرضِ، عنكَ، مُنْعَرَجُ

  وقال: الحُنِيُّ والوُلُجُ الأَزِقَّةُ.

  والوُلُجُ: النَّواحي.

  والوُلُجُ: مَغارِفُ العسلِ.

  والوَلَجَةُ، بالتحريك: موضع أَو كَهْف يستتر فيه المارَّةُ من مطر أَو غيره، والجمع وَلَجٌ وأَولاجٌ.

  وفي حديث ابن مسعود: إِياكم والمُناخَ على ظهر الطريق فإِنه منزل الوالِجَةِ، يعني السباع والحيات، سمِّيت والِجَةً لاستتارها بالنهار في الأَوْلاجِ، وهو ما وَلَجْتَ فيه من شِعْب أَو كهف وغيرهما.


(١) قوله [ولاج الوادي الخ] بكسر الواو، وقوله واحدتها ولجة، أي بالتحريك، وقوله والجمع ولج أي جمع ولاج، بالكسر: ولج بضمتين، هكذا يفهم من شرح القاموس ومن سياق عبارة المؤلف المارة قريباً.