لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 422 - الجزء 2

  جمعَ مِجْداحٍ، وقيل: المِجْدَحُ نجم صغير بين الدَّبَرانِ والثريا، حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  باتتْ وظَلَّتْ بأُوامٍ بَرْحِ ... يَلْفَحُها المِجْدَحُ أَيَّ لَفْحِ

  تَلُوذُ منه بِجَناء الطَّلْحِ ... لها زِمَجْرٌ فوقَها ذو صَدْحِ

  زِمَجْرٌ: صوتٌ، كذا حكاه بكسر الزاي، وقال ثعلب: أَراد زَمْجَرٌ، فسكَّن، فعلى هذا ينبغي أَن يكون زَمَجْرٌ، إِلا أَن الراجز لما احتاج إِلى تغيير هذا البناء غيّره إِلى بناء معروف، وهو فِعَلٌّ كسِبَطْرٍ وقِمَطْرٍ، وترك فَعْلَلًا، بفتح الفاء، لأَنه بناء غير معروف، ليس في الكلام مثل قَمْطَرٍ، بفتح القاف.

  قال شمر: الدَّبَرانُ يقال له المِجْدَحُ والتالي والتابع، قال: وكان بعضهم يدعو جَناحَي الجوزاء المِجْدَحَين، ويقال: هي ثلاثة كواكب كالأَثافي، كأَنها مِجْدَحٌ له ثلاث شُعَبٍ يُعتبر بطلوعها الحَرُّ؛ قال ابن الأَثير: وهو عند العرب من الأَنْواء الدالة على المطر، فجعل عمر، ¥، الاستغفار مشبهاً للأَنْواء مخاطبة لهم بما يعرفونه، لا قولاً بالأَنْواء، وجاء بلفظ الجمع لأَنه أَراد الأَنْواء جميعاً التي يزعمون أَن من شأْنها المطر.

  وجِدِحْ: كجِطِحْ، سيأْتي ذكره.

  جرح: الجَرْح: الفعلُ: جَرَحه يَجْرَحُه جَرْحاً: أَثَّرَ فيه بالسلاح؛ وجَرَّحَه: أَكثر ذلك فيه؛ قال الحطيئة:

  مَلُّوا قِراه، وهَرَّتْه كلابُهُمُ ... وجَرَّحُوه بأَنْيابٍ وأَضْراسِ

  والاسم الجُرْح، بالضم، والجمع أَجْراح وجُرُوحٌ وجِراحٌ؛ وقيل: لم يقولوا أَجْراح إِلا ما جاء في شعر، ووجدت في حواشي بعض نسخ الصحاح الموثوق بها: قال الشيخ، ولم يسمِّه، عنى بذلك قوله⁣(⁣١):

  وَلَّى، وصُرِّعْنَ، من حيثُ التَبَسْنَ به ... مُضَرَّجاتٍ بأَجْراحٍ، ومَقْتُولِ

  قال: وهو ضرورة كما قال من جهة السماع.

  والجِراحَة: اسم الضربة أَو الطعنة، والجمع جِراحاتٌ وجِراحٌ، على حدّ دِجاجَة ودِجاج، فإِما أَن يكون مكسَّراً على طرح الزائد، وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء.

  الأَزهري: قال الليث الجِراحَة الواحدة من طعنة أَو ضربة؛ قال الأَزهري: قول الليث الجراحة الواحدة خطأٌ، ولكن جُرْحٌ وجِراحٌ وجِراحة، كما يقال حجارة وجِمالة وحِبالة لجمع الحَجَرِ والجَمَل والحبل.

  ورجل جَريح من قوم جَرْحى، وامرأَة جَريح، ولا يجمع جمع السلامة لأَن مؤنثة لا تدخله الهاء، ونِسْوة جَرْحى كرجال جَرْحى.

  وجَرَّحَه: شُدِّد للكثرة.

  وجَرَحَه بلسانه: شتمه؛ ومنه قوله:

  لا تَمْضَحَنْ عِرْضي، فإِني ماضِحُ ... عِرْضَك، إِن شاتمتني، وقادِحُ

  في ساقِ من شاتَمَني، وجارِحُ

  وقول النبي، : العَجْماءُ جَرْحُها جُبار؛ فهو بفتح الجيم لا غير على المصدر؛ ويقال: جَرَح الحاكمُ الشاهدَ إِذا عَثر منه على ما تَسْقُطُ به عدالته مِن كذب وغيره؛ وقد قيل ذلك في غير الحاكم، فقيل: جَرَحَ الرجلَ غَضَّ شهادته؛ وقد اسْتُجْرحَ الشاهدُ.

  والاستجراحُ: النقصانُ والعيب والفساد، وهو مِنه،


(١) قوله [عنى بذلك قوله] أي قول عبدة بن الطبيب كما في شرح القاموس.