لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء المهملة]

صفحة 453 - الجزء 2

  لهذا مَخْرَجاً إِلا أَن يكون وضع رَمَّاحةً موضعَ رَمْحَةٍ الذي هو المرَّة الواحدة من الرَّمْحِ.

  ويقال للثور من الوحش: رامِحٌ؛ قال ابن سيده: أُراه لموضع قرنه؛ قال ذو الرمة:

  وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ ... بلادُ العِدَى ليستْ له ببلادِ⁣(⁣١)

  وثورٌ رامِحٌ: له قرنان.

  والسِّماكُ الرامِحُ: أَحد السَّماكَيْن، وهو معروف من الكواكب قُدَّامَ الفَكَّةِ، ليس من منازل القمر، سمِّي بذلك لأَن قُدَّامه كوكباً كأَنه له رُمْحٌ، وقيل للآخر: الأَعْزَلُ، لأَنه لا كوكب أَمامه، والرامِحُ أَشدُّ حُمْرَةً سمي رامِحاً لِكوكب أَمامه تجعله العرب رُمْحَه؛ وقال الطِّرِمَّاحُ:

  مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبيع ... من الأَنْجُمِ العُزْلِ والرامِحَه

  والسِّماكُ الرامحُ لا نَوْء له إِنما النَّوْءُ للأَعْزَل.

  الأَزهري: الرَّامِحُ نَجْمٌ في السماء يقال له السِّماك المِرْزَمُ.

  وأَخذَتِ البُهْمَى ونحوها من المراعي رماحَها: شَوَّكَتْ فامتنعت على الراعية.

  وأَخذت الإِبل رماحَها: حَسُنَتْ في عين صاحبها، فامتنع لذلك من نحرها؛ يقال ذلك إِذا سمنت أَو درَّت، وكل ذلك على المثل.

  الأَزهري: إِذا امتنعت البُهْمَى ونحوها من المَراعي فَيَبِسَ سَفاها، قيل: أَخذت رِماحَها؛ ورِماحُها سَفاها اليابِسُ.

  ويقال للناقة إِذا سَمِنَتْ: ذاتُ رُمْح، والنُّوقُ السِّمانُ ذواتُ رِماح، وذلك أَن صاحبها إِذا أَراد نحرها نظر إِلى سِمَنها وحسنها، فامتنع من نحرها نفاسة بها لما يَرُوقُه من أَسْنِمتها؛ ومنه قول الفرزدق:

  فَمَكَّنْتُ سَيْفِي من ذَواتِ رِماحِها ... غِشاشاً، ولم أَحْفِلْ بُكاءَ رِعائِيا

  يقول: نحرتها وأَطعمتها الأَضياف، ولم يمنعني ما عليها من الشحوم عن نحرها نفاسة بها.

  وأَخذ الشيخُ رُمَيْحَ أَبي سَعْدٍ: اتَّكَأَ على العصا من كِبَره، وأَبو سعد أَحدُ وَفْدِ عاد، وقيل: هو لقمان الحكيم؛ قال:

  إِمَّا تَرَيْ شِكَّتِي رُمَيْحَ أَبي ... سَعْدٍ، فقد أَحْمِلُ السِّلاحَ مَعا

  وقيل: أَبو سعد كنية الكِبَرِ.

  وجاء كأَنَّ عينيه في رُمحين: وذلك من الخوف والفَرَق وشدَّة النظر، وقد يكون ذلك من الغضب أَيضاً.

  وذو الرُّمَيْح: ضرب من اليرابيع طويل الرجلين في أَوساط أَوْظِفَته، في كل وَظِيف فضْلُ ظُفُر، وقيل: هو كل يَرْبوعٍ، ورُمْحُه ذَنَبُه.

  ورِماحُ العقارب: شَوْلاتُها.

  ورِماحُ الجنّ: الطاعونُ: أَنشد ثعلب:

  لَعَمْرُكَ، ما خَشِيتُ على أُبَيٍّ ... رِماحَ بني مُقَيِّدَةِ الحِمارِ،

  ولكنِّي خَشِيتُ على أُبَيٍّ ... رِماحَ الجِنِّ، أَو إِيَّاكَ حارِ⁣(⁣٢)

  يعني ببَني مُقَيَّدَة الحمار: العقارب، وإِنما سميت بذلك لأَن الحَرَّةَ يقال لها: مُقَيِّدة الحمار؛ قال النابغة:

  أَواضِع البيتِ في سَوْداءَ مُظْلِمَةٍ ... تُقَيِّدُ العَيْرَ، لا يَسْرِي بها السَّارِي


(١) قوله [بلاد العدى] كذا بالأَصل، ومثله في الصحاح. والذي في الأَساس: بلاد الورى.

(٢) قوله [أو إياك حار] كذا بالأَصل هنا ومثله في مادة حمر، وأَنشده في الأَساس [أَو أَنزال جار] وقال: الأَنزال أصحاب الحمر دون الخيل.