لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء المهملة]

صفحة 455 - الجزء 2

  يَتَرَشَّحُ.

  ورُنِّحَ على فلان تَرْنِيحاً، ورُنِّحَ فلان على ما لم يُسَمَّ فاعله إِذا غُشِيَ عليه واعتراه وَهْنٌ في عظامه وضَعْفٌ في جسده عند ضرب أَو فزع، حتى يَغْشاه كالمَيْدِ، وتمايل فهو مُرَنَّحٌ، وقد يكون ذلك من هَمٍّ وحُزْنٍ؛ قال:

  تَرَى الجَلْدَ مغموراً يَمِيدُ مُرَنَّحاً ... كأَنَّ به سُكْراً، وإِن كان صاحِيا

  وقال الطِّرِمَّاحُ:

  وناصِرُكَ الأَدْنَى عليه ظَعِينةٌ ... تَمِيدُ، إِذا اسْتَعْبَرْتَ، مَيْدَ المُرَنَّحِ

  وقوله:

  وقد أَبِيتُ جائعاً مُرَنَّحا

  هو من هذا.

  الأَزهري: والمَرْنَحَة صدرُ السفينة.

  قال: والدَّوطِيرَة كَوْثَلُها، والقَبُّ رأْسُ الدَّقَل، والقَرِيَّةُ خشبة مُرَبَّعَةٌ على رأْس القَبِّ.

  وفي حديث عبد الرحمن بن الحرث: أَنه كان إِذا نظر إِلى مالك ابن أَنس قال: أَعوذ بالله من شَرِّ ما تَرَنَّح له أَي تحرَّك له وطَلَبه.

  والمُرْنَحُ: ضرب⁣(⁣١) من العُود من أَجوده يُسْتَجْمَرُ به، وهو اسم ونظيره المُخْدَعُ.

  روح: الرِّيحُ: نَسِيم الهواء، وكذلك نَسيم كل شيء، وهي مؤنثة؛ وفي التنزيل: كَمَثَلِ رِيحٍ فيها صِرٌّ أَصابت حَرْثَ قوم؛ هو عند سيبويه فَعْلٌ، وهو عند أَبي الحسن فِعْلٌ وفُعْلٌ.

  والرِّيحةُ: طائفة من الرِّيح؛ عن سيبويه، قال: وقد يجوز أَن يدل الواحد على ما يدل عليه الجمع، وحكى بعضهم: رِيحٌ ورِيحَة مع كوكب وكَوكَبَةٍ وأَشعَر أَنهما لغتان، وجمع الرِّيح أَرواح، وأَراوِيحُ جمع الجمع، وقد حكيت أَرْياحٌ وأَرايِح، وكلاهما شاذ، وأَنكر أَبو حاتم على عُمارة بن عقيل جمعَه الرِّيحَ على أَرْياح، قال فقلت له فيه: إِنما هو أَرْواح، فقال: قد قال الله تبارك وتعالى: وأَرسلنا الرِّياحَ؛ وإِنما الأَرْواحُ جمعُ رُوح، قال: فعلمت بذلك أَنه ليس ممن يؤْخذ عنه.

  التهذيب: الرِّيح ياؤُها واو صُيِّرت ياء لانكسار ما قبلها، وتصغيرها رُوَيْحة، وجمعها رِياحٌ وأَرْواحٌ.

  قال الجوهري: الرِّيحُ واحدة الرِّياح، وقد تجمع على أَرْواح لأَن أَصلها الواو وإِنما جاءَت بالياء لانكسار ما قبلها، وإِذا رجعوا إِلى الفتح عادت إِلى الواو كقولك: أَرْوَحَ الماءُ وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة؛ ويقال: رِيحٌ ورِيحَة كما قالوا: دارٌ ودارَةٌ.

  وفي الحديث: هَبَّتْ أَرواحُ النَّصْر؛ الأَرْواحُ جمع رِيح.

  ويقال: الرِّيحُ لآِل فلان أَي النَّصْر والدَّوْلة؛ وكان لفلان رِيحٌ.

  وفي الحديث: كان يقول إِذا هاجت الرِّيح: اللهم اجعلها رِياحاً ولا تجعلها ريحاً؛ العرب تقول: لا تَلْقَحُ السحابُ إِلَّا من رياح مختلفة؛ يريج: اجْعَلْها لَقاحاً للسحاب ولا تجعلها عذاباً، ويحقق ذلك مجيءُ الجمع في آيات الرَّحمة، والواحد في قِصَصِ العذاب: كالرِّيح العَقِيم؛ ورِيحاً صَرْصَراً.

  وفي الحديث: الرِّيحُ من رَوْحِ الله أَي من رحمته بعباده.

  ويومٌ راحٌ: شديد الرِّيح؛ يجوز أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه، وأَن يكون فَعْلًا؛ وليلة راحةٌ.

  وقد راحَ يَراحُ رَيْحاً إِذا اشتدّت رِيحُه.

  وفي الحديث: أَن رجلاً حضره الموت، فقال لأِولاده: أَحْرِقوني ثم


(١) قوله [والمرنح ضرب الخ] كذا ضبط بالأَصل، بضم الميم وسكون الراء وفتح النون مخففة. ويؤيده قوله: وهو اسم، ونظيره المخدع، إذ المخدع بهذا الضبط، اسم للخزانة. وضبط المجد المرنح كمعظم، وبهامش شارحه المرنح كمعظم كما في منتهى الأَرب والأَوقيانوس.