لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين]

صفحة 477 - الجزء 2

  لأَصْبَحَتْ من لَحْمِهِنَّ تَعْتَذِرْ ... بِحَلِفٍ سَحٍّ ودَمْعٍ مُنْهَمِرْ

  وسَحَّ الماءُ سَحّاً: مَرَّ على وجه الأَرض.

  وطعنة مُسَحْسِحةٌ: سائلة؛ وأَنشد:

  مُسَحْسِحةٌ تَعْلُو ظُهورَ الأَنامِلِ

  الأَزهري: الفراء قال: هو السَّحَاحُ والإِيَّارُ واللُّوحُ والحالِقُ للهواء.

  والسُّحُّ والسَّحُّ: التمر الذي لم يُنْضَح بماء، ولم يُجْمَعْ في وعاء، ولم يُكْنَزْ، وهو منثور على وجه الأَرض؛ قال ابن دريد: السُّحُّ تمر يابس لا يُكْنَز، لغة يمانية؛ قال الأَزهري: وسَمعت البَحْرانِيِّينَ يقولون لجِنْسٍ من القَسْبِ السُّح، وبالنِّباجِ عين يقال لها عُرَيْفِجان تَسْقي نَخْلاً كثيراً، ويقال لتمرها: سُحُّ عُرَيْفِجانَ، قال: وهو من أَجود قَسْبٍ رأَيت بتلك البلاد.

  وأَصاب الرجلَ لَيلَتَه سَحٌّ مثلُ سَجٍّ إِذا قعد مقاعِدَ رِقاقاً.

  والسَّحْسَحة والسَّحْسَحُ: عَرْصَة الدار وعَرْصَة المحَلَّة.

  الأَحمر: اذهبْ فلا أَرَيَنَّك بسَحْسَحِي وسَحايَ وحَرايَ وحَراتي وعَقْوتي وعَقاتي.

  ابن الأَعرابي: يقال نزل فلانٌ بسَحْسَحِه أَي بناحيته وساحته.

  وأَرض سَحْسَحٌ: واسعة؛ قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحتُها.

  وسَحَّه مائةَ سَوْطٍ يَسُحُّه سَحّاً أَي جَلَده.

  سدح: السَّدْحُ: ذَبْحُك الشيءَ وبَسْطُكَه على الأَرض وقد يكون إِضْجاعَك للشيءٍ؛ وقال الليث: السَّدْحُ ذَبْحُك الحيوان ممدوداً على وجه الأَرض، وقد يكون إِضْجاعُك الشيءَ على وجه الأَرض سَدْحاً، نحو القِرْبة المملوءة المَسْدوحة؛ قال أَبو النجم يصف الحية:

  يأْخُذُ فيه الحَيَّةَ النَّبُوحا ... ثم يَبِيتُ عنده مَذْبُوحا،

  مُشَدَّخَ الهامةِ أَو مَسْدُوحا

  قال الأَزهري: السَّدْحُ والسَّطْحُ واحد، أُبدلت الطاء فيه دالًا، كما يقال: مَطَّ ومَدَّ وما أَشبهه.

  وسَدَحَ الناقةَ سَدْحاً: أَناخها كسَطَحَها، فإِما أَن يكون لغة، وإِما أَن يكون بدَلًا.

  وسادِحٌ: قبيلة أَو حيّ؛ قال أَبو ذؤيب:

  وقد أَكثرَ الواشُونَ بيني وبينه ... كما لم يَغِبْ، عن عَيِّ ذُبيانَ، سادِحُ

  وعَلَّق أَكثر ببيني لأَنه في معنى سَعَى.

  وسَدَحه، فهو مَسْدُوحٌ وسَدِيحٌ: صَرَعه كسَطَحه.

  والسَّادِحةُ: السحابةُ الشديدة التي تَصْرَعُ كلَّ شيء.

  وانْسَدح الرجلُ: استلقى وفرَّج رجليه.

  والسَّدْحُ: الصَّرْعُ بَطْحاً على الوجه أَو إِلقاءً على الظهر، لا يقع قاعداً ولا متكوِّراً؛ تقول: سَدَحه فانْسَدَح، فهو مَسْدوح وسَدِيحٌ؛ قال خِداشُ بنُ زهير:

  بين الأَراكِ وبينَ النَّخْلِ تَسْدَحُهُمْ ... زُرْقُ الأَسِنَّةِ، في أَكرافِها شَبَمُ

  ورواه المُفَضَّل تَشْدَخُهم، بالخاء والشين المعجمتين، فقال له الأَصمعي: صارت الأَسنة كأَفْرَكُوباتٍ⁣(⁣١) تَشْدَخ الرؤوس، إِنما هو تَسْدَحُهم، وكان الأَصمعي يَعِيبُ من يرويه تشدخهم، ويقول: الأَسنة لا تَشْدَخ إِنما ذلك يكون بَحَجَر أَو دَبُّوس أَو عمودٍ أَو نحو ذلك مما لا قطع له؛ وقبل هذا البيت:

  قد قَرَّت العينُ إِذ يَدْعُونَ خَيْلَهُمُ ... لكَي تَكُرَّ، وفي آذانها صَمَمُ

  أَي يطلبون من خيلهم أَن تكرّ فلا تطيعهم.

  وفلان سادِحٌ أَي مُخْصِبٌ.


(١) هكذا في الأَصل ولم نجد لهذه اللفظة اثراً في المعاجم.