لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين]

صفحة 481 - الجزء 2

  إِنَّ بمكان كذا وكذا سَرْحةً لم تُجْرَدْ ولم تُعْبَلْ، سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً؛ وهذا يدل على أَن السَّرْحةَ من عظام الشجر؛ ورواه ابن الأَثير: لم تُجْرَدْ ولم تُسْرَحْ، قال: ولم تُسْرَحْ لم يصبها السَّرْحُ فيأْكل أَغصانها وورقها، قال: وقيل هو مأْخوذ من لفظ السَّرْحة، أَراد: لم يؤْخذ منها شيء، كما يقال: شَجَرْتُ الشجرةَ إِذا أَخذتُ بعضَها.

  وفي حديث ظَبْيانَ: يأْكلون مُلَّاحها ويَرْعَوْنَ سِراحَها.

  ابن الأَعرابي: السَّرْحُ كِبارُ الذَّكْوانِ، والذَّكْوانُ شجرٌ حَسَنُ العَساليح.

  أَبو سعيد: سَرَحَ السيلُ يَسْرَحُ سُرُوحاً وسَرْحاً إِذا جرى جرياً سهلًا، فهو سيلٌ سارحٌ؛ وأَنشد:

  ورُبَّ كلِّ شَوْذَبِيٍّ مُنْسَرِحْ ... من اللباسِ، غيرَ جَرْدٍ ما نُصِحْ⁣(⁣١)

  والجَرْدُ: الخَلَقُ من الثياب.

  وما نُصِحَ أَي ما خيط.

  والسَّرِيحةُ من الأَرض: الطريقة الظاهرة المستوية في الأَرض ضَيِّقةً؛ قال الأَزهري: وهي أَكثر نبْتاً وشجراً مما حولها وهي مُشرفة على ما حولها، والجمع السَّرائح، فتراها مستطيلة شَجِيرة وما حولها قليل الشجر، وربما كانت عَقَبة.

  وسَرائحُ السهم: العَقَبُ الذي عُقِبَ به؛ وقال أَبو حنيفة: هي العَقَبُ الذي يُدْرَجُ على اللِّيطِ، واحدته سَرِيحة.

  والسَّرائحُ أَيضاً: آثار فيه كآثار النار.

  وسُرُحٌ: ماءٌ لبني عَجْلَانَ ذكره ابن مقبل فقال:

  قالت سُلَيْمَى ببَطْن القاعِ من سُرُحٍ

  وسَرَحَه الله وسَرَّحه أَي وَفَّقه الله؛ قال الأَزهري: هذا حرف غريب سمعته بالحاء في المؤلف عن الإِيادي.

  والمَسْرَحانِ: خشبتانِ تُشَدَّانِ في عُنُق الثور الذي يحرث به؛ عن أَبي حنيفة.

  وسَرْحٌ: اسمٌ؛ قال الراعي:

  فلو أَنَّ حَقَّ اليوم منكم أَقامَه ... وإِن كان سَرْحٌ قد مَضَى فَتَسَرَّعا

  ومَسْرُوحٌ: قبيلة.

  والمَسْرُوحُ: الشرابُ، حكي عن ثعلب وليس منه على ثقة.

  وسِرْحانُ الحَوْضِ: وسَطُه.

  والسِّرْحانُ: الذِّئبُ، والجمع سَراحٍ⁣(⁣٢) وسَراحِينُ وسَراحِي، بغير نونٍ، كما يقالُ: ثَعَالِبٌ وثَعَالِي.

  قال الأَزهري: وأَما السِّراحُ في جمع السِّرْحان فغير محفوظ عندي.

  وسِرْحانٌ: مُجْرًى من أَسماء الذئب؛ ومنه قوله:

  وغارةُ سِرْحانٍ وتقريبُ تَتْفُلِ

  والأُنثى بالهاء والجمع كالجمع، وقد تجمع هذه بالأَلف والتاء.

  والسِّرْحانُ والسِّيدُ الأَسدُ بلغة هذيل؛ قال أَبو المُثَلَّمِ يَرْثي صَخْر الغَيّ:

  هَبَّاطُ أَوْدِيَةٍ، حَمَّالُ أَلْوِيَةٍ ... شَهَّادُ أَنْدِيَةٍ، سِرْحانُ فِتْيانِ

  والجمع كالجمع؛ وأَنشد أَبو الهيثم لطُفَيْلٍ:

  وخَيْلٍ كأَمْثَالِ السِّراحِ مَصُونَةٍ ... ذَخائِرَ ما أَبقى الغُرابُ ومُذْهَبُ

  قال أَبو منصور: وقد جاء في شعر مالك بن الحرث الكاهلي:

  ويوماً نَقْتُلُ الآثارَ شَفْعاً ... فنَتْرُكُهمْ تَنُوبُهمُ السِّراحُ

  شَفْعاً أَي ضِعف ما قتلوا وقِيسَ على ضِبْعانٍ وضِباعٍ؛


(١) قوله [وأَنشد ورب كل الخ] حق هذا البيت أَن ينشد عند قوله فيما مر ورجل منسرح متجرد كما استشهد به في الأَساس على ذلك وهو واضح.

(٢) قوله [والجمع سراح] كثمان فيعرب منقوصاً كأنهم حذفوا آخره.