لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين]

صفحة 485 - الجزء 2

  والمِسْطَحُ: كُوز ذو جَنْبٍ واحد، يتخذ للسفر.

  والمِسْطَحُ والمِسْطَحَةُ: شبه مِطْهَرة ليست بمربعة، والمِسْطَحُ، تفتح ميمه وتكسر: مكان مستوٍ يبسط عليه التمر ويجفف ويُسَمَّى الجَرِينَ، يمانية.

  والمِسْطَحُ: حصير يُسَفُّ من خوص الدَّوْم؛ ومنه قول تميم بن مقبل:

  إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنه ... من الحَرِّ في حَدِّ الظهيرة، مِسْطَحُ

  الأَزهري: قال الفراء هو المِسْطَحُ⁣(⁣١) والمِحْوَرُ والشُّوبَقُ.

  والمِسْطَحُ: عمودٌ من أَعمِدَة الخِباءِ والفُسْطاط؛ وفي حديث النبي، : أَنَّ حَمَلَ بن مالك قال للنبي، : كنت بين جارتين لي فضربتْ إِحداهما الأُخرى بمسْطَح، فأَلقت جنيناً ميتاً وماتت، فقضى رسول الله، ، بدية المقتولة على عاقلة القاتلة؛ وجعل في الجنين غُرَّة؛ وقال عوف بن مالك النَّضْرِيُّ، وفي حواشي ابن بري مالك بن عوف النضري:

  تَعرَّضَ ضَيطارُو خُزاعَةَ دونَنا ... وما خَيرُ ضَيطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا

  يقول: ليس له سلاح يقاتل به غير مِسْطَح.

  والضَّيْطارُ: الضخم الذي لا غَناءَ عنده.

  والمِسْطَحُ: الخشبة المُعَرَّضة على دِعامَتَيِ الكَرْم بالأُطُرِ؛ قال ابن شُمَيْل: إِذا عُرِّشَ الكَرْمُ، عُمِدَ إِلى دعائم يحفر لها في الأَرض، لكل دِعامةً شْعْبَتان، ثم تؤْخذ شعبة فتُعَرَّضُ على الدِّعامَتين، وتسمَّى هذه الخشبة المعرّضة المِسْطَح، ويجعل على المَساطِح أُطُرٌ من أَدناها إِلى أَقصاها؛ تسمى المَساطِحُ بالأُطُر مَساطِحَ.

  سفح: السَّفْحُ: عُرْضُ الجبل حيث يَسْفَحُ فيه الماءُ، وهو عُرْضُه المضطجِعُ؛ وقيل: السَّفْح أَصل الجبل؛ وقيل: هو الحضيض الأَسفل، والجمع سُفوح؛ والسُّفوحُ أَيضاً: الصخور اللينة المتزلقة.

  وسَفَح الدمعَ يَسْفَحُه سَفْحاً وسُفوحاً فَسَفَح: أَرسله؛ وسَفَح الدمعُ نفسُه سَفَحاناً؛ قال الطرماح:

  مُفَجَّعة، لا دَفْعَ للضَّيْم عندها ... سوى سَفَحانِ الدَّمع من كلِّ مَسفَح

  ودُموعٌ سَوافِحُ، ودمع سَفُوحٌ سافِحٌ ومَسْفُوح.

  والسَّفْحُ للدم: كالصَّبّ.

  ورجل سَفَّاح للدماء: سَفَّاك.

  وسَفَحْتُ دمه: سَفَكته.

  ويقال: بينهم سِفاحٌ أَي سَفْك للدماء.

  وفي حديث أَبي هلال: فقتل على رأْس الماء حتى سَفَحَ الدمُ الماءَ؛ جاء تفسيره في الحديث: أَنه غَطَّى الماءَ؛ قال ابن الأَثير: وهذا لا يلائم اللغة لأَن السَّفْحَ الصَّبُّ، فيحتمل أَنه أَراد أَن الدم غلب الماء فاستهلكه، كالإِناء الممتلئ إِذا صُبَّ فيه شيء أَثقل مما فيه فإِنه يخرج مما فيه بقدر ما صُبَّ فيه، فكأَنه من كثرة الدم انْصَبَّ الماء الذي كان في ذلك الموضع فخلفه الدم.

  وسَفَحْتُ الماءَ: هَرَقْتُه.

  والتَّسافُحُ والسِّفاح والمُسافحة: الزنا والفجور؛ وفي التنزيل: مُحْصِنينَ غيرَ مُسافِحين؛ وأَصل ذلك من الصبِّ، تقول: سافَحْته مُسافَحة وسِفاحاً، وهو أَن تقيم امرأَةٌ مع رجل على فجور من غير تزويج صحيح؛ ويقال لابن البَغيِّ: ابنُ المُسافِحةِ؛ وفي الحديث: أَوّلُه سِفاحٌ وآخرُه نِكاح، وهي المرأَة تُسافِحُ رجلاً مدة، فيكون بينهما اجتماع على فجور ثم يتزوّجها بعد ذلك، وكره بعض الصحابة ذلك، وأَجازه أَكثرهم.

  والمُسافِحة: الفاجرة؛ وقال تعالى: مُحْصَناتٍ غيرَ مُسافِحات؛ وقال أَبو إِسحق: المُسافِحة التي لا تمتنع


(١) قوله [هو المسطح الخ] كذا بالأَصل، وفي القاموس: المسطح المحور، يبسط به الخبز. وقال في مادة شبق: الشوبق، بالضم، خشبة الخباز، معرب.