لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 130 - الجزء 1

  ولا يَنْساها لِيُجازِيَكَ عليها.

  والقَارِئُ والمُتَقَرِّئُ والقُرَّاءُ كُلَّه: الناسِكُ، مثل حُسَّانٍ وجُمَّالٍ.

  وقولُ زَيْد بنِ تُركِيٍّ الزُّبَيْدِيّ، وفي الصحاح قال الفرّاءُ: أَنشدني أَبو صَدَقة الدُبَيْرِيّ:

  بَيْضاءُ تَصْطادُ الغَوِيَّ، وتَسْتَبِي ... بالحُسْنِ، قَلْبَ المُسْلمِ القُرَّاء

  القُرَّاءُ: يكون من القِراءة جمع قارئٍ، ولا يكون من التَّنَسُّك⁣(⁣١)، وهو أَحسن.

  قال ابن بري: صواب إنشاده بيضاءَ بالفتح لأَنّ قبله:

  ولقد عَجِبْت لكاعِبٍ، مَوْدُونةٍ ... أَطْرافُها بالحَلْيِ والحِنّاءِ

  ومَوْدُونةٌ: مُلَيَّنةٌ؛ ودَنُوه أَي رَطَّبُوه.

  وجمع القُرّاء: قُرَّاؤُون وقَرائِئُ⁣(⁣٢)، جاؤوا بالهمز في الجمع لما كانت غير مُنْقَلِبةٍ بل موجودة في قَرَأْتُ.

  الفرَّاء، يقال: رجل قُرَّاءٌ وامْرأَة قُرَّاءةٌ.

  وتَقَرَّأَ: تَفَقَّه.

  وتَقَرَّأَ: تَنَسَّكَ.

  ويقال: قَرَأْتُ أَي صِرْتُ قارئاً ناسِكاً.

  وتَقَرَّأْتُ تَقَرُّؤاً، في هذا المعنى.

  وقال بعضهم: قَرَأْتُ: تَفَقَّهْتُ.

  ويقال: أَقْرَأْتُ في الشِّعر، وهذا الشِّعْرُ على قَرْءِ هذا الشِّعْر أَي طريقتِه ومِثاله.

  ابن بُزُرْجَ: هذا الشِّعْرُ على قَرِيِّ هذا.

  وقَرَأَ # يَقْرَؤُه عليه وأَقْرَأَه إِياه: أَبلَغه.

  وفي الحديث: إِن الرّبَّ ø يُقْرِئكَ السلامَ.

  يقال: أَقْرِئْ فلاناً السَّلامَ واقرأْ عَلَيْه السَّلامَ، كأَنه حين يُبَلِّغُه سَلامَه يَحمِله على أَن يَقْرَأَ السلامَ ويَرُدَّه.

  وإذا قَرَأَ الرجلُ القرآنَ والحديثَ على الشيخ يقول: أَقْرَأَنِي فلانٌ أَي حَمَلَنِي على أَن أَقْرَأَ عليه.

  والقَرْءُ: الوَقْتُ.

  قال الشاعر:

  إذا ما السَّماءُ لم تَغِمْ، ثم أَخْلَفَتْ ... قُروء الثُّرَيَّا أَنْ يكون لها قَطْرُ

  يريد وقت نَوْئها الذي يُمْطَرُ فيه الناسُ.

  ويقال للحُمَّى: قَرْءٌ، وللغائب: قَرْءٌ، وللبعِيد: قَرْءٌ.

  والقَرْءُ والقُرْءُ: الحَيْضُ، والطُّهرُ ضِدّ.

  وذلك أَنَّ القَرْء الوقت، فقد يكون للحَيْض والطُهر.

  قال أَبو عبيد: القَرْءُ يصلح للحيض والطهر.

  قال: وأظنه من أَقْرَأَتِ النُّجومُ إذا غابتْ.

  والجمع: أَقْراء.

  وفي الحديث: دَعي الصلاةَ أَيامَ أَقْرائِكِ.

  وقُروءٌ، على فُعُول، وأَقْرُؤٌ، الأَخيرة عن اللحياني في أَدنى العدد، ولم يعرف سيبويه أَقْراءً ولا أَقْرُؤاً.

  قال: اسْتَغَنَوْا عنه بفُعُول.

  وفي التنزيل: ثلاثة قُرُوء، أَراد ثلاثةَ أَقْراء من قُرُوء، كما قالوا خمسة كِلاب، يُرادُ بها خمسةٌ مِن الكِلاب.

  وكقوله:

  خَمْسُ بَنانٍ قانِئِ الأَظْفارِ

  أَراد خَمْساً مِنَ البَنانِ.

  وقال الأَعشى:

  مُوَرَّثةً مالاً، وفي الحَيِّ رِفعْةً ... لِما ضاعَ فِيها مِنْ قُروءِ نِسائِكا


(١) قوله [ولا يكون من التنسك] عبارة المحكم في غير نسخة ويكون من التنسك، بدون لا.

(٢) قوله [وقرائئ] كذا في بعض النسخ والذي في القاموس قوارئ بواو بعد القاف بزنة فواعل ولكن في غير نسخة من المحكم قرارئ براءين بزنة فعاعل.