لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد]

صفحة 506 - الجزء 2

  وصَبَّحْتُ، بالتشديد، لغة فيه.

  والصُّبْحةُ والصَّبَحُ: سواد إِلى الحُمْرَة، وقيل: لون قريب إِلى الشُّهْبَة، وقيل: لون قريب من الصُّهْبَة، الذكَرُ أَصْبَحُ والأُنثى صَبْحاء، تقول: رجل أَصْبَحُ وأَسَد أَصْبَح بَيِّنُ الصَّبَح.

  والأَصْبَحُ من الشَّعَر: الذي يخالطه بياض بحمرة خِلْقَة أَيّاً كانَ؛ وقد اصْباحَّ.

  وقال الليث: الصَّبَحُ شدّة الحمرة في الشَّعَر، والأَصْبَحُ قريب من الأَصْهَب.

  وروى شمر عن أَبي نصر قال: في الشعَر الصُّبْحَة والمُلْحَة.

  ورجل أَصْبَحُ اللحية: للذي تعلو شعرَه حُمْرةٌ، ومن ذلك قيل: دَمٌ صِباحَيُّ لشدَّة حمرته؛ قال أَبو زُبيد:

  عَبِيطٌ صُباحِيٌّ من الجَوْفِ أَشْقَرا

  وقال شمر: الأَصْبَحُ الذي يكون في سواد شعره حمرة؛ وفي حديث الملاعنة: إِن جاءَت به أَصْبَحَ أَصْهَبَ؛ الأَصْبَحُ: الشديد حمرة الشعر، ومنه صُبْحُ النهار مشتق من الأَصْبَح؛ قال الأَزهري: ولونُ الصُّبْحِ الصادق يَضْرِب إِلى الحمرة قليلاً كأَنها لون الشفَق الأَوّل في أَوَّل الليل.

  والصَّبَحُ: بَريقُ الحديد وغيره.

  والمِصْباحُ: السراج، وهو قُرْطُه الذي تراه في القِنديل وغيره، والقِراطُ لغة، وهو قول الله، ø: المِصْباحُ في زُجاجةٍ الزُّجاجةُ كأَنها كوكبٌ دُرِّيٌّ.

  والمِصْبَحُ: المِسْرَجة.

  واسْتَصْبَح به: اسْتَسْرَجَ.

  وفي الحديث: فأَصْبِحي سِراجَك أَي أَصْلِحيها.

  وفي حديث جابر في شُحوم الميتة: ويَسْتَصْبِحُ بها الناسُ أَي يُشْعِلونَ بها سُرُجَهم.

  وفي حديث يحيى بن زكريا، @: كان يَخْدُم بيتَ المقدِس نهاراً ويُصْبِحُ فيه ليلاً أَي يُسْرِجُ السِّراح.

  والمَصْبَح، بالفتح: موضع الإِصْباحِ ووقتُ الإِصْباح أَيضاً؛ قال الشاعر:

  بمَصْبَح الحمدِ وحيثُ يُمْسِي

  وهذا مبني على أَصل الفعل قبل أَن يزاد فيه، ولو بُني على أَصْبَح لقيل مُصْبَح، بضم الميم؛ قال الأَزهري: المُصْبَحُ الموضع الذي يُصْبَحُ فيه، والمُمْسى المكان الذي يُمْسَى فيه؛ ومنه قوله:

  قريبةُ المُصْبَحِ من مُمْساها

  والمُصْبَحُ أَيضاً: الإِصباحُ؛ يقال: أَصْبَحْنا إِصباحاً ومُصْبَحاً؛ وقول النمر بن تَوْلَبٍ:

  فأَصْبَحْتُ والليلُ مُسمْتَحْكِمٌ ... وأَصْبَحَتِ الأَرضُ بَحْراً طَما

  فسره ابن الأَعرابي فقال: أَصْبَحْتُ من المِصْباحِ؛ وقال غيره: شبه البَرْقَ بالليل بالمِصْباح، وشدَّ ذلك قولُ أَبي ذؤَيب:

  أَمِنْك بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه؟ ... كأَنه، في عِراصِ الشامِ، مِصْباحُ

  فيقول النمر بن تولب: شِمْتُ هذا البرق والليلُ مُسْتَحْكِم، فكأَنَّ البرقَ مِصْباح إِذ المصابيح إِنما توقد في الظُّلَم، وأَحسن من هذا أَن يكون البرقُ فَرَّج له الظُّلْمةَ حتى كأَنه صُبْح، فيكون أَصبحت حينئذ من الصَّباح؛ قال ثعلب: معناه أَصْبَحْتُ فلم أَشْعُر بالصُّبح من شدّة الغيم؛ والشَّمَعُ مما يُصْطَبَحُ به أَي يُسْرَجُ به.

  والمِصْبَحُ والمِصْباحُ: قَدَحٌ كبير؛ عن أَبي حنيفة.

  والمَصابيح: الأَقْداح التي يُصْطبح بها؛ وأَنشد:

  نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابِيحِ وَسْطَها ... لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ، مُجْمَعُ

  ومَصابيحُ النجوم: أَعلام الكواكب، واحدها مِصْباح.

  والمِصْباح: السِّنانُ العريضُ.

  وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ،