لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد]

صفحة 523 - الجزء 2

  والصِّيَقُ: الغُبار. وجنونه: تطايره. والمَضْبُوحُ: حجر الحَرَّة لسواده.

  والضِّبْحُ: الرَّمادُ، وهو من ذلك؛ الأَزهري: أَصله من ضَبَحته النار.

  وضَبَحَتْه الشمسُ والنار تَضْبَحُه ضَبْحاً فانْضَبَحَ: لَوَّحته وغيَّرته؛ وفي التهذيب: وغَيَّرَتْ لونَه؛ قال:

  عُلِّقْتُها قبلَ انْضِباحِ لَوْني ... وجُبْتُ لَمَّاعاً بعيدَ البَوْنِ

  والانْضِباحُ: تغير اللون؛ وقيل: ضَبَحَتْه النارُ غيرته ولم تبالغ فيه؛ قال مُضَرِّسٌ الأَسديُّ:

  فلما أَن تَلَهْوَجْنا شِواءً ... به اللَّهَبانُ مَقْهوراً ضَبِيحا،

  خَلَطْتُ لهم مُدامةَ أَذْرِعاتٍ ... بماءٍ سَحابةٍ، خَضِلاً نَضُوحا

  والمُلَهْوَجُ من الشواء: الذي لم يَتِمَّ نُضْجُه.

  واللَّهَبانُ: اتِّقادُ النار واشْتِعالُها.

  وانْضَبَحَ لونُه: تغير إلى السواد قليلًا.

  وضَبَحَ الأَرنبُ والأَسودُ من الحيات والبُومُ والصَّدَى والثعلبُ والقوسُ يَضْبَحُ ضُباحاً: صَوَّت؛ أَنشد أَبو حنيفة في وصف قوس:

  حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تَوْلَبِ ... تَضْبَحُ في الكَفِّ ضُباح الثَّعلبِ

  قال الأَزهري: قال الليث الضُّباح، بالضم، صوت الثعالب؛ قال ذو الرمة:

  سَباريتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتازِ رَكْبِها ... من الصوتِ، إِلا من ضُباحِ الثعالبِ

  وفي حديث ابن الزبير: قاتل الله فلاناً ضَبَح ضَبْحَة الثعلب وقَبَعَ قَبْعةَ القُنْفُذِ؛ قال: والهامُ تَضْبَح أَيضاً ضُباحاً؛ ومنه قول العَجَّاج:

  من ضابِحِ الهامِ وبُومٍ بَوَّام

  وفي حديث ابن مسعود: لا يَخْرُجَنَّ أَحدُكم إِلى ضَبْحةٍ بليل أَي صَيْحة يسمعها فلعله يصيبه مكروه، وهو من الضُّباحِ صوت الثعلب؛ ويروى صيحة، بالصاد المهملة والياء المثناة تحتها؛ وفي شعر أَبي طالب:

  فإِني والضَّوابحِ كلَّ يومٍ

  جمع ضابح.

  يريد القَسَمَ بمن رفع صوته بالقراءة، وهو جمع شاذ في صفة الآدمي كفَوارس.

  وضَبَحَ يَضْبَحُ ضَبْحاً وضُباحاً: نَبَحَ.

  والضُّباحُ: الصَّهيل.

  وضَبَحَت الخيلُ في عَدْوِها تَضْبَحُ ضَبْحاً: أَسْمَعَتْ من أَفواهها صوتاً ليس بصهيل ولا حَمْحَمَة؛ وقيل: تَضْبَحُ تَنْحِمُ، وهو صوت أَنفاسها إِذا عدون؛ قال عنترة:

  والخيلُ تَعْلَمُ، حين تَضْبَحُ ... في حِياضِ الموتِ ضَبْحا⁣(⁣١)

  وقيل: هو سير، وقيل: هو عَدْوٌ دون التقريب؛ وفي التنزيل: والعادياتِ ضَبْحاً؛ كان ابن عباس يقول: هي الخيل تَضْبَحُ، وكان، رضوان الله عليه، يقول: هي الإِبل؛ يذهب إِلى وقعة بدر، وقال: ما كان معنا يومئذ إِلَّا فرس كان عليه المِقْداد.

  والضَّبْح في الخيل أَظهر عند أَهل العلم؛ قال ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما: ما ضَبَحَتْ دابة قط إِلا كَلْبٌ أَو فرس؛ وقال بعض أَهل اللغة: من جعلها للإِبل جعل ضَبْحاً بمعنى ضَبْعاً؛ يقال: ضَبَحَت الناقة في سيرها وضَبَعَتْ إِذا مَدَّتْ ضَبْعَيها في السير؛ وقال أَبو إِسحق: ضَبْحُ


(١) قوله [والخيل تعلم] كذا بالأَصل والصحاح. وأَنشده صاحب الكشاف؛ والخيل تكدح.