لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 550 - الجزء 2

  أَعني قوله مُفَلْطَح، الصحيح فيه عند المحققين من أَهل اللغة أَنه مُفَلْطَحٌ، باللام.

  وفي الخبر: أَن الحسن البصري مَرَّ على باب ابن هُبَيرة وعليه القُرَّاء فَسَلَّم ثم قال: ما لي أَراكم جُلوساً قد أَحْفَيتم شوارِبكم وحلقتم رؤوسكم وقَصَّرْتم أَكمامكم وفَلْطَحْتم نعالكم؟ أَما والله لو زهدتم فيما عند الملوك لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم، فَضَحْتم القُرَّاء فَضَحَكم الله.

  وفي حديث ابن مسعود: إِذا ضَنُّوا عليك بالمُفَلْطَحَة قال الخطابي: هي الرُّقاقة التي قد فُلْطِحَتْ أَي بُسِطَتْ، وقال غيره: هي الدراهم؛ ويروى المُطَلْفَحة، وقد تقدم.

  وفِلْطاحُ: موضع.

  فلقح:(⁣١):

  فنح: فَنَحَ الفرسُ من الماء: شَرِبَ دون الرِّيِّ؛ قال:

  والأَخْذُ بالغَبُوقِ والصَّبُوحِ ... مُبَرِّداً، لِمِقْأَبٍ فَنُوحِ

  المِقْأَبُ: الكثير الشُّرب.

  فنطح: فُنْطُحٌ⁣(⁣٢): اسم.

  فوح: الفَوْحُ: وِجْدانك الريحَ الطيبة.

  فاحَتْ ريح المسكِ تَفُوحُ وتَفِيحُ فَوْحاً وفَيْحاً وفُؤُوحاً وفَوَحاناً وفَيَحاناً: انتشرت رائحته، وعمَّ بعضهم به الرائحتين مَعاً.

  وفاحَ الطِّيبُ يَفُوحُ فَوحاً إِذا تَضَوَّعَ؛ الفراء: يقال فاحتْ ريحه وفاختْ، أَما فاختْ فمعناه أَخذتْ بنفسِه، وفاحتْ دون ذلك.

  وقال أَبو زيد: الفَوْحُ من الريح والفَوْخُ إِذا كان لها صوت.

  وفَوْحُ الحرّ: شدّة سُطوعِه؛ وفي الحديث: شِدَّةُ الحرِّ من فَوْحِ جهَنَّم أَي شدَّةِ غَلَيانها وحَرِّها، ويروى بالياء وسيذكر؛ وفي الحديث: كان يأْمرنا في فَوْح حَيْضِنا أَن نَأْتَزِرَ أَي معظمه وأَوّله.

  وأَفِحْ عنك من الظهيرة أَي أَقِمْ حتى يَسْكُنَ حَرُّ النهار ويَبْرُدَ؛ قال ابن سيده: وسنذكر هذه الكلمة بعد هذا لأَن الكلمة واوية ويائية.

  فيح: فاحَ الحرُّ يَفِيحُ فَيْحاً: سَطَعَ وهاجَ.

  وفي الحديث: شدّة القَيْظ من فَيْح جهنم: الفَيْح: سُطُوع الحرّ وفَوَرانُه، ويقال بالواو، وقد ذكر قبل هذه الترجمة؛ وفاحت القِدْرُ تَفِيحُ وتَفُوحُ إِذا غَلَتْ، وقد أَخرجه مَخْرَجَ التشبيه أَي كأَنه نار جهنم في حرِّها.

  وأَفِحْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن عنك حر النهار ويبرد.

  ابن الأَعرابي: يقال أَرِقْ عنك من الظهيرة وأَهْرِقْ وأَهْرئ وأَنْجِ وبَخْبِخْ وأَفِحْ إِذا أَمرته بالإِبْرَاد.

  وفاحَتِ الريح الطيبة خاصة فَيْحاً وفَيَحاناً: سَطَعَت وأَرِجَتْ، وخص اللحياني به المِسْكَ؛ ولا يقال: فاحت ريح خبيثة إِنما يقال للطَّيِّبة، فهي تَفِيحُ.

  وفاحت القِدْرُ وأَفَحْتُها أَنا: غَلَتْ.

  وفاحَ الدمُ فَيْحاً وفَيَحاناً، وهو فاحٍ: انْصَبَّ.

  وأَفاحَه: هَراقه؛ وقال أَبو حَرْب بن عُقَيْلٍ الأَعْلَمُ جاهِليٌّ:

  نَحْنُ قَتَلْنا المَلِكَ الجَحْجاحا ... ولم نَدَعْ لسَارِحٍ مُراحا،


(١) زاد في القاموس: فلقح ما في الإِناء: شربه أَو أَكله أجمع. ورجل فلقحي، أي كحضرمي، يضحك في وجوه الناس ويتفلقح أي يستبشر إليهم.

(٢) قوله [فنطح] كذا بضبط بالأَصل كقنفذ. وكذا في بعض نسخ القاموس وفي بعضها كجعفر، نبه عليه الشارح.