لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 629 - الجزء 2

  دَرادِقاً، وهي الشُّيُوخُ قُرَّحا ... قَرْقَمَهم عَيْشٌ خَبِيثٌ أَوْتَحا

  هذه رواية ثعلب، ورواه ابن الأَعرابي: أَوْتَخا، وفسره بما فسر به ثعلب أَوْتَحا؛ واحتمل ابن الأَعرابي الخاء مع الحاء لاقترابهما في المخرج، وقال الأَزهري في تفسير هذا الشعر أَي يأْكلون أَكل الكبار وهم صغار.

  قال: وأَوْتَحَ جَهَدَهُمْ وبَلَغَ منهم.

  وأَوتَحْتَ مني: بَلَغْتَ مني وكأَنه أَبدل الحاء من الخاء.

  وشئ وَتْحٌ وَعْرٌ إِتباعٌ له أَي نَزْرٌ قليل.

  ووَتِحٌ ووَعِرٌ، وهي الوُتُوحةُ والوُعُورةُ، ورجل وَتِحٌ: بكسر التاء، أَي خسيس.

  وأَوْتَحَ فلانٌ عطيَّته أَي أَقَلَّها، وكذلك التَّوْتِيحُ.

  وأَوْتَحَ له الشيءَ إِذا قلله.

  وتَوَتَّحْتُ من الشراب: شربت شيئاً قليلًا.

  وجح: وَجَحَ الطريقُ: ظهر ووَضَحَ.

  وأَوْجَحَتِ النارُ: أَضاءَت وبدت.

  وأَوْجَحَتْ غُرَّةُ الفرس إِيجاحاً: اتَّضَحَتْ.

  وليس دونه وِجاحٌ ووَجاحٌ ووُجاجٌ أَي سِتْرٌ، واختار ابن الأَعرابي الفتح، وحكى اللحياني: ما دونه أُجاح وإِجاح؛ عن الكسائي.

  وحكي: ما دونه أَجاحٌ؛ عن أَبي صفوان، وكل ذلك على إِبدال الهمزة من الواو.

  وجاء فلان وما عليه وَجاحٌ أَي شيء يستره، وتبنى هذه الكلمة على الكسر في بعض اللغات؛ قال:

  أُسُودُ شَرًى لَقِينَ أُسُودَ غابٍ ... ببَرْزٍ، ليس بينهمُ وَجاحِ

  والمعروف وَجاحٌ وإِن كانت القوافي مجرورة.

  والمُوجَحُ: المُلْجَأُ كأَنه أُلْجِئَ إِلى موضع يستره.

  والوَجَحُ: المَلْجَأُ، وكذلك الوَجِيحُ؛ وأَنشد:

  فلا وَجَحٌ يُنْجِيكَ إِن رُمْتَ حَرْبَنا ... ولا أَنتَ مِنَّا عند تلك بآيِلِ

  وقال حميد بن ثور:

  نَضْح السُّقاةِ بصُباباتِ الرَّجا ... ساعةَ لا يَنْفَعُها منه وَجَعْ

  قال: وقد وَجَحَ يَوْجَحُ وَجْحاً إِذا التجأَ، كذلك قرئ بخط شمر.

  وأَوْجَحه البولُ: ضَيَّقَ عليه.

  وروي عن عمر، رضي الله تعالى عنه، أَنه صلى صلاة الصبح فلما سَلَّم قال: من استطاع منكم فلا يُصَلِّيَنَّ وهو مُوجِحٌ، وفي رواية: فلا يصلِّ مُوجَحاً، قيل: وما المُوجحُ؟ قال: المُرْهَقُ من خَلاءٍ أَو بَولٍ، يعني مُضَيَّقاً عليه؛ قال شمر: هكذا روي بكسر الجيم، وقال بعضهم: مُوجَحٌ قد أَوْجَحَه بولُه؛ قال: وسمعت أَعرابيّاً سأَلته عنه، فقال: هو المُجِحُّ ذهب به إِلى الحامل.

  وأَوْجَحَ البيتَ: سَتَرَه؛ قال ساعدة بن حؤية الهذلي:

  وقد أَشْهَدُ البيتَ المُحَجَّبَ، زانَه ... فِراشٌ، وخِدْرٌ مُوجَحٌ، ولَطائمُ

  وأَورد الأَزهري هذا البيت في التهذيب وقال: المُوجَحُ الكثيفُ الغليظُ، وثوب متين كثيف.

  وثوب مُوجَحٌ: كثير الغزل كثيف.

  وثوب وجِيحٌ ومُوجَحٌ: قوي، وقيل: ضَيِّق مَتِين؛ قال شمر: كأَنه شبه ما يجد المُحْتَقِنُ من الامتلاء والانتفاخ بذلك.

  قال: ويكون من أَوْجَحَ الشيءُ إِذا ظهر؛ وقد أَوجَحَه بوله، فهو مُوجَحٌ إِذا كَظَّه وضَيَّقَ عليه.

  والمُوجِحُ: الذي يُخْفي الشيء ويستره،