لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 145 - الجزء 1

  سِعايَته بصاحِبِه إليه.

  والكِفاءُ، بالكسر والمَدّ: سُتْرةٌ في البيت مِنْ أَعْلاه إلى أَسْفَلِه من مُؤَخَّرِه.

  وقيل: الكِفاءُ الشُّقَّة التي تكون في مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ.

  وقيل: هو شُقَّةٌ أَو شُقَّتان يُنْصَحُ إحداهما بالأُخرى ثم يُحْمَلُ به مُؤَخَّر الخبَاء.

  وقيل: هو كِساءٌ يُلْقَى على الخِبَاءِ كالإِزارِ حتى يَبْلُغَ الأَرضَ.

  وقد أَكْفَأَ البيتَ إكْفاءً، وهو مُكْفَأٌ، إذا عَمِلْتَ له كِفَاءً.

  وكِفَاءُ البيتِ: مؤَخَّرُه.

  وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: رأَى شاةً في كِفَاءِ البيت، هو من ذلك، والجمعُ أَكْفِئةٌ، كَحِمارٍ وأَحْمِرةٍ.

  ورجُلٌ مُكْفَأُ الوجه: مُتَغَيِّرُه ساهِمُه.

  ورأَيت فلاناً مُكْفَأَ الوَجْه إذا رأَيتَه كاسِفَ اللَّوْنِ ساهِماً.

  ويقال: رأَيته مُتَكَفِّئَ اللَّوْنِ ومُنْكَفِتَ اللَّوْنِ⁣(⁣١) أَي مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ.

  وفي حديث عمر، ¥: أَنه انْكَفَأَ لونُه عامَ الرَّمادة أَي تَغَيّر لونُه عن حاله.

  ويقال: أَصْبَحَ فلان كَفِيءَ اللَّونِ مُتَغَيِّرَه، كأَنه كُفِئَ، فهو مَكْفُوءٌ وكَفِيءٌ.

  قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة:

  وأَسْمَرَ، من قِداحِ النَّبْعِ، فَرْعٍ ... كَفِيءِ اللَّوْنِ من مَسٍّ وضَرْسِ

  أَي مُتَّغَيِّرِ اللونِ من كثرة ما مُسِحَ وعُضَّ.

  وفي حديث الأَنصاريِّ: ما لي أَرى لَوْنَك مُنْكَفِئاً؟ قال: من الجُوعِ.

  وقوله في الحديث: كان لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إلا من مُكافِئٍ.

  قال القتيبي: معناه إذا أَنْعَمَ على رجل نِعْمةً فكافَأَه بالثَّنَاءِ عليه قَبِلَ ثَنَاءَه، وإذا أَثْنَى قَبْلَ أَن يُنْعِمَ عليه لم يَقْبَلْها.

  قال ابن الأَثير، وقال ابن الأَنباري: هذا غلط، إذا كان أَحد لا يَنْفَكُّ من إِنْعام النبيِّ، ، لأَنَّ اللَّه، ø، بَعَثَه رَحْمةً للناس كافَّةً، فلا يَخرج منها مُكافِئٌ ولا غير مُكافِئٍ، والثَّنَاءُ عليه فَرْضٌ لا يَتِمُّ الإِسلام إلا به.

  وإنما المعنى: أَنه لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ عليه إلا من رجل يعرف حقيقة إسلامه، ولا يدخل عنده في جُمْلة المُنافِقين الذين يَقولون بأَلسنتهم ما ليس في قلوبهم.

  قال: وقال الأَزهريّ: وفيه قول ثالث: إلَّا من مُكافِئٍ أَي مُقارِبٍ غير مُجاوِزٍ حَدَّ مثلِه، ولا مُقصِّر عما رَفَعَه اللَّه إليه.

  كلأَ: قال اللَّه، ø: قل مَنْ يَكْلَؤُكُم بالليلِ والنهارِ من الرحمن.

  قال الفرَّاءُ: هي مهموزة، ولو تَرَكْتَ هَمْزَ مثلِه في غير القرآن قُلْتَ: يَكُلُوكم، بواو ساكنة، ويَكْلاكم، بأَلف ساكنة، مثل يَخْشاكم؛ ومَن جعلها واواً ساكنة قال: كَلات، بأَلف يترك النَّبْرةَ منها؛ ومن قال يَكْلاكُم قال: كَلَيْتُ مثل قَضَيْتُ، وهي من لغة قريش، وكلٌّ حَسَنٌ، إلا أَنهم يقولون في الوجهين: مَكْلُوَّةٌ ومَكْلُوٌّ، أَكثرَ مما يقلون مَكْلِيٌّ، ولو قيل مَكْلِيٌّ في الذين يقولون: كَلَيْت، كان صواباً.

  قال: وسمعتُ بعض الأَعراب ينشد:

  ما خاصَمَ الأَقْوامَ مِن ذِي خُصُومةٍ ... كَوَرْهاءَ مَشْنِيٍّ إليها حَلِيلُها

  فبَنَى على شَنَيْت بتَرْك النَّبْرةِ.

  الليث: يقال: كلأَكَ اللَّه كِلاءَةً أَي حَفِظَك


(١) قوله [متكفّئ اللون ومنكفت اللون] الأَول من التفعل والثاني من الأَنفعال كما يفيده ضبط غير نسخة من التهذيب.