لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 29 - الجزء 3

  ابن ثابت:

  أَلم تَسْأَلِ الرَّبْعَ الجَديدَ التَّكَلُّما ... بِمَدْفَعِ أَشْداخٍ فَبُرْقَةِ أَظْلَما

  شرخ: الشَّرْخُ والسِّنْخُ: الأَصْلُ والعِرْقُ.

  وشَرْخ كل شيءٍ: حرفه الناتئُ كالسهم ونحوه.

  وشَرْخا الفُوق: حرفاه المُشْرِفانِ اللذان يقع بينهما الوَتر؛ ابن شميل: زَنَمَتا السهم شَرْخا فُوقِه وهما اللذان الوَتَرُ بينهما، وشَرْخا السهم مِثْلُه؛ قال الشاعر يصف سهماً رمى به فأَنْفَذَ الرَّميَّة وقد اتصل به دَمُها:

  كأَنَّ المَتْنَ والشَّرْخَيْنِ منه ... خِلاف النَّصْل، سِيطَ به مُشِيحُ

  وشَرْخُ الأَمر والشباب: أَوله.

  وشَرْخا الرَّحْل: حرفاه وجانباه؛ وقيل: خشبتاه من وراء ومُقَدَّم.

  وشَرْخُ الشباب: أَوَّله ونَضارته وقُوَّته وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع؛ وقيل: هو جمع شارخ مثل شارب وشَرْبٍ؛ وفي التهذيب: شَرْخا الرحل آخِرَتُه وواسطته؛ قال ذو الرمة:

  كأَنه بين شَرْخَيْ رَحْل ساهِمةٍ ... حَرْفٍ، إِذا ما اسْتَرَقَّ الليلُ، مَأْمُومُ

  وقال العجاج:

  شَرْخا غَبيطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ

  ابن حَبِيبٍ: نَجْلُ الرجل وشَلْخُه وشَرْخُه واحدٌ.

  وفي حديث عبد الله بن رَواحة قال لابن أَخيه في غزوة مُؤْتَةَ: لعلك تَرْجِعُ بين شَرْخَي الرَّحْل أَي جانبيه؛ أَراد أَنه يُسْتَشْهَدُ فيرجع ابن أَخيه راكباً موضعه على راحلته فيستريح، وكذا كان استشهد ابن رواحة فيها.

  ومنه حديث ابن الزبير مع أَزَبَّ: جاءَ وهو بين الشَّرْخَيْنِ أَي جانبي الرحْلِ.

  شمر: الشَّرْخُ الشَّابُّ وهو اسم يقع موقع الجمع؛ قال لبيد:

  شَرْخاً صُقُوراً يافِعاً وأَمْرَدا

  وشَرْخُ الشَّباب: قُوَّتُه ونَضارته؛ وقال المُبَرِّدُ: الشَّرْخُ الشَّبابُ لأَن الشَّرْخَ الحَدُّ؛ وأَنشد:

  إِنَّ شَرْخَ الشَّبابِ تَأْلَفُه البيضُ ... وشَيْبُ القَذالِ شَيءٌ زَهِيدُ

  والشَّرْخُ: أَوَّل الشَّبابِ.

  والشارِخُ: الشَّابُّ، والشَّرْخُ: اسم للجمع؛ وفي الحديث: اقْتُلوا شُيُوخَ المشركين واسْتَحْيُوا شَرْخَهم؛ قال أَبو عبيد: قيه قولان: أَحدهما أَنه أَراد بالشُّيوخ⁣(⁣١) الرجال المَسانَّ أَهلَ الجَلَدِ والقُوَّة على القتال ولا يريد الهَرْمى الذين إِذا سُبُوا لم ينتفع بهم في الخدمة، وأَراد بالشَّرْخِ الشَّباب أَهل الجلد الذين ينتفع بهم في الخدمة؛ وقيل: أَراد بهم الصِّغارَ فصار تأْويل الحديث اقتلوا الرجال البالغين واستحيوا الصبيان؛ قال حسان بن ثابت:

  إِنَّ شَرْخَ الشَّبابِ والشَّعَرَ الأَسْوَدَ ... ما لم يُعاضَ، كان جُنُونا

  وجمع الشَّرْخ شُروخٌ وشُرَّخٌ، وشُروخ شُرَّخٌ على المبالغة؛ قال العجاج:

  صِيدٌ تَسامى وشُروخٌ شُرَّخٌ

  والشَّرْخُ: نِتاجُ كل سنة من أَولاد الإِبل؛ قال


(١) قوله [أراد بالشيوخ الخ] عبارة النهاية: أراد بالشيوخ الرجال المسانّ أهل الجلد والقوة على القتال، ولم يرد الهرمى. والشرخ: الصغار الذين لم يدركوا. وقيل أراد بالشيوخ الهرمى الذين إذا سبوا لم ينتفع بهم في الخدمة. وأراد بالشرخ الشبان أهل الجلد الذين ينتفع بهم في الخدمة.