لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 34 - الجزء 3

  قال زهير:

  إِذا ما سمعنا صارخاً، مَعَجَتْ بِنا ... إِلى صوته وُرْقُ المَراكلِ، ضُمَّرُ

  وسمعت صارخة القوم أَي صوت استغاثتهم، مصدر على فاعلة.

  قال: والصارخة بمعنى الإغاثة، مصدر؛ وأَنشد:

  فكانوا مُهلِكِي الأَبناءِ، لولا ... تدارُكُهم بِصارخةٍ شَفِيقِ

  قال الليث: الصارخة بمعنى الصريخ المغيث؛ وصرخ صرخَة واصطرخ بمعنى.

  ابن الأَعرابي: الصرَّاخُ الطاووس، والنَّبَّاحُ الهدهد.

  وفي الحديث: أَن النبي، ، كان يقوم من الليل إِذا سمع صوت الصارخ، يعني الديك لأَنه كثير الصياح في الليل.

  صلخ: الأَصْلَخُ: الأَصَمُّ، كذلك قال الفراء وأَبو عبيد؛ قال ابن الأَعرابي: فهؤلاء الكوفيون أَجمعوا على هذا الحرف بالخاء المعجمة، وأَمَّا أَهل البصرة ومن في ذلك الشق من العرب فإِنهم يقولون الأَصلج، بالجيم، قال الأَزهري: وسمعت أَعرابيّاً يقول: فلان يتصالج علينا أَي يتصامم.

  قال: ورأَيت أَمة صماء كانت تعرف بالصلجاء، قال: فهما لغتان جيدتان بالخاءِ والجيم.

  وقد صَلِخَ سَمعُه وصَلِخَ؛ الأَخيرةُ عن ابن الأَعرابي: ذهب فلا يسمع شيئاً البتة.

  ورجل أَصلخ بَيِّن الصَّلَخِ، قال ابن الأَعرابي: فإِذا بالغوا بالأَصم قالوا: أَصم أَصلخ؛ قال الشاعر:

  لو أَبْصَرَتْ أَبْكمَ أَعمى أَصلَخا ... إِذاً لَسَمَّى، واهتَدى أَنَّى وَخَى

  أَي أَنَّى توجه.

  يقال: وخَى يَخِي وَخْياً.

  وإِذا دُعي على الرجل قيل: صَلْخاً كصَلْخِ النعام لأَن النعام كله أَصلخُ، وكان الكميت أَصم أَصلخ.

  وجَمَلٌ أَصلخ وناقة صلخاء وإِبل صلخى: وهي الجُرب.

  والجرَب الصالِخُ: وهو الناخس الذي يقع في دَبَرِه فلا يشك أَنه سيصلخه، وصلخه إِياه أَي أَنه يشمل بدنه.

  والعرب تقول للأَسود من الحيات: صالِخٌ وسالِخٌ، حكاه أَبو حاتم بالصاد والسين؛ غيره: أَقْتَلُ ما يكونُ من الحيات إِذا صَلَخَتْ جلدها.

  ويقال للأَبرص الأَصلخ.

  صمخ: الصِّماخُ من الأُذن: الخرقُ الباطن الذي يُفضي إِلى الرأْس، تميمية، والسماخ لغة فيه.

  ويقال: إِن الصماخ هو الأُذن نفسها؛ قال العجاج:

  حتى إِذا صرَّ الصماخَ الأَصمعَا

  وفي حديث الوضوء: فأَخذ ماء فأَدخل أَصابعه في صماخ أُذنيه؛ قال: الصماخ ثقب الأُذن؛ وقول العجاج:

  أُمَّ الصَّدى عن الصَّدى وأَصْمُخُ

  أَصْمُخُ: أَصُكُّ الصماخ، وهو ثقب الأُذن الماضي إِلى داخل الرأْس.

  وأُمُّ الصدى: الهامَةُ.

  وأُمُّها: الجلدة التي تجمع الدماغ، والجمع أَصمخة وصُمُخٌ، وهو الأُصْموخُ، وبالسين لغة.

  وصَمَخَه يصمُخُه صمخاً: أَصاب صماخه.

  وصمخت فلاناً إِذا عقرت صماخ أُذنه بعود أَو غيره.

  ابن السكيت: صَمَخْت عينه أَصمُخُها صمْخاً، وهو ضربك العين بجمع يدك، ذكره بعقب: صمخت صماخه.

  وصَمَخ أَنْفَه: دقَّه؛ عن اللحياني.

  ويقال للعطشان: إِنه لَصادِي الصُّماخ.

  والصُّماخ: البئر القليلة الماء، وجمعه صُمُخ.

  والصَّمْخُ: كل ضربة أَثرت؛