لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 155 - الجزء 1

  ومَرُؤَ الطعامُ يَمْرُؤُ مَراءَةً، وليس بينهما فرق إلا اختلاف المصدرين.

  وكَتَب عمرُ بنُ الخطاب إلى أَبي موسى: خُذِ الناسَ بالعَرَبيَّةِ، فإِنه يَزيدُ في العَقْل ويُثْبِتُ المروءَةَ.

  وقيل للأَحْنَفِ: ما المُرُوءَةُ؟ فقال: العِفَّةُ والحِرْفةُ.

  وسئل آخَرُ عن المُروءَة، فقال: المُرُوءَة أَن لا تفعل في السِّرِّ أَمراً وأَنت تَسْتَحْيِي أَن تَفْعَلَه جَهْراً.

  وطعامٌ مَريءٌ هَنِيءٌ: حَمِيدُ المَغَبَّةِ بَيِّنُ المَرْأَةِ، على مثال تَمْرةٍ.

  وقد مَرُؤَ الطعامُ، ومَرَأَ: صار مَرِيئاً، وكذلك مَرِئَ الطعامُ كما تقول فَقُه وفَقِه، بضم القاف وكسرها؛ واسْتَمْرَأَه.

  وفي حديث الاستسقاء: اسقِنا غَيْثاً مَرِيئاً مَرِيعاً.

  يقال: مَرَأَني الطعامُ وأَمْرَأَني إذا لم يَثْقُل على المَعِدة وانْحَدَر عنها طَيِّباً.

  وفي حديث الشُّرْب: فإِنه أَهْنَأُ وأَمْرَأُ.

  وقالوا: هَنِئَنِي الطَّعامُ⁣(⁣١) ومَرِئَني وهَنَأَنِي ومَرَأَنِي، على الإِتْباعِ، إذا أَتْبَعُوها هَنَأَنِي قالوا مَرَأَنِي، فإذا أَفردوه عن هَنَأَنِي قالوا أَمْرَأَنِي، ولا يقال أَهْنَأَنِي.

  قال أَبو زيد: يقال أَمْرَأَنِي الطعامُ إِمْراءً، وهو طعامٌ مُمْرِئٌ، ومَرِئْتُ الطعامَ، بالكسر: اسْتَمْرأْتُه.

  وما كان مَرَيئاً ولقد مَرُؤَ.

  وهذا يُمْرِئُ الطعامَ.

  وقال ابن الأَعرابي: ما كان الطعامُ مَرِيئاً ولقد مَرَأَ، وما كان الرجلُ مَرِيئاً ولقد مَرُؤَ.

  وقال شمر عن أَصحابه: يقال مَرِئَ لي هذا الطعامُ مَراءَةً أَي اسْتَمْرَأْتُه، وهَنِئَ هذا الطعامُ، وأَكَلْنا من هذا الطعام حتى هَنِئْنا منه أَي شَبِعْنا، ومَرِئْتُ الطعامَ واسْتَمْرَأْته، وقَلَّما يَمْرَأُ لك الطعامُ.

  ويقال: ما لَكَ لا تَمْرَأُ أَي ما لَك لا تَطْعَمُ، وقد مَرَأْتُ أَي طَعِمْتُ.

  والمَرءُ: الإِطعامُ على بناء دار أَو تزويج.

  وكَلأٌ مَرِيءٌ: غير وَخِيمٍ.

  ومَرُؤَتِ الأَرضُ مَراءَةً، فهي مَرِيئةٌ: حَسُنَ هواءُها.

  والمَرِيءُ: مَجْرى الطعام والشَّراب، وهو رأْس المَعدة والكَرِش اللاصقُ بالحُلْقُوم الذي يجري فيه الطعام والشراب ويدخل فيه، والجمع: أَمْرِئةٌ ومُرُؤٌ، مَهموزة بوزن مُرُعٍ، مثل سَرِير وسُرُرٍ.

  أَبو عبيد: الشَّجْرُ ما لَصِقَ بالحُلْقُوم، والمَرِيءُ، بالهمز غير مُشدد.

  وفي حديث الأَحنَف: يأتينا في مثل مَرِيءِ نَعامٍ⁣(⁣٢).

  المَرِيءُ: مَجْرى الطَّعام والشَّراب من الحَلْق، ضَرَبه مثلاً لِضيق العَيْشِ وقلة الطَّعَام، وإنما خص النَّعام لدقةِ عُنُقِه، ويُستدلُّ به على ضِيق مَريئه.

  وأَصلُ المَريءِ: رأْسُ المَعِدة المُتَّصِلُ بالحُلْقُوم وبه يكون اسْتِمْراءُ الطعام.

  وتقول: هو مَرِيءُ الجَزُور والشاة للمتصل بالحُلْقوم الذي يجري فيه الطعامُ والشرابُ.

  قال أَبو منصور: أَقرأَني أَبو بكر الإِياديّ: المريءُ لأَبي عبيد، فهمزه بلا تشديد.

  قال: وأَقرأَني المنذري: المَريُّ لأَبي الهيثم، فلم يهمزه وشدَّد الياءَ.

  والمَرْءُ: الإِنسان.

  تقول: هذا مَرْءٌ، وكذلك في النصب والخفض تفتح الميم، هذا هو القياس.

  ومنهم من يضم الميم في الرفع ويفتحها في النصب ويكسرها


(١) قوله [هنئني الطعام الخ] كذا رسم في النسخ وشرح القاموس أيضاً.

(٢) قوله [يأتينا في مثل مريء الخ] كذا بالنسخ وهو لفظ النهاية والذي في الأساس يأتينا ما يأتينا في مثل مريء النعامة.