[فصل الميم]
  ومَرُؤَ الطعامُ يَمْرُؤُ مَراءَةً، وليس بينهما فرق إلا اختلاف المصدرين.
  وكَتَب عمرُ بنُ الخطاب إلى أَبي موسى: خُذِ الناسَ بالعَرَبيَّةِ، فإِنه يَزيدُ في العَقْل ويُثْبِتُ المروءَةَ.
  وقيل للأَحْنَفِ: ما المُرُوءَةُ؟ فقال: العِفَّةُ والحِرْفةُ.
  وسئل آخَرُ عن المُروءَة، فقال: المُرُوءَة أَن لا تفعل في السِّرِّ أَمراً وأَنت تَسْتَحْيِي أَن تَفْعَلَه جَهْراً.
  وطعامٌ مَريءٌ هَنِيءٌ: حَمِيدُ المَغَبَّةِ بَيِّنُ المَرْأَةِ، على مثال تَمْرةٍ.
  وقد مَرُؤَ الطعامُ، ومَرَأَ: صار مَرِيئاً، وكذلك مَرِئَ الطعامُ كما تقول فَقُه وفَقِه، بضم القاف وكسرها؛ واسْتَمْرَأَه.
  وفي حديث الاستسقاء: اسقِنا غَيْثاً مَرِيئاً مَرِيعاً.
  يقال: مَرَأَني الطعامُ وأَمْرَأَني إذا لم يَثْقُل على المَعِدة وانْحَدَر عنها طَيِّباً.
  وفي حديث الشُّرْب: فإِنه أَهْنَأُ وأَمْرَأُ.
  وقالوا: هَنِئَنِي الطَّعامُ(١) ومَرِئَني وهَنَأَنِي ومَرَأَنِي، على الإِتْباعِ، إذا أَتْبَعُوها هَنَأَنِي قالوا مَرَأَنِي، فإذا أَفردوه عن هَنَأَنِي قالوا أَمْرَأَنِي، ولا يقال أَهْنَأَنِي.
  قال أَبو زيد: يقال أَمْرَأَنِي الطعامُ إِمْراءً، وهو طعامٌ مُمْرِئٌ، ومَرِئْتُ الطعامَ، بالكسر: اسْتَمْرأْتُه.
  وما كان مَرَيئاً ولقد مَرُؤَ.
  وهذا يُمْرِئُ الطعامَ.
  وقال ابن الأَعرابي: ما كان الطعامُ مَرِيئاً ولقد مَرَأَ، وما كان الرجلُ مَرِيئاً ولقد مَرُؤَ.
  وقال شمر عن أَصحابه: يقال مَرِئَ لي هذا الطعامُ مَراءَةً أَي اسْتَمْرَأْتُه، وهَنِئَ هذا الطعامُ، وأَكَلْنا من هذا الطعام حتى هَنِئْنا منه أَي شَبِعْنا، ومَرِئْتُ الطعامَ واسْتَمْرَأْته، وقَلَّما يَمْرَأُ لك الطعامُ.
  ويقال: ما لَكَ لا تَمْرَأُ أَي ما لَك لا تَطْعَمُ، وقد مَرَأْتُ أَي طَعِمْتُ.
  والمَرءُ: الإِطعامُ على بناء دار أَو تزويج.
  وكَلأٌ مَرِيءٌ: غير وَخِيمٍ.
  ومَرُؤَتِ الأَرضُ مَراءَةً، فهي مَرِيئةٌ: حَسُنَ هواءُها.
  والمَرِيءُ: مَجْرى الطعام والشَّراب، وهو رأْس المَعدة والكَرِش اللاصقُ بالحُلْقُوم الذي يجري فيه الطعام والشراب ويدخل فيه، والجمع: أَمْرِئةٌ ومُرُؤٌ، مَهموزة بوزن مُرُعٍ، مثل سَرِير وسُرُرٍ.
  أَبو عبيد: الشَّجْرُ ما لَصِقَ بالحُلْقُوم، والمَرِيءُ، بالهمز غير مُشدد.
  وفي حديث الأَحنَف: يأتينا في مثل مَرِيءِ نَعامٍ(٢).
  المَرِيءُ: مَجْرى الطَّعام والشَّراب من الحَلْق، ضَرَبه مثلاً لِضيق العَيْشِ وقلة الطَّعَام، وإنما خص النَّعام لدقةِ عُنُقِه، ويُستدلُّ به على ضِيق مَريئه.
  وأَصلُ المَريءِ: رأْسُ المَعِدة المُتَّصِلُ بالحُلْقُوم وبه يكون اسْتِمْراءُ الطعام.
  وتقول: هو مَرِيءُ الجَزُور والشاة للمتصل بالحُلْقوم الذي يجري فيه الطعامُ والشرابُ.
  قال أَبو منصور: أَقرأَني أَبو بكر الإِياديّ: المريءُ لأَبي عبيد، فهمزه بلا تشديد.
  قال: وأَقرأَني المنذري: المَريُّ لأَبي الهيثم، فلم يهمزه وشدَّد الياءَ.
  والمَرْءُ: الإِنسان.
  تقول: هذا مَرْءٌ، وكذلك في النصب والخفض تفتح الميم، هذا هو القياس.
  ومنهم من يضم الميم في الرفع ويفتحها في النصب ويكسرها
(١) قوله [هنئني الطعام الخ] كذا رسم في النسخ وشرح القاموس أيضاً.
(٢) قوله [يأتينا في مثل مريء الخ] كذا بالنسخ وهو لفظ النهاية والذي في الأساس يأتينا ما يأتينا في مثل مريء النعامة.