لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 157 - الجزء 1

  هكذا أَنشده بِأَبْيَ، باسكان الباء الثانية وفتح الياء.

  والبصريون ينشدونه بِبَنْيَ امْرَؤٌ.

  قال أَبو بكر: فإِذا أَسقطت العرب من امرئٍ الأَلف فلها في تعريبه مذهبان: أَحدهما التعريب من مكانين، والآخر التعريب من مكان واحد، فإذا عَرَّبُوه من مكانين قالوا: قام مُرْءٌ وضربت مَرْءًا ومررت بمِرْءٍ؛ ومنهم من يقول: قام مَرءٌ وضربت مَرْءًا ومررت بمَرْءٍ.

  قال: ونَزَلَ القرآنُ بتعْريبِه من مكان واحد.

  قال اللَّه تعالى: يَحُول بين المَرْءِ وقَلْبِه، على فتح الميم.

  الجوهري المرءُ: الرجل، تقول: هذا مَرْءٌ صالحٌ، ومررت بِمَرْءٍ صالحٍ ورأَيت مَرْءًا صالحاً.

  قال: وضم الميم لغة، تقول: هذا مُرْؤٌ ورأَيت مُرْءًا ومررت بمُرْءٍ، وتقول: هذا مُرْءٌ ورأَيت مَرْءًا ومررت بِمِرْءٍ، مُعْرَباً من مكانين.

  قال: وإن صغرت أَسقطت أَلِف الوصل فقلت: مُرَيْءٌ ومُرَيْئةٌ، وربما سموا الذئب امْرَأً، وذكر يونس أَن قول الشاعر:

  وأَنتَ امْرُؤٌ تَعْدُو على كلِّ غِرَّةٍ ... فتُخْطِئُ فيها، مرَّةً، وتُصِيبُ

  يعني به الذئب.

  وقالت امرأَة من العرب: أَنا امْرُؤٌ لا أُخْبِرُ السِّرَّ.

  والنسبة إلى امْرِئٍ مَرَئِيٌّ، بفتح الراء، ومنه المَرَئِيُّ الشاعر.

  وكذلك النسبة إلى امْرِئِ القَيْس، وإِن شئت امْرِئِيٌّ.

  وامْرؤُ القيس من أَسمائهم، وقد غلب على القبيلة، والإِضافةُ إليه امْرِئيّ، وهو من القسم الذي وقعت فيه الإِضافة إلى الأَول دون الثاني، لأَن امْرَأَ لم يضف إلى اسم علم في كلامهم إلَّا في قولهم امرؤُ القيس.

  وأَما الذين قالوا: مَرَئِيٌّ، فكأَنهم أَضافوا إلى مَرْءٍ، فكان قياسه على ذلك مَرْئِيٌّ، ولكنه نادرٌ مَعْدُولُ النسب.

  قال ذو الرمة:

  إذا المَرَئِيُّ شَبَّ له بناتٌ ... عَقَدْنَ برأْسِه إبَةً وعارَا

  والمَرْآةُ: مصدر الشيء المَرْئِيِّ.

  التهذيب: وجمع المَرْآةِ مَراءٍ، بوزن مَراعٍ.

  قال: والعوامُّ يقولون في جمع المَرْآةِ مَرايا.

  قال: وهو خطأٌ.

  ومَرْأَةُ: قرية.

  قال ذو الرمة:

  فلما دَخَلْنا جَوْفَ مَرْأَةَ غُلِّقَتْ ... دساكِرُ، لم تُرْفَعْ، لخَيْرٍ، ظلالُها

  وقد قيل: هي قرية هشام المَرئِيِّ.

  وأَما قوله في الحديث: لا يَتَمَرْأَى أَحدُكم في الدنيا، أَي لا يَنْظُرُ فيها، وهو يَتَمَفْعَلُ من الرُّؤْية، والميم زائدة.

  وفي رواية: لا يَتَمَرَّأُ أَحدُكم بالدنيا، مِن الشيء المَرِيءِ.

  مسأ: مَسَأَ يَمْسَأُ مَسْأً ومُسُوءًا: مَجَنَ، والماسِئُ: الماجِنُ.

  ومَسْءُ الطريقِ: وَسَطُه.

  ومَسَأَ مَسْأً: مَرَنَ على الشيءِ.

  ومَسَأَ: أَبْطَأَ.

  ومَسَأَ بينهم مَسْأً ومُسُوءًا: حَرَّش.

  أَبو عبيد عن الأَصمعي: الماسُ، خفيف غير مهموز، وهو الذي لا يلتفِتُ إلى مَوْعِظةِ أَحد، ولا يَقبل قَوْلَه.

  يقال: رجل ماسٌ، وما أَمْساه.

  قال أَبو منصور: كأَنه مقلوب، كما قالوا هارٌ وهارٍ وهائرٌ.

  قال أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون الماسُ في الأَصل ماسِئاً، وهو مهموز في الأَصل.

  مطأ: ابن الفرج: سمعت الباهِلِيِّين تقول: مَطا الرجُلُ المرأَةَ ومَطَأَها، بالهمز، أَي وَطِئَها.

  قال أَبو منصور: وشَطَأَها، بالشين، بهذا المعنى لغة.