لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 159 - الجزء 3

  كأَنه جَناح؛ وفي التهذيب: الحَيْد ما شخَص من الجبل واعوجَّ.

  يقال: جبل ذو حُيود وأَحياد إِذا كانت له حروف ناتئة في أَعراضه لا في أَعاليه.

  وحُيود القرن: ما تلوى منه.

  وقرن ذو حِيَد أَي ذو أَنابيب ملتوية.

  ويقال: هذا نِدُّه ونَدِيدُه وبِدُّه وبَدِيدُه وحَيْدُه وحِيدُه أَي مثله.

  وحايدَه مُحايدة: جانبه.

  وكل ضلع شديدة الاعوجاج: حَيْد، وكذلك من العظم، وجمعه حُيود.

  والحِيَد والحُيُود: حروف قرن الوعل، وأَنشد بيت مالك بن خالد الخُناعي.

  وحاد عن الشيءِ يَحِيد حَيْداً وحَيَداناً ومَحِيداً وحَيْدُودة: مال عنه وعدل؛ الأَخيرة عن اللحياني؛ قال:

  يَحِيدُ حذارَ الموت من كل رَوْعة ... ولا بُدَّ من موت إِذا كان أَو قَتْلِ

  وفي الحديث: أَنه ركب فرساً فمرَّ بشجرة فطار منها طائر فحادت فَنَدَرَ عنها؛ حاد عن الطريق والشيء يَحِيدُ إِذا عدل؛ أَراد أَنها نفرت وتركت الجادَّة.

  وفي كلام علي، كرّم الله وجهه، يذم الدنيا: هي الجَحُود الكَنود الحَيود المَيُود، وهذا البناء من أَبنية المبالغة.

  الأَزهري: والرجل يحيد عن الشيء إِذا صدَّ عنه خوفاً وأَنفة، ومصدره حُيودة وحَيَدانٌ وحَيْدٌ؛ وما لَك مَحِيد عن ذلك.

  وحُيود البعير: مثل الوركين والساقين؛ قال أَبو النجم يصف فحلًا:

  يَقودُها صافي الحُيودِ هَجْرَعُ ... مُعْتدِلٌ في ضَبْرِه هَجَنَّعُ

  أَي يقود الإِبل فحل هذه صفته.

  ويقال: اشتكت الشاة حَيَداً إِذا نَشِبَ ولدها فلم يسهل مخرجه.

  ويقال: في هذا العود حُيود وحُرود أَي عُجَرٌ.

  ويقال: قدّ فلان السير فحرَّده وحَيَّده إِذا جعل فيه حُيوداً.

  الجوهري في قوله حاد عن الشيءِ حَيْدُودة، قال: أَصل حَيْدُودة حَيَدودة، بتحريك الياء، فسكنت لأَنه ليس في الكلام فَعْلُول غيرُ صَعْفوق.

  وقولهم: حِيدِي حَيادِ هو كقولهم: فِيحِي فَيَاحِ؛ وفي خطبة عليّ، كرَّم الله وجهه: فإِذا جاء القتال قلتم: حِيدِي حَيادِ؛ حِيدي أَي ميلي وحَياد بوزن قَطَامِ، هو من ذلك، مثل فيحِي فَياح أَي اتسعي، وفياح: اسم للغارة.

  والحَيْدَة: العقدة في قَرْن الوعِل، والجمع حُيود.

  والحَيْدان: ما حاد من الحصى عن قوائم الدابة في السير، وأَورده الأَزهري في حدر وقال الحيدار، واستشهد عليه ببيت لابن مقبل وسنذكره.

  والحَيَدى: الذي يَحيد.

  وحمار حَيَدى أَي يحيد عن ظله لنشاطه.

  ويقال: كثير الحيود عن الشيء، ولم يجئ في نعوت المذكر شيء على فَعَلى غيره؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:

  أَو آصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه ... حَزابِيَةٍ حَيَدى بالدِّحال

  المعنى: أَنه يحمي نفسه من الرماة؛ قال ابن جني: جاء بِحَيَدى للمذكر، قال: وقد حكى غيره رجل دَلَظَى للشديد الدفع إِلا أَنه قد روى موضع حيدى حَيِّد، فيجوز أَن يكون هكذا رواه الأَصمعي لا حَيَدى؛ وكذلك أَتان حَيَدى؛ عن ابن الأَعرابي.

  سيبويه: حادانُ فَعلانُ منه ذهب به إِلى الصفة، اعتلت ياؤه لأَنهم جعلوا الزيادة في آخره بمنزلة ما في آخره الهاء وجعلوه معتلاً كاعتلاله ولا زيادة فيه، وإِلا فقد كان حكمه أَن يصح كما صح الجَوَلان؛ قال الأَصمعي: لا أَسمع فَعَلى إِلا في المؤنث إِلا في قول