لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 174 - الجزء 3

  لا يَعْدَمُ السائلون الخيرَ أَفْعَلُه ... إِمَّا نَوالًا، وإِمَّا حُسْنَ مَرْدودِ

  وقوله في الحديث: رُدُّوا السائل ولو بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ أَي أَعطوه ولو ظلفاً محرقاً.

  ولم يُرِدْ رَدَّ الحِرْمان والمنع كقولك سَلَّم فردَّ عليه أَي أَجابه.

  وفي حديث آخر: لا تردوا السائل ولو بِظِلفٍ أَي لا تردّوه ردَّ حرمات بلا شيء ولو أَنه ظلف؛ وقول عروة بن الورد:

  وزَوَّد خيراً مالكاً، إِنَّ مالكاً ... له رَدَّةٌ فينا، إِذا القوم زُهَّدُ

  قال شمر: الرَّدَّةُ العَطْفَة عليهم والرغبة فيهم.

  وردَّده ترديداً وتَرْداداً فتردد.

  ورجل مُردِّدٌ: حائر بائر.

  وفي حديث الفتن: ويكون عند ذلكم القتال رَدَّةٌ شديدة، وهو بالفتح، أَي عطفة قوية.

  وبحر مُرِدٌّ أَي كثير الموج.

  ورجل مُرِدٌّ أَي شَبِق.

  والارتداد: الرجوع، ومنه المُرْتَدّ.

  واستردَّه الشيء: سأَله أَن يَرُدَّه عليه.

  والرِّدِّيدَى: الرد.

  وتَرَدَّدَ وتَرادَّ: تراجع.

  وما فيه رِدِّيدَى أَي احتباس ولا تَرْداد.

  وروي عن عمر بن عبد العزيز أَنه قال: لا رِدِّيدَى في الصدقة؛ يقول لا تردّ، المعنى أَن الصدقة لا تؤْخذ في السنة مرتين لقوله، #: لا ثِنى في الصدقة.

  أَبو عبيد: الرِّدِّيدَى من الردِّ في الشيء.

  ورِدِّيدَى، بالكسر والتشديد والقصر: مصدر من رد يرد كالقَتِّيتي والخِصِّيصى.

  والرِّدُّ: الظهر والحَمُولة من الإِبل؛ قال أَبو منصور: سميت رِدّاً لأَنها تُردُّ من مرتعها إِلى الدار يوم الظعن؛ قال زهير:

  رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيِّ، فاحتُمِلوا ... إِلى الظَّهيرَةِ، أَمرٌ بينهم لَبِكُ

  ورادَّه الشيءَ أَي رده عليه.

  وهما يتَرادَّان البيعَ: من الرد والفسخ.

  وهذا الأَمر أَرَدُّ عليه أَي أَنفع له.

  وهذا الأَمر لا رادَّة له أَي لا فائدة له ولا رجوع.

  وفي حديث أَبي إِدريسَ الخولاني: قال لمعاوية إِن كان دَاوَى مَرْضاها ورَدَّ أُولاها على أُخْراها أَي إِذا تقدمت أَوائلها وتباعدت عن الأَواخر، لم يَدَعْها تتفرق، ولكن يحبس المتقدمة حتى تصل إِليها المتأَخرة.

  ورجلٌ مُتردِّد: مجتمع قصير ليس بِسَبْطِ الخَلْقِ.

  وفي صفته، : ليس بالطويل البائن ولا القصير المتردِّد أَي المتناهي في القصر، كأَنه تردد بعض خْلَقه على بعض وتداخلت أَجزاؤُه.

  وعُضْو رِدِّيدٌ: مكتز مجتمع، قال أبو خراش:

  تَخاطَفه الحُتُوفُ فَهُوَّ جَوْنٌ ... كِنازُ اللحْمِ، فائلُه رَدِيدُ

  والرَّدَد والرِّدَّة: أَن تشرب الإِبل الماء عَلَلاً فترتد الأَلبان في ضروعها.

  وكل حامل دنت ولادتها فعظم بطنها وضرعها: مُرِدّ.

  والرِّدَّة: أَن يُشْرِقَ ضرع الناقة ويقع فيه اللبن، وقد أَردّتْ.

  الكسائي: ناقة مُرْمِدٌ على مثال مُكرِم، ومُرِدٌّ مثال مُقِل إِذا أَشْرَقَ ضرعها ووقع فيه اللبن.

  وأَردّت الناقة: بركت على نَدًى فَورِم ضرعها وحياؤها، وقيل: هو ورم الحياء من الضَّبَعَة، وقيل: أَرَدَّتِ الناقة وهي مُردّ وَرمت أَرفاغها وحياؤها من شرب الماء.

  والرَّدَدُ والرَّدَّة: ورم يصيبها في أَخلافها، وقيل: ورمها من الحَفْل.

  الجوهري: الرِّدَّة امتلاء الضرع من اللبن قبل النتاج؛ عن الأَصمعي؛ وأَنشد لأَبي النجم:

  تَمْشِي من الرِّدَّة مَشْيَ الحِفَّل ... مَشْيَ الرَّوايا بالمَزادِ المُثْقِل

  ويروى بالمزاد الأَثقل، وتقول منه: أَردَّتِ الشاة