لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 223 - الجزء 3

  هذا جيب بَّكر فأَغموا مع الفتحة، كما قالوا هذا سعيد دَّاود، وقالوا شيبان وقيس عيلان فأَمالوا كما أَمالوا سِيحان وتِيحان، وقال الأَحفش بعد أَن خصص كيفية السناد: أَما ما سمعت من العرب في السناد فإِنهم يجعلونه كل فساد في آخر الشعر ولا يحدّون في ذلك شيئاً وهو عندهم عيب، قال: ولا أَعلم إِلَّا أَني قد سمعت بعضهم يجعل الإِقواءَ سناداً؛ وقد قال الشاعر:

  فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتحْريدُ

  فجعل السناد غير الإِقْواء وجعله عيباً.

  قال ابن جني: وجه ما قاله أَبو الحسن أَنه إِذا كان الأَصل السِّناد إِنما هو لأَن البيت المخالف لبقية الأَبيات كالمسند إِليها لم يمتنع أَن يشيع ذلك في كل فساد في آخر البيت فيسمى به، كما أَن القائم لما كان إِنما سمي بهذا الاسم لمكان قيامه لم يمتنع أَن يسمى كل من حدث عنه القيام قائماً؛ قال: ووجه من خص بعض عيوب القافية بالسناد أَنه جار مجرى الاشتقاق، والاشتقاق على ما قدمناه غير مقيس، إِنما يستعمل بحيث وضع إِلَّا أَن يكون اسم فاعل أَو مفعول على ما ثبت في ضارب ومضروب؛ قال وقوله:

  فيه سناد وإِقواءٌ وتحريد

  الظاهر منه ما قاله الأَخفش من أَن السناد غير الإِقواء لعطفه إِياه عليه، وليس ممتنعاً في القياس أَن يكون السناد يعني به هذا الشاعرُ الإِقواءَ نفْسَه، إِلَّا أَنه عطف الإِقواءَ على السناد لاختلاف لفظيهما كقول الحطيئة:

  وهِنْد أَتى مِن دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ

  قال: ومثله كثير.

  قال: وقول سيبويه هذا باب المُسْنَد والمُسْنَد إِليه؛ المسند هو الجزء الأَول من الجملة، والمسند إِليه الجزء الثاني منها، والهاء من إِليه تعود على اللام في المسند الأَول، واللام في قوله والمسند إِليه وهو الجزءُ الثاني يعود عليها ضمير مرفوع في نفس المسند، لأَنه أُقيم مُقام الفاعل، فإِن أَكدت ذلك الضمير قلت: هذا باب المُسْنَدِ والمُسْنَدِ هُو إِليه.

  قال الخليل: الكلام سَنَدٌ ومُسْنَدٌ، فالسَّنَدُ كقولك⁣(⁣١).

  عبد الله رجل صالح، فعبد الله سَنَدٌ، ورجل صالح مُسْنَدٌ إِليه؛ التهذيب في ترجمة قسم قال الرياشي: أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم:

  تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِن لَحْم ... تحتَ الذُّنابى، في مكانٍ سُخْن

  قال: ويسمى هذا السناد.

  قال الفراءُ: سمى الدال والجيم الإِجادة؛ رواه عن الخليل.

  الكسائي: رجل سِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوةٌ وهو الخفيفُ؛ وقال الفراءُ: هي من النُّوق الجريئَة.

  أَبو سعيد: السِّنْدَأْوَةُ خِرْقَة تكون وقايَةً تحت العمامة من الدُّهْن.

  والأَسْنادُ: شجر.

  والسَّندانُ: الصَّلاءَةُ.

  والسِّنْدُ: جِيل معروف، والجمع سُنودٌ وأَسْنادٌ.

  وسِنْدٌ: بلادٌ، تقول سِنْديٌّ للواحد وسِندٌ للجماعة، مثل زِنجيٍّ وزِنْجٍ.

  والمُسَنَّدَةُ والمِسْنَديَّةُ: ضَرْب من الثياب.

  وفي حديث عائشة، ^: أَنه رأَى عليها أَربعة أَثواب سَنَد؛ قيل: هو نوع من البرود اليمانِية وفيه لغتان: سَنَدٌ وسَنْد، والجمع أَسناد.

  وسَنْدادٌ: موضع.

  والسَّنَدُ: بلد معروف في البادية؛ ومنه قوله:

  يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ

  والعَلياءُ: اسم بلد آخر.

  وسِنداد: اسم نهر؛ ومنه


(١) قوله [فالسند كقولك الخ] كذا بالأَصل المعوّل عليه ولعل الأَحسن سقوط فالسند أَو زيادة والمسند.