[فصل السين المهملة]
  وخِصْبٌ لا شِصْبٌ، وإِنما أَرادت عائشة، ^، أَن تبالغ في شدة الحال وتَنْتَهيَ في ذلك بأَن لا يكون معها إِلا الحرة والليل أَذْهَبَ في سوء الحال من وجود التمر والماء؛ قال طرفة:
  أَلا إِنني شَرِبتُ أَسوَدَ حالِكاً ... أَلا بَجَلي من الشرابِ، أَلا بَجَلْ
  قال: أَراد الماء؛ قال شَمِرٌ: وقيل أَراد سُقِيتُ سُمَّ أَسوَدَ.
  قال الأَصمعي والأَحمر: الأَسودان الماء والتمر، وإِنما الأَسود التمر دون الماءِ وهو الغالب على تمر المدينة، فأُضيف الماءُ إِليه ونعتا جميعاً بنعت واحد إِتباعاً، والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان يُسَمَّيان معاً بالاسم الأَشهر منهما كما قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر، والقمران للشمس والقمر.
  والوَطْأَة السَّوْداءُ: الدارسة، والحمراء: الجديدة.
  وما ذقت عنده من سُوَيْدٍ قَطْرَةً، وما سقاهم من سُوَيْدٍ قَطْرةً، وهو الماءُ نفسه لا يستعمل كذا إِلا في النفي.
  ويقال للأَعداءِ: سُودُ الأَكباد؛ قال:
  فما أَجْشَمْتُ من إِتْيان قوم ... هم الأَعداءُ فالأَكبادُ سُودُ
  ويقال للأَعداء: صُهْبُ السِّبال وسود الأَكباد، وإِن لم يكونوا كذلك فكذلك يقال لهم.
  وسَواد القلب وسَوادِيُّه وأَسْوَده وسَوْداؤُه: حَبَّتُه، وقيل: دمه.
  يقال: رميته فأَصبت سواد قلبه؛ وإِذا صَغَّروه ردّوه إِلى سُوَيْداء، ولا يقولون سَوْداء قَلْبه، كما يقولون حَلَّق الطائر في كبد السماء وفي كُبَيْد السماء.
  وفي الحديث: فأَمر بسواد البَطن فشُوِيَ له الكبد.
  والسُّوَيْداءُ: الاسْت.
  والسَّوَيْداء: حبة الشُّونيز؛ قال ابن الأَعرابي: الصواب الشِّينِيز.
  قال: كذلك تقول العرب.
  وقال بعضهم: عنى به الحبة الخضراء لأَن العرب تسمي الأَسود أَخضر والأَخضر أَسود.
  وفي الحديث: ما من داءٍ إِلا في الحبة السوداءِ له شفاء إِلا السام؛ أَراد به الشونيز.
  والسَّوْدُ: سَفْحٌ من الجبل مُسْتَدِقٌّ في الأَرض خَشِنٌ أَسود، والجمع أَسوادٌ، والقِطْعَةُ منه سَوْدةٌ وبها سميت المرأَة سَوْدَةَ.
  الليث: السَّوْدُ سَفْحٌ مستو بالأَرض كثير الحجارة خشنها، والغالب عليها أَلوان السواد وقلما يكون إِلا عند جبل فيه مَعْدِن؛ والسَّود، بفتح السين وسكون الواو، في شعر خداش بن زهير:
  لهم حَبَقٌ، والسَّوْدُ بيني وبينهم ... يدي لكُمُ، والزائراتِ المُحَصَّبا
  هو جبال قيس؛ قال ابن بري: رواه الجرميُّ يدي لكم، بإِسكان الياءِ على الإِفراد وقال: معناه يدي لكم رهن بالوفاءِ، ورواه غيره يُديَّ لكم جمع يد، كما قال الشاعر:
  فلن أَذكُرَ النُّعمانَ إِلا بصالح ... فإِن له عندي يُدِيّاً وأَنعُما
  ورواه أَبو شريك وغيره: يَديّ بكم مثنى بالياءِ بدل اللام، قال: وهو الأَكثر في الرواية أَي أَوقع الله يديّ بكم.
  وفي حديث أَبي مجلز: وخرج إِلى الجمعة وفي الطريق عَذِرات يابسة فجعل يتخطاها ويقول: ما هذه الأَسْوَدات؟ هي جمع سَوْداتٍ، وسَوْداتٌ جمع سودةٍ، وهي القِطعة من الأَرض فيها حجارة سُودٌ خَشِنَةٌ، شَبَّه العَذِرةَ اليابسة بالحجارة السود.
  والسَّوادِيُّ: السُّهْريزُ.
  والسُّوادُ: وجَع يأْخُذُ الكبد من أَكل التمر وربما