لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 238 - الجزء 3

  المسجدَ ومُجالَسة رسول الله، ، فلما طال ذلك عليّ تَحَيّنْتُ ساعةَ خَلْوَةِ المسجد ثم أَتيت المسجد فجعلت أُصلي، فخرج رسول الله، ، من بعض حُجَرِه فجاء فصلى ركعتين خفيفتين وطوّلت الصلاة رجاءَ أَن يذهبَ ويدَعَني، فقال: طوِّلْ يا أَبا عبد الله ما شئت فلستُ بقائم حتى تنصرف، فقلت: والله لأَعتذرن إِليه، فانصرفت، فقال: السلام عليكم أَبا عبد الله ما فعل شِرادُ الجمل؟ فقلت: والذي بعثك بالحق ما شَرَدَ ذلك الجمل مُنْذُ أَسلمت، فقال: رحمك الله مرتين أَو ثلاثاً ثم أَمسك عني فلم يعد.

  والشَّريدُ: البقية من الشيء.

  ويقال: في إِداواهُمْ شَريدٌ من ماء أَي بقية.

  وأَبْقَتِ السَّنَةُ عليهم شَرائِدَ من أَموالهم أَي بقايا، فإِما أَن يكون شَرائِدُ جمع شَريد على غير قياس كَفيلٍ⁣(⁣١) وأَفائِلَ، وإِما أَن يكون شَريدَةٌ لغة في شَريد.

  وبنو الشَّريدِ: حَيٌّ، منهم صخر أَخو الخنساء؛ وفيهم يقول:

  أَبَعْدَ ابنِ عَمْرٍو من آلِ الشَّريدِ ... حَلَّتْ به الأَرضُ أَثْقالَها

  وبنو الشَّريدِ: بَطْنٌ مِنْ سُلَيْم.

  شعبد: المُشَعْبِدُ: الهازِيءُ كالمُشَعْوِذ.

  شقد: الليث: الشِّقْدَةُ حَشِيشَةٌ كثيرة اللبن والإِهالة كالقِشْدَةِ، إِما مقلوبة وإِما لغة.

  قال الأَزهري: لم أَسمع الشقدة لغير الليث، قال: وكأَنه في الأَصل القِشْدَة والقِلْدَة.

  شكد: الشُّكْدُ، بالضم: العَطاءُ، وبالفتح: المصدر، شَكَدَه يَشْكُدُه شَكْداً: أَعطاه أَو منحه، وأَشْكَدَ لغة؛ قال ابن سيده: وليست بالعالية؛ قال ثعلب: العرب تقول منا من يَشْكُدُ ويَشْكُمُ، والاسم الشُّكْد وجمعه أَشْكادٌ.

  والشُّكْدُ: ما يُزَوَّدُه الإِنسان من لبن أَو أَقط أَو سمن أَو تمر فيخرج به من منازلهم.

  وجاء يَسْتَشْكِدُ أَي يطلب الشُّكْدَ.

  وأَشْكَدَ الرجلَ: أَطْعمه أَو سقاه من اللبن بعد أَن يكون موضوعاً.

  والشُّكْدُ: ما كان موضوعاً في البيت من الطعام والشراب.

  والشُّكْدُ: ما يعطى من التمر عند صرامه، ومن البر عند حَصادِه، والفِعْلُ كالفِعْل.

  والشُّكْدُ: الجزاء.

  والشُّكْدُ: كالشُّكْرِ، يمانية.

  يقال: إِنه لشاكر شاكد.

  قال: والشُّكْد بلغتهم أَيضاً ما أَعْطَيْتَ من الكُدْس عند الكيل، ومن الحُزُم عند الحَصْدِ.

  يقال: جاء يَسْتَشْكِدُني فأَشْكَدْتُه.

  ابن الأَعرابي: أَشْكَدَ الرجلُ إِذا اقْتَنَى رديءَ المالِ؛ وكذلك أَسْوَكَ وأَكْوَسَ وأَقْمَزَ وأَغْمَزَ.

  شمعد: الأَزهري: اسْمَعَدَّ الرجلُ واشْمَعَدَّ إِذا امتلأَ غضباً، وكذلك اسْمَعَطَّ واشْمَعَطَّ، ويقال ذلك في ذكر الرجل إِذا اتْمَهَلَّ.

  شمهد: الشَّمْهَدُ من الكلام: الخَفيفُ؛ وقيل: الحَديدُ؛ قال الطرماح يصف الكلاب:

  شَمْهَدٌ أَطْرافُ أَنْيابِها ... كمَنَاشيلِ طُهاةِ اللِّحام

  أَبو سعيد: كلبة شَمْهَدٌ أَي خَفِيفةٌ حَديدَةُ أطْراف الأَنْيابِ.

  والشَّمْهَدَةُ: التَّحْديدُ.

  يقال شَمْهَدَ حديدته إِذا رَقَّقَها وحَدَّدَها.

  شهد: من أَسماء الله ø: الشهيد.

  قال أَبو إِسحق: الشهيد من أَسماء الله الأَمين في شهادته.

  قال: وقيل الشهيدُ الذي لا يَغيب عن عِلْمه شيء.

  والشهيد:


(١) قوله [كفيل] كذا بالأَصل المعوّل عليه، ولعل الأَولى كأفيل بالهمز، وهو الفصيل من الإِبل كما في القاموس.