لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 169 - الجزء 1

  أَنه خرج هو وأَصحابه إلى الغزو، وأَنهم أَبعدوا المذهب.

  قال: وكذلك أَنشده الجوهري أَيضاً: غدونا، في فصل سرب.

  والسُّرْبة: المذهب، في هذا البيت.

  ونَسَأَ الإِبلَ نَسْأً: زاد في وِرْدِها وأَخَّرها عن وقته.

  ونَسَأَها: دَفَعها في السَّيْر وساقَها.

  ونَسَأْتُ في ظُمْءِ الإِبل أَنْسَؤُها نَسَأً إذا زِدْتَ في ظِمْئِها يوماً أَو يومين أَو أَكثر من ذلك.

  ونَسَأْتها أَيضاً عن الحوض إذا أَخَّرْتها عنه.

  والمِنْسَأَةُ: العَصا، يهمز ولا يهمز، يُنْسَأُ بها.

  وأَبدلوا إبدالاً كلياً فقالوا: مِنْساة، وأَصلها الهمز، ولكنها بدل لازم، حكاه سيبويه.

  وقد قُرئَ بهما جميعاً.

  قال الفرَّاءُ في قوله، ø: تأْكل مِنْسَأَتَه، هي العصا العظيمة التي تكون مع الراعي، يقال لها المُنْسأَة، أُخذت من نَسَأْتُ البعير أَي زَجَرْتُه لِيَزْداد سَيْرُه.

  قال أَبو طالب عمُّ سيدنا رسول اللَّه، ، في الهمز:

  أَمِنْ أَجْلِ حَبْلٍ، لا أَباكَ، ضَرَبْتَه ... بِمِنْسَأَةٍ، قد جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا

  هكذا أَنشد الجوهري منصوباً.

  قال: والصواب قد جاءَ حَبْلٌ بأَحْبُل، ويروى وأَحبلُ، بالرفع، ويروى قد جَرَّ حَبْلَكَ أَحْبُلُ، بتقديم المفعول.

  وبعده بأَبيات:

  هَلُمَّ إلى حُكْمِ ابن صَخْرةَ إِنَّه ... سَيَحْكُم فيما بَيْنَنا، ثمَّ يَعْدِلُ

  كما كان يَقْضي في أَمُورٍ تَنُوبُنا ... فيَعْمِدُ للأَمْرِ الجَمِيل، ويَفْصِلُ

  وقال الشاعر في ترك الهمز:

  إذا دَبَبْتَ على المِنْسَاةِ مِنْ هَرَمٍ ... فَقَدْ تَباعَدَ عَنْكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ

  ونَسَأَ الدابةَ والنّاقَةَ والإِبلَ يَنْسَؤُها نَسْأً: زَجَرَها وساقَها.

  قال:

  وعَنْسٍ، كأَلْواحِ الإِرانِ، نَسَأْتُها ... إذا قِيلَ للمَشْبُوبَتَيْنِ: هُما هُما

  المَشْبُوبتان: الشِّعْرَيانِ.

  وكذلك نَساها تَنْسِئةً: زجَرها وساقَها.

  وأَنشد الأَعشى:

  وما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايَةِ، شادِنٍ ... تُنَسِّئُ، في بَرْدِ الظِّلالِ، غَزالَها

  وخبر ما في البيت الذي بعده:

  بِأَحْسَنَ منها، يَوْمَ قامَ نَواعِمٌ ... فَأَنْكَرْنَ، لَمَّا واجَهَتْهُنَّ، حالَها

  ونَسَأَتِ الدَّابَّةُ والماشِيةُ تَنْسَأُ نَسْأً: سَمِنَتْ، وقيل هو بَدْءُ سِمَنِها حين يَنْبُتُ وَبَرُها بعد تَساقُطِه.

  يقال: جَرَى النَّسْءُ في الدَّوابِّ يعني السِّمَنَ.

  قال أَبو ذُؤَيْب يصف ظَبْيةً:

  به أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلَيْهِما ... فقد مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها

  أَبَلَتْ: جَزَأَتْ بالرُّطْبِ عن الماء.

  ومارَ: جَرَى.

  والنَّسْءُ: بَدْءُ السِّمَنِ.

  والاقْتِرَارُ: نِهايةُ سِمَنها عن أَكل اليَبِيسِ.

  وكلُّ سَمِينٍ ناسِئٌ.

  والنَّسْءُ، بالهمز، والنَّسِيءُ: اللبن الرقيق الكثير الماء.

  وفي التهذيب: المَمْذُوق بالماء.

  ونَسَأْتُه نَسْأً ونَسَأْتُه له ونَسَأْتُه إياه: خَلَطْته