لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 171 - الجزء 1

  نَشُو صِدْقٍ، ورأيت نَشا صِدقٍ، ومررت بِنَشِي صِدقٍ.

  وأَجْود من ذلك حذف الواو والأَلف والياء، لأَن قولهم يَسَلُ أَكثر من يَسأَلُ ومَسَلةٌ أَكثر من مَسْأَلة.

  أَبو عمرو: النَّشَأُ: أَحْداثُ الناس؛ غلامٌ ناشِئٌ وجارية ناشِئةٌ، والجمع نَشَأٌ.

  وقال شمر: نَشَأَ: ارْتَفَعَ.

  ابن الأَعرابي: الناشِئُ: الغلام الحَسَنُ الشابُّ.

  أَبو الهيثم: الناشئُ: الشابُّ حين نَشَأَ أَي بَلَغَ قامةَ الرجل.

  ويقال للشابِّ والشابَّة إذا كانوا كذلك: هم النَّشَأُ، يا هذا، والناشِئُونَ.

  وأَنشد بيت نصيب:

  لَقُلْتُ بنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغارُ

  وقال بعده: فالنَّشَأُ قد ارْتَفَعْنَ عن حَدِّ الصِّبا إلى الإِدْراك أَو قَرُبْنَ منه.

  نَشَأَتْ تَنَشَأُ نَشْأً، وأَنْشأَها اللَّه إنْشاءً.

  قال: وناشِئٌ ونَشَأٌ: جماعة مثل خادِم وخَدَمٍ.

  وقال ابن السكيت: النَّشَأُ الجوارِي الصِّغارُ في بيت نُصَيْب.

  وقوله تعالى: أَوَمن يُنَشَّأُ في الحِلْيةِ.

  قال الفرّاءُ: قرأً أَصحاب عبد اللَّه يُنَشَّأُ، وقرأَ عاصم وأَهل الحجاز يَنْشَأُ.

  قال: ومعناه أَنّ المشركين قالوا إنَّ الملائكةَ بناتُ اللَّه، تعالى اللَّه عَمّا افْتَرَوْا، فقال اللَّه، ø: أَخَصَصْتُم الرحمنَ بالبَناتِ وأَحَدُكم إذا وُلِدَ له بنتٌ يَسْوَدُّ وجهُه.

  قال: وكأَنه قال: أَوَمَن لا يُنَشَّأُ إلا في الحِلْيةِ، ولا بَيان له عند الخِصام، يعني البنات تجعلونَهنَّ للَّه وتَسْتَأْثِرُون بالبنين.

  والنَّشْئُ، بسكون الشين: صِغار الإِبل، عن كراع.

  وأَنْشَأَت الناقةُ، وهي مُنْشِءٌ: لَقِحَت، هذلية.

  ونَشَأَ السحابُ نَشْأً ونُشُوءاً: ارتفع وبَدَا، وذلك في أَوّل ما يَبْدأُ.

  ولهذا السحاب نَشْءٌ حَسَنٌ، يعني أَوَّل ظهوره.

  الأَصمعي: خرج السحابُ له نَشْئٌ حَسَنٌ وخَرج له خُروجٌ حسن، وذلك أَوَّلَ ما يَنْشَأُ، وأَنشد:

  إذا هَمَّ بالإِقْلاعِ هَمَّتْ به الصَّبا ... فَعاقَبَ نَشْءٌ بَعْدَها وخُروجُ

  وقيل: النَّشْءُ أَن تَرى السَّحابَ كالمُلاء المَنْشُور.

  والنَّشْءُ والنَّشِيءُ: أَوَّلُ ما يَنْشَأُ من السحاب ويَرْتَفِعُ، وقد أَنْشَأَه اللَّه.

  وفي التنزيل العزيز: ويُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ.

  وفي الحديث: إذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تَشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقةٌ.

  وفي الحديث: كان إذا رَأَى ناشِئاً في أَفُقِ السماءِ؛ أَي سَحاباً لم يَتكامَلِ اجتماعُه واصطحابُه.

  ومنه نَشَأَ الصبيُّ يَنْشَأُ، فهو ناشِئُ، إذا كَبِرَ وشَبَّ، ولم يَتكامَلْ.

  وأَنْشَاَ السَّحابُ يَمطُرُ: بَدَأَ.

  وأَنْشَأَ داراً: بَدَأَ بِناءَها.

  وقال ابن جني في تأْدِيةِ الأَمْثالِ على ما وُضِعَت عليه: يُؤَدَّى ذلك في كلِّ موضع على صورته التي أُنْشِئَ في مَبْدَئِه عليها، فاسْتَعْمَلَ الإِنْشَاءَ في العَرَضِ الذي هو الكلام.

  وأَنْشَأَ يَحْكِي حديثاً: جَعَل.

  وأَنْشَأَ يَفْعَلُ كذا ويقول كذا: ابتَدَأَ وأَقْبَلَ.

  وفلان يُنْشِئُ الأَحاديث أَي يضعُها.

  قال الليث: أَنْشَأَ فلان حديثاً أَي ابْتَدأَ حديثاً ورَفَعَه.

  ومنْ أَيْنَ أَنْشَأْتَ أَي خَرَجْتَ، عن ابن الأَعرابي.

  وأَنْشَأَ فلانٌ: أَقْبلَ.

  وأَنشد قول الراجز:

  مَكانَ مَنْ أَنْشَا على الرَّكائبِ

  أَراد أَنْشَأَ، فلم يَسْتَقِمْ له الشِّعرُ، فأَبدَل.

  ابن