لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 305 - الجزء 3

  وعَمِيدُ الأَمرِ: قِوامُه. والعميدُ: السَّيِّدُ المُعْتَمَدُ عليه في الأُمور أَو المعمود إِليه؛ قال:

  إِذا ما رأَتْ شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ ... إِلى رَمْلِها، والجُلْهُمِيُّ عَمِيدُها

  والجمع عُمَداءُ، وكذلك العُمْدَةُ، الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث فيه سواء.

  ويقال للقوم: أَنتم عُمْدَتُنا الذين يُعْتَمد عليهم.

  وعَمِيدُ القوم وعَمُودُهم: سيدهم.

  وفلان عُمْدَةُ قومه إِذا كانوا يعتمدونه فيما يَحْزُبُهم، وكذلك هو عُمْدتنا.

  والعَمِيدُ: سيد القوم؛ ومنه قول الأَعشى:

  حتى يَصِيرَ عَمِيدُ القومِ مُتَّكِئاً ... يَدْفَعُ بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ

  ويقال: استقامَ القومُ على عمود رأْيهم أَي على الوجه الذي يعتمدون عليه.

  واعتمد فلان ليلته إِذا ركبها يسري فيها؛ واعتمد فلان فلاناً في حاجته واعتمد عليه.

  والعَمِيدُ: الشديد الحزن.

  يقال: ما عَمَدَكَ؟ أَي ما أَحْزَنَك.

  والعَمِيدُ والمَعْمُودُ: المشعوف عِشْقاً، وقيل: الذي بلغ به الحب مَبْلَغاً.

  وقَلبٌ عَمِيدٌ: هدّه العشق وكسره.

  وعَمِيدُ الوجعِ: مكانه.

  وعَمِدَ البعَيرُ عَمَداً، فهو عَمِدٌ والأُنثى بالهاء: وَرِمَ سنَامُه من عَضِّ القَتَب والحِلْس وانْشدَخَ؛ قال لبيد يصف مطراً أَسال الأَودية:

  فَبَاتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْه ... مِنَ البَقَّارِ، كالعَمِدِ الثَّقَالِ

  قال الأَصمعي: يعني أَن السيل يركب جانبيه سحابٌ كالعَمِد أَي أَحاط به سحاب من نواحيه بالمطر، وقيل: هو أَن يكون السنام وارياً فَيُحْمَلَ عليه ثِقْلٌ فيكسره فيموت فيه شحمه فلا يستوي، وقيل: هو أَن يَرِمَ ظهر البعير مع الغُدَّةِ، وقيل: هو أَن ينشدخ السَّنَامُ انشداخاً، وذلك أَن يُرْكَب وعليه شحم كثير.

  والعَمِدُ: البعير الذي قد فَسَدَ سَنَامُه.

  قال: ومنه قيل رجل عَمِيدٌ ومَعْمُودٌ أَي بلغ الحب منه، شُبه بالسنام الذي انشدخ انشداخاً.

  وعَمِدَ البعيرُ إِذا انفضح داخلُ سَنَامِه من الركوب وظاهره صحيح، فهو بعير عَمِدٌ.

  وفي حديث عمر: أَنّ نادبته قالت: واعُمراه أَقام الأَودَ وشفى العَمَدَ.

  العمد، بالتحريك: ورَمٌ ودَبَرٌ يكون في الظهر، أَرادت به أَنه أَحسن السياسة؛ ومنه حديث عليّ: لله بلاء فلان فلقد قَوَّم الأَوَدَ ودَاوَى العَمَدَ؛ وفي حديثه الآخر: كم أُدارِيكم كما تُدارَى البِكارُ العَمِدَةُ؟ البِكار جمع بَكْر وهو الفَتيُّ من الإِبل، والعَمِدَةُ من العَمَدِ: الورَمِ والدَّبَرِ، وقيل: العَمِدَةُ التي كسرها ثقل حملها.

  والعِمْدَةُ: الموضع الذي ينتفخ من سنام البعير وغاربه.

  وقال النضر: عَمِدَتْ أَلْيَتَاه من الركوب، وهو أَن تَرِمَا وتَخْلَجَا.

  وعَمدْتُ الرَّجُلَ أَعْمِدُه عَمْداً إِذا⁣(⁣١) ضربته بالعمود.

  وعَمَدْتُه إِذا ضربت عمود بطنه.

  وعَمدَ الخُراجُ عَمَداً إِذا عُصرَ قبل أَن يَنْضَجَ فَوَرِمَ ولم تخرج بيضته، وهو الجرح العَمِدُ.

  وعَمِدَ الثَّرى يَعْمَدُ عَمَداً: بَلَّلَه المطر، فهو عَمِدٌ، تقَبَّضَ وتَجَعَّدَ ونَدِيَ وتراكب بعضه على بعض، فإِذا قبضت منه على شيء تَعَقَّدَ واجتمع من نُدُوَّته؛ قال الراعي يصف بقرة وحشية:

  حتى غَدَتْ في بياضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً ... رِيحَ المَباءَةِ تَخْدِي، والثَّرَى عَمِدُ


(١) قوله [أعمده عمداً إذا الخ] كذا ضبط بالأَصل ومقتضى صنيع القاموس أنه من باب كتب.