لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 307 - الجزء 3

  وأَنشد:

  فَقَامَ وَسْنَانَ ولم يُوَسَّدِ ... يَمْسَحُ عَيْنَيْه كَفِعلِ الأَرْمَدِ

  إِلى صَناعِ الرِّجْلِ خَرْقاءِ اليَدِ ... خَطَّارةٍ بالسَّبْسَبِ العَمَرَّدِ

  ويقال: العَمَرّدُ الشرِسُ الخُلُقِ القَوِيُّ.

  ويقال: فرس عَمَرَّد؛ قال المُعَذَّلُ بنُ عبد الله:

  من السُّحِّ جَوَّالًا، كأَنَّ غُلامَه ... يُصَرِّفُ سِبْداً في العِنانِ عَمَرَّدَا

  قوله من السح يريد من الخيل التي تَصُبُّ الجَرْي.

  والسِّبْدُ: الداهِيةُ.

  يقال: هو سِبدُ أَسْبادٍ.

  أَبو عمرو: شَأْوٌ عَمَرَّدٌ؛ قال عوف بن الأَحوص:

  ثارَتْ بِهِمْ قتلى حَنِيفَةَ، إِذْ أَبَتْ ... بِنِسْوَتِهِمْ إِلا النَّجاءَ العَمَرَّدَا

  والعَمَرَّدُ: الذئبُ الخبيثُ؛ قال جرير يصف فرساً:

  على سابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّه، بالضُّحَى ... إِذا عاد فيه الرَّكْضُ، سِيداً عَمَرَّدا

  قال أَبو عَدْنانَ: أَنشدتني امرأَة شدَّادٍ الكِلابية لأَبيها:

  على رِفَلٍّ ذِي فُضُولٍ أَقْوَدِ ... يَغْتَالُ نِسْعَيْه بِجَوْزٍ مُوفِدِ،

  صافي السَّبِيبِ سَلِبٍ عَمَرَّدِ

  فسأَلتها عن العَمَرَّد فقالت: النجيبةُ الرحيلُ من الإِبل، وقالت: الرحيل الذي يرتحله الرجل فيركبه.

  والعمرَّد: السير السريع الشديد؛ وأَنشد:

  فلم أَرَ لِلْهَمِّ المُنِيخِ كَرِحْلَةٍ ... يَحُثُّ بها القومُ النَّجاءَ العَمَرَّدا

  عند: قال الله تعالى: أَلْقِيا في جهنَّم كلَّ كَفَّارٍ عنيدٍ.

  قال قتادة: العنيدُ المُعْرِضُ عن طاعة الله تعالى.

  وقال تعالى: وخاب كلُّ جَبَّارٍ عَنيدٍ.

  عَنَدَ الرجلُ يَعْنُد عَنْداً وعُنُوداً وعَنَداً: عتا وطَغَا وجاوزَ قَدْرَه.

  ورجل عَنِيدٌ: عانِدٌ، وهو من التجبُّرِ.

  وفي خطبة أَبي بكر، ¥: وستَرَوْن بعدي مُلْكاً عَضُوضاً ومَلِكاً عَنوداً؛ العَنُودُ والعَنِيدُ بمعنىً وهما فَعِيلٌ وفَعُولٌ بمعنى فاعل أَو مُفاعَل.

  وفي حديث الدعاء: فَأَقْصِ الأَدْنَيْنَ على عُنُودِهِم عنك أَي مَيْلِهم وجَوْرِهِم.

  وعنَدَ عن الحق وعن الطريق يَعْنُدُ ويَعْنِدُ: مالَ.

  والمُعانَدَةُ والعِنادُ: أَن يَعْرِفَ الرجلُ الشيء فيأْباه ويميل عنه؛ وكان كفر أَبي طالب مُعاندة لأَنه عرف وأَقرَّ وأَنِفَ أَن يقال: تَبِعَ ابن أَخيه، فصار بذلك كافراً.

  وعانَدَ مُعانَدَةً أَي خالف وردَّ الحقَّ وهو يعرفه، فهو عَنِيدٌ وعانِدٌ.

  وفي الحديث: إِن الله جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني جَبَّاراً عنيداً؛ العنيد: الجائر عن القصد الباغي الذي يردّ الحق مع العلم به.

  وتعاند الخصمان: تجادلا.

  وعندَ عن الشيء والطريق يَعْنِدُ ويَعْنُدُ عُنُوداً، فهو عَنُود، وعَنِدَ عَنَداً: تَباعَدَ وعَدل.

  وناقة عَنُودٌ: لا تخالطُ الإِبل تَباعَدُ عن الإِبل فترعى ناحية أَبداً، والجمعُ عُنُدٌ وعانِدٌ وعانِدَةٌ، وجمعهما جميعاً عَوانِدُ وعُنَّدٌ؛ قال:

  إِذا رَحَلْتُ فاجْعَلوني وسَطَا ... إِني كَبيرٌ لا أُطِيقُ العُنَّدَا

  جمع بين الطاء والدال، وهو إِكفاءٌ.

  ويقال: هو يمشي وسَطاً لا عَنَداً.

  وفي حديث عمر يذكر سيرته يصف نفسه بالسياسة فقال: إِني أَنهَرُ اللَّفُوت وأَضُمُّ العَنُود وأُلْحُقُ القَطُوف وأَزْجُرُ العَرُوض؛ قال: العنود هو من