لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 356 - الجزء 3

  انقَصَدَتْ وتَقَصَّدَتْ.

  والقَصِيدُ: المُخُّ الغليظُ السمِينُ، واحدته قَصِيدَةٌ.

  وعَظْمٌ قَصِيدٌ: مُمخٌّ؛ أَنشد ثعلب:

  وهمْ تَرَكُوكمْ لا يُطَعَّمُ عَظْمُكُمْ ... هُزالًا، وكان العَظْمُ قبْلُ قَصِيدَا

  أَي مُمِخًّا، وإِن شئت قلت: أَراد ذا قَصِيدٍ أَي مُخٍّ.

  والقَصِيدَةُ: المُخَّةُ إِذا خرجت من العظم، وإِذا انفصلت من موضعها أَو خرجت قيل: انقَصَدَتْ.

  أَبو عبيدة: مُخٌّ قَصِيدٌ وقَصُودٌ وهو دون السمين وفوق المهزول.

  الليث: القَصِيدُ اليابس من اللحم؛ وأَنشد قول أَبي زبيد:

  وإِذا القَوْمُ كان زادُهُمُ اللحمَ ... قَصِيداً منه وغَيرَ قَصِيدِ

  وقيل: القَصِيدُ السمين ههنا.

  وسنام البعير إِذا سَمِنَ: قَصِيدٌ؛ قال المثقب:

  سَيُبْلِغُني أَجْلادُها وقَصِيدُهَا

  ابن شميل: القَصُودُ من الإِبل الجامِسُ المُخِّ، واسم المُخِّ الجامِس قَصِيدٌ.

  وناقة قَصِيدٌ وقصِيدَةٌ: سمينة ممتلئة جسيمة بها نِقْيٌ أَي مُخٌّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  وخَفَّتْ بَقايا النِّقْيِ إِلا قَصِيبَةً ... قَصِيدَ السُّلامى أَو لَمُوساً سَنامُها

  والقَصيدُ أَيضاً والقَصْدُ: اللحمُ اليابس؛ قال الأَخطل:

  وسيرُوا إِلى الأَرضِ التي قَدْ عَلِمْتُمُ ... يَكُنْ زادُكُمْ فيها قَصِيدُ الإِباعِرِ

  والقَصَدَةُ: العُنُقُ، والجمع أَقْصادٌ؛ عن كراع: وهذا نادر؛ قال ابن سيده: أَعني أَن يكون أَفعالٌ جمع فَعَلَةٍ إِلا على طرح الزائد والمعروف القَصَرَةُ والقِصَدُ والقَصَدُ والقَصْدُ؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة: كل ذلك مَشْرَةُ العِضاه وهي بَراعيمُها وما لانَ قبْلَ أَن يَعْسُوَ، وقد أَقصَدتِ العِضاه وقصَّدَتْ.

  قال أَبو حنيفة: القَصْدُ ينبت في الخريف إِذا بَرَدَ الليل من غير مَطَرٍ.

  والقَصِيدُ: المَشْرَةُ؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:

  ولا تَشْعفاها بالجِبالِ وتَحْمِيا ... عليها ظَلِيلاتٍ يَرِفُّ قَصِيدُها

  الليث: القَصَدُ مَشْرَةُ العِضاه أَيامَ الخَريفِ تخرج بعد القيظ الورق في العضاه أَغْصان رَطْبة غَضَّةٌ رِخاصٌ، فسمى كل واحدة منها قَصَدة.

  وقال ابن الأَعرابي: القَصَدَةُ من كل شجرة ذات شوك أَن يظهر نباتها أَوَّلَ ما ينبت.

  الأَصمعي: والإِقْصادُ القَتْل على كل حال؛ وقال الليث: هو القتل على المكان، يقال: عَضَّتْه حيَّةٌ فأَقْصَدَتْه.

  والإِقْصادُ: أَن تَضْرِبَ الشيءَ أَو تَرْمِيَه فيموتَ مكانه.

  وأَقصَد السهمُ أَي أَصاب فَقَتَلَ مكانَه.

  وأَقْصَدَتْه حية: قتلته؛ قال الأَخطل:

  فإِن كنْتِ قد أَقْصَدْتِني إِذْ رَمَيتِنِي ... بِسَهْمَيْكِ، فالرَّامي يَصِيدُ ولا يَدري

  أَي ولا يخْتُلُ.

  وفي حديث عليّ: وأَقْصَدَت بأَسْهُمِها؛ أَقْصَدْتُ الرجلَ إِذا طَعَنْتَه أَو رَمَيتَه بسهم فلم تُخْطئْ مَقاتلَه فهو مُقْصَد؛ وفي شعر حميد ابن ثور:

  أَصْبَحَ قَلْبي مِنْ سُلَيْمَى مُقْصَدا ... إِنْ خَطَأً منها وإِنْ تَعَمُّدا

  والمُقْصَدُ: الذي يَمْرَضُ ثم يموت سريعاً.

  وتَقَصَّدَ الكلبُ وغيره أَي مات؛ قال لبيد:

  فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ وضُرِّجَتْ ... بِدَمٍ، وغُودِرَ في المَكَرِّ سُحامُها