[فصل الهاء]
  وهَتْءٍ، على فَعْلٍ، وهَتْيٍ، بلا همز، وهِتاءٍ وهِيتاءٍ، ممدودان.
  ابن السكيت: ذهَب هِتْءٌ من الليل، وما بقيَ إلا هِتْءٌ، وما بَقيَ من غنمهم إلا هِتْءٌ، وهو أَقلُّ من الذَّاهبة.
  وفيها هَتَأٌ شديد، غير ممدود، وهُتُوءٌ، يريدُ شَقٌّ وخَرْقٌ.
  هجأ: هَجِئَ الرَّجُل هَجَأً: التَهبَ جُوعُه، وهَجَأَ جُوعُه هَجْأً وهُجُوءاً: سكن وذهَب.
  وهَجَأَ غَرَثِي يَهْجَأُ هَجْأً: سَكَنَ وذهَب وانْقَطَع.
  وهَجَأَه الطعامُ يَهْجَؤُه هَجْأً: مَلأَه، وهَجَأَ الطعامَ: أَكله.
  وأَهْجَأَ الطعامُ غَرَثِي: سكَّنه وقَطَعَه، إهْجاءً.
  قال:
  فأَخْزاهُمُ رَبِّي، ودَلَّ عَليْهِمُ ... وأَطْعَمَهُم من مَطْعَمٍ غَيْرِ مُهْجِئِ
  وهَجَأً الإِبلَ والغنمَ وأَهْجَأَها: كَفَّها لِتَرْعى.
  والهِجاءُ، ممدود: تَهْجِئَةُ الحرف.
  وتَهَجَّأْت الحرف وتهجيته، بهمز وتبديل.
  أَبو العباس: الهَجَأُ يُقصر ويهمز، وهو كلُّ ما كنت فيه، فانْقَطَع عنك.
  ومنه قول بشار، وقَصَره ولم يهمز، والأَصل الهمز:
  وقَضَيْتُ مِنْ وَرَقِ الشَّبابِ هَجاً ... مِنْ كُلِّ أَحْوَزَ راجِحٍ قَصَبُه
  وأَهْجَأْتُه حَقَّه وأَهْجَيْتُه حَقَّه إذا أَدّيته إليه.
  هدأ: هَدَأَ يَهْدَأُ هَدْءاً وهُدُوءاً: سَكَن، يكون في سكون الحركة والصّوْت وغيرهما.
  قال ابن هَرْمةَ:
  لَيْتَ السِّباعَ لنَا كانت مُجاوِرةً ... وأَنَّنا لا نَرَى، مِمَّنْ نَرَى، أَحَدا
  انَّ السِّباعَ لَتَهْدا عن فَرائِسها ... والناسُ ليس بهادٍ شَرُّهم أَبَدا
  أَراد لَتَهْدَأُ وبهادِئٍ، فأَبدل الهمزة إِبدالاً صحيحاً، وذلك أَنَّه جعلها ياءً، فأَلحق هادِياً برامٍ وسامٍ، وهذا عند سيبوبه إِنما يؤخذ سماعاً لا قياساً.
  ولو خففها تخفيفاً قياسياً لجعلها بين بين، فكان ذلك يكسر البيت والكسر لا يجوز، وإِنما يجوز الزِّحافُ.
  والاسم: الهَدْأَةُ، عن اللحياني.
  وأَهْدَأَه: سَكَّنه.
  وهَدَأَ عنه: سَكَنَ.
  أَبو الهيثم يقال: نَظَرْتُ إلى هَدْئِه، بالهمز، وهَدْيِه.
  قال: إِنما أَسقطوا الهمزة فجعلوا مكانها الياء، وأَصلها الهمز، من هَدَأَ يَهْدَأُ إِذا سكن.
  وأَتانا وقد هَدَأَتِ الرِّجْلُ أَي بعدَما سكَنَ الناسُ بالليل.
  وأَتانا بعدَما هَدَأَتِ الرِّجْلُ والعَيْنُ أَي سَكَنَتْ وسَكَنَ الناسُ بالليل.
  وهَدَأَ بالمكان: أَقام فسَكَن.
  ولا أَهْدَأَه اللَّه: لا أَسْكَنَ عَناءَه ونَصَبَه.
  وأَتانا وقد هَدَأَتِ العيونُ، وأَتانا هُدُوءاً إذا جاءَ بعد نَوْمةٍ.
  وأَتانا بعدَ هُدْءٍ من الليل وهَدْءٍ وهَدْأَةٍ وهَدِيءٍ، فَعِيلٍ، وهُدُوءٍ، فُعولٍ، أَي بعد هَزِيعٍ من الليل، ويكون هذا الأَخير مصدراً وجمعاً، أَي حين سكَن الناسُ.
  وقد هَدَأَ الليلُ، عن سيبويه، وبعدما هَدَأَ الناسُ أَي ناموا.
  وقيل: الهَدْءُ من أَوَّله إلى ثلثه، وذلك ابْتِداءُ سكُونه.
  وفي الحديث: إيَّاكُم والسَّمَرَ بعد هَدْأَةِ الرِّجْل.
  الهَدْأَةُ والهُدُوءُ: السكون عن الحركات، أَي بعدما يَسْكُنُ الناسُ عن المَشْي والاختِلافِ في الطُّرُقِ.
  وفي حديث سَوادِ بن قارِبٍ: جاءَني بعد هَدْءٍ من الليل أَي بعد طائفةٍ ذهَبَتْ منه.