[فصل اللام]
  مادَّة اللبن، فالمتروك في الضرع هو الداعِيَةُ، وما اجتمع إِليه فهو المادَّة، والأَعْرابُ مادَّةُ الاسلام.
  وقال الفراءُ في قوله ø: والبحر يَمُدُّه من بعده سبعة أَبحر؛ قال: تكون مِداداً كالمِدادِ الذي يُكتب به.
  والشيء إِذا مدَّ الشيء فكان زيادة فيه، فهو يَمُدُّه؛ تقول: دِجْلَةُ تَمُدُّ تَيَّارنا وأَنهارنا، والله يَمُدُّنا بها.
  وتقول: قد أَمْدَدْتُك بأَلف فَمُدَّ.
  ولا يقاس على هذا كل ما ورد.
  ومَدَدْنا القومَ: صِرْنا لهم أَنصاراً ومدَدَاً وأَمْدَدْناهم بغيرنا.
  وحكى اللحياني: أَمَدَّ الأَمير جنده بالحبل والرجال وأَعاثهم، وأَمَدَّهم بمال كثير وأَغائهم.
  قال: وقال بعضهم أَعطاهم، والأَول أَكثر.
  وفي التنزيل العزيز: وأَمْدَدْناهم بأَموال وبنين.
  والمَدَدُ: ما مدَّهم به أَو أَمَدَّهم؛ سيبويه، والجمع أَمْداد، قال: ولم يجاوزوا به هذا البناء، واستَمدَّه: طلَبَ منه مَدَداً.
  والمَدَدُ: العساكرُ التي تُلحَق بالمَغازي في سبيل الله.
  والإِمْدادُ: أَنْ يُرْسِلَ الرجل للرجل مَدَداً، تقول: أَمْدَدْنا فلاناً بجيش.
  قال الله تعالى: أَن يِمُدَّكم ربكم بخمسة آلاف.
  وقال في المال: أَيحْسَبونَ أَنَّما نَمُدُّهم به من مال وبنين؛ هكذا قرئ نِمُدُّهم، بضم النون.
  وقال: وأَمْدَدْناكم بأَموال وبنين، فالمَدَدُ ما أَمْدَدْتَ به قومك في حرْب أَو غير ذلك من طعام أَو أَعوان.
  وفي حديث أُويس: كان عمر، ¥، إِذا أَتَى أَمْدادُ أَهل اليمن سأَلهم: أَفيكم أُوَيْسُ بن عامر؟ الأَمداد: جمع مَدَد وهم الأَعوان والأَنصار الذين كانوا يَمُدُّون المسلمين في الجهاد.
  وفي حديث عوف بن مالك: خرجت مع زيد بن حارثه في غزوة مِؤْتُة ورافَقَني مَدَدِيٌّ من اليمن؛ وهو منسوب إلى المدَد.
  وقال يونس: ما كان من الخير فإِنك تقول أَمْدَدْته، وما كان من الشر فهو مدَدْت.
  وفي حديث عمر، ¥: هم أَصلُ العرب ومادَّة الإِسلام أَي الذين يُعِينونهم ويَكُثِّرُون جيوشهم ويُتَقَوَّى بزكاةِ أَموالهم.
  وكل ما أَعنت به قوماً في حرب أَو غيره، فهو مادَّة لهم.
  وفي حديث الرمي: مُنْبِلُه والمُمِدُّ به أَي الذي يقوم عند الرامي فيناوله سهماً بعد سهم، أَو يردّ عليه النَّبْلَ من الهَدَف.
  يقال: أَمَدَّه يُمِدُّه، فهو مُمِدٌّ.
  وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: قائل كلمةِ الزور والذي يَمُدُّ بحبلها في الإِثم سواءٌ؛ مَثَّل قائلها بالمائِح الذي يملأُ الدلو في أَسفل البئر، وحاكِيَها بالماتِحِ الذي يجذب الحبل على رأْس البئر ويَمُدُّه؛ ولهذا يقال: الروايةُ أَحد الكاذِبَيْنِ.
  والمِدادُ: النِّقْس.
  والمِدادُ: الذي يُكتب به وهو مما تقدم.
  قال شمر: كل شيء امتَلأَ وارتفع فقد مَدَّ؛ وأَمْدَدْتُه أَنا.
  ومَدَّ النهارُ إِذا ارتفع.
  ومَدَّ الدَّواةَ وأَمَدَّها: زاد في مائِها ونِقْسِها؛ ومَدَّها وأَمَدَّها: جعل فيها مِداداً، وكذلك مَدَّ القَلم وأَمَدَّه.
  واسْتَمَدَّ من الدواةِ: أَخذ منها مِداداً؛ والمَدُّ: الاستمدادُ منها، وقيل: هو أَن يَسْتَمِدَّ منها مَدّة واحدة؛ قال ابن الأَنباري: سمي المِدادُ مِداداً لإٌمداده الكاتِب، من قولهم أَمْدَدْت الجيش بمَدد؛ قال الأَخطل:
  رَأَوْا بارِقاتٍ بالأَكُفِّ كأَنّها ... مَصابيحُ سُرْجٌ، أُوقِدَتْ بِمِدادِ
  أَي بزيت يُمِدُّها.
  وأَمَدَّ الجُرْحُ يُمِدُّ إِمْداداً: صارت فيه مَدَّة؛ وأَمْدَدْت الرجل مدّةً.
  ويقال: مُدَّني يا غلامُ مُدَّة من الدواة، وإِن قلت: أَمْدِدْني مُدّة، كان جائزاً، وخرج على مَجْرَى المَدَدِ بها والزيادة.
  والمُدَّة أَيضاً: اسم ما اسْتَمْدَدْتَ به من